تتجه الأنظار و الأبصار و القلوب صوب جامعة الخرطوم ، لمتابعة وقائع و أحداث و مجريات أمور إنتخابات إتحاد الطلاب ( كوسو ) . و واضح أن الإنتخابات تجرى هذه المرّة وسط ظروف و أوضاع سياسية – سودانياً و إقليمياً – جديدة و ” بالغة التعقيد ” كما يقوون !. فسخونة الأجواء السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية خارج الجامعة ، ستؤثر- لا محالة – فى الأجواء و المناخات الإنتخابية داخل الأسوار.فهناك فى الإطارالربيع العربى و ثوراته الظافرة التى هزّت عروش ودكّت حصون. وهى ثورات لعب فيها الشباب و(الطلاب) دوراً حاسماً فى التغيير. ومحليّاً ” بلغ السيل الزبا “!. فقد ضاق الشعب بحكم ( الإنقاذ ). وملّ الناس سماع وترديد قصص وروايات الفساد والإفساد والظلم الذى بات ظلمات . وارتفع ” تيرمومتر ” الإعتداءات الآثمة على الحريّات والحقوق ، بما فى ذلك الحق فى التنظيم و التعبير والإنتخاب . و قد أصبح و أضحى شعار المرحلة ( الشعب يريد إسقاط النظام ) . طالب جامعى ، طلب مشورتى – لربّما ، لكثرة ما كتبت فى قضايا الطلاب و إنتخابات الجامعات – فى مسائل تتعلق بشئون و شجون إنتخابات إتحاد طلاب جامعة الخرطوم .وحوت قائمة ( الأسئلة الصعبة ) ، قضايا و أهداف وغايات إنشاء و تكوين التحالفات و القوائم الإنتخابية . وضرورات تأسيس التنظيمات الطلابية …إلخ ، فاعتصمت بقول الحبيب المصطفى ” ما المسئوول بأعلم من السائل ؟ ” . و أنتصرت لمبدأ ” أهل مكة أدرى بشعابها “. ولا شك عندى أن طلاب و طالبات جامعة الخرطوم – و غيرها من الجامعات – أدرى بشئوون إنتخاباتهم . وهم أعلم من غيرهم – من خارج الاسوار و الحرم الجامعى – بواقعهم و مستجداته . و بمطلوبات التغيير فى جامعاتهم ( عشان الحاجات تبقى كويسة ) !. وإن كان علينا أن نقول و نسدى النصح ، فلنقل خيراً أو لنصمت . و قول الخير يتلخص فى المطالبة بتهيئة المناخ السليم و المعافى لإقامة إنتخابات حقيقية و تتسم بالمشاركة و الشفافية و الديمقراطية . إنتخابات ليست ” ملعوبة ” و لا ” مضروبة ” و لا ” مخجوجة ” . و أن نعطى الطلاب كامل التفكير و التعبير للمارسة حقّهم فى الإختيار و التجريب و خوض التجارب و التعلّم من الدروس ، بدلاً عن التفكير نيابة عنهم و فرض خيارات و قناعات ( الكبار ) على ( الصغار ) !. الأمل – كله – أن تبدأ و تجرى و تنتهى إنتخابات إتحاد طلاب جامعة الخرطوم فى مناخ صحّى و ديمقراطى و بعيداً عن الترهيب و الترغيب .وبعيداً عن آلة العنف و شروره اللعينة .وأقصد بالتحديدعنف الدولة و عنف مؤسساتها القمعيّة .وأنبّه لعنف فصيلها الطلابى داخل الجامعة ( المعنوى و المادّى ) ، والذى إن حدث – لا قدّر الله – سيقود لعنف مضاد.وسينسف العمليّة الإنتخابية.وسيقود و يؤدّى لتعطيل الحياة الجامعيّة .دعوا طلّاب و طالبات جامعة الخرطوم يمارسون ويمارسن حقّهم فى التعبيروالتنظيم و الإنتخاب ، بعيداً عن أىّ إملاءات أو تدخّل خارجى فى الشأن الطلابى ودون فرض وصايا و تشويش. وغداً ، تنطلق صافرة المبارة . فلنتعلّم من الطلاّب !.