عرضت قناة (سي ان ان ) فيلماً وثائقياً عن العذابات التي يتعرض لها اللاجئون الأفارقة – سودانيون واريتريون واثيوبيون – في سيناء بمصر . ويوثق الفيلم ، وهو بعنوان ( موت في الصحراء) death in the desert ، كيف ان آلاف اللاجئين الذين يريدون العبور الى اسرائيل يتم احتجازهم من قبل بدو مسلحين في معسكرات في سيناء ، في منطقة تسمى المهدية قرب الحدود المصرية مع اسرائيل ، و ( يتم تقييدهم بالسلاسل ، بقليل من الماء والطعام ، دون استحمام ، ويتم ضربهم وتعذيبهم ، ومعاملتهم بصورة أسوأ من معاملة الحيوانات) . ويجبر اللاجئون المسترقون على العمل في مزارع المخدرات ( حقول الماريجوانا) ، وتغتصب النساء ، ويقتل البعض وتنهب وتباع أعضاءهم ، خصوصاً الكلى والكبد . ويطلب من المحتجزين الاتصال باسرهم لارسال (فدية) مالية لاطلاق سراحهم تبلغ آلاف الدولارات . ويرسل الذين يدفعون الفدية الى الحدود ليتم قتل بعضهم بواسطة حرس الحدود ، كما حدث للاجئ السوداني من دارفور ، عصام عبد الله محمد آدم الذي سجل شهادة على الفيديو قبل وفاته برصاص حرس الحدود . ووثق الفيلم شهادة احدى اللاجئات الاريتريات التي تقول ( في كل ليلة يأخذوني ، ويفعلون ما يشاؤوا بجسدي ). وفيما يدفن بعض القتلى في مقابر بالعريش ، فان حوالي ألف جثة تم دفنها فيما يشبه (الكوشة) مع الزبالة في مقابر جماعية تسمى (مقابر الصدقة) . هذا ويعد الاتجار بالبشر ثالث نشاط اقتصادي عالمي غير شرعي بعد المخدرات والسلاح ويزداد ضحاياه في العالم وداخل البلدان بسبب الفقر وحدة الفوارق الاقتصادية ، كما يزداد بسبب الفساد والنزاعات المسلحة. ويشكل السودان في ظل ( المشروع الحضاري) منشأ اساسياً لتجارة البشر ، بسبب الفقر ، وحروب الانقاذ على شتى قوميات البلاد ، وبسبب تحطيم الريف ، والفساد ، وتفسخ النسيج الاجتماعي والقيمي . وتصنف دراسة عالمية السودان في القائمة الثالثة وهي أسوأ نوع من البلدان الموصوفة بالدائرة القذرة من ناحية إتاحة تجارة البشر وكون البلاد المعنية معبر أو منشأ لتجارة البشر بمختلف أشكالها ومن ضمنها تجارة الأعضاء. وسبق وصرحت وزيرة الشؤون الاجتماعية بولاية الخرطوم بان السودان تحول إلى أهم مصادر الاتجار بالبشر . وتتغاضى حكومة المؤتمر الوطني عن الظاهرة حماية لسمعة (المشروع الحضاري) . وكانت صحيفة ( جيروسلم بوست) نشرت في عددها بتاريخ 3 أبريل 2011م أن إحصاءات المهاجرين غير الشرعيين حتى ديسمبر 2010م تقول إن بإسرائيل 33,273 مهاجر غير شرعي أكثرهم من إرتريا (19,444) ثم المقعد الثاني للسودان بواقع 8,256 مهاجر لإسرائيل إضافة ل5,575 من مختلف المناطق بأفريقيا.