سيد على أبوامنة محمد ….. مؤتمر البجا (المعارض) …….نخبة الأقلية (العنصرية) الحاكمة باسم المؤتمر الوطنى وبعض أذيالها من أبواق التابعين (مكفوفى البصيرة) اعتادوا ان ينعتوا كل من لاينجرف ورائهم تابعا (بالعنصرية) ليضحدوا طرحه مهما كان وطنيا او مرتبطا بالحقوق, بينما يمارسون التمييز العنصرى بأبشع أشكالة, لان ذلك التمييز هو السبب الوحيد وراء تمكنهم من ناصية الحكم التى لا يصلوها بالوسائل الديمقراطية الا بالتزوير, حيث لا يمثلون الاغلبية , فأنقلب التمييز عليهم وبالا. ومن المعلوم ان العنصرية كممارسة تكون دائما صادرة من الأقوى ضد الأضعف, أو من الذى يمتلك (اليات العنصرية) ضد المهمش الذى يبقى دائما فى موقع دفاعى , ناهيك ان يمارس عنصرية ضد أحد, حيث لا يمكن للشعب ان يمارس (العنصرية) ضد الحكومة, ولا لشعوب تمزق أوصالها منذ الاستقلال والى اليوم وتفتت تكويناتها المجتمعية, وتنتهب حقوقها وتحرم من التوعية الحقوقية والسياسية – أن تمارس أى سلوك عنصرى ضد حكومة تمتلك كل اليات القمع والتهويل والتنكيل والابادة, وتمارس عليهم الافقار والتجويع والتجهيل والامراض والتهميش والتهشيم المخطط والمتعمد, ثم تقول هؤلاء هامش وجهلاء وفقراء, و هنالك فرق بين الفقر والافقار والتهميش والتهشيم, بالاضافة للخطط المركزية المنمقة جدا بغرض ابادة كل الشعوب السودانية الاصيلة ومحو ثقافاتها وارثها الحضارى, وفرض (أحادية) العرق واللغة والدين وحتى التوجه الايدودلوجى. نحن لا نتهم الجغرافيا بالعنصرية, لأن الأرض لا تصنع الكراهية, ولا نقصد جهة معينة بممارسة العنصرية , انما نتهم نخبة تكلست بأوصال النظم المتعاقبة ومؤسسات الدولة – أقول الدولة مجازا – لان الدولة هى تمازج مركب ومتوائم من (شعب) واحد فى طار جغرافى متماسك يسمى (الدولة) ومسئولية يوجدها الشعب تسمى (السلطة) مهمتها الوحيدة هى تحقيق رغبات هذا الشعب لتجعل من واجب الشعب الولاء, بينما فى حالنا أقحمت العديد من الشعوب (اقحاما) فى رقعة جغرافية ضخمة بحجم شبق الأمبراطورية البريطانية, ولم تتمكن تلكم الشعوب من اختيار (المسئولية) التى تحقق رغباتها, وذلك بسبب (عنصرية) الأقلية التى ورثت الاستعمار فضاعت الحقوق وانتحر الولاء, ورغم محاولة الستر والانكار الان ان نخبة الوطنى لما وضعت فى المحك التاريخى أما ترك السلطة أو تمزيق الوطن, تجلت العنصرية وبدت سوئة النخبة فأبقت على العنصرية ومزقت الوطن. العنصرية هى ليست ان يلتقى أحرار السودان ومجموع الاغلبية الفعلية ليكونوا جبهة وطنية ثورية تطالب بحق الاغلبية السودانوية فى اختيار (السلطة ) التى تحقق رغباتها ليتبلور من خلال ذلك التلاقى وطنا حقيقيا وولاء مفعما بالاحساس بالوطنية الحقيقية التى تقوم على العدل والمساواة والتحرر والحريات, ان العنصرية ليست هى ان يلتقى ( أهل دارفور, وكردفان, والنيل الأزرق, والبجا, والكوشيين, والحركة الشعبية الشمالية) حيث لم يتغيب من مكونات السودان هنا أحدا, عدى الجنوبيين الذين نالوا استقلالهم بفضل عنصرية النخبة التى لا يهمها حتى لو أصبح السودان يمتد من (المسعودية الى جبل طورية), طالما ظلوا هم الحاكمين, بالله من أنتم حتى يكون تمزيق وطن بقامة السودان ثمنا لبقائكم؟ – هل أنتم الا أشخاص يأتون ويذهبون؟ هل أنتم الا ثلة (ضيقة) من المغترين بسراب السلطة؟, وان كان التقاء كل السودانيين من اجل استعادة الوطن هو عنصرية – فمرحبا بها, اذا فالتكن عنصرية شاملة من اجل وطن يحترق فى الوقت الذى يمتص فيه (القمل) سريعا ما تبقى فى عروق التنوع من دماء ورحيق وولاء ووطنية. ان العنصرية هى ذلك الحزب الذى 87% من قيادات مكتبه القيادى وكل مؤسساته تأتى من منطقتين لا تتجاوز طول الواحدة منهن كيلو مترين, العنصرية هى التعيين بالقبيلة, أنتم الضباط ونحن الجنود؟ أنتم المدراء ونحن الكلات؟ أين المواصفات والمقاييس؟ أين الموانى البحرية؟ أين الوزارات؟ أين البترول والمؤسسات الاقتصادية؟ من يضع القوانين؟ من يتحكم فى لجنة الاختيار؟ من يصيغ الدستور؟ من يحتكر المال؟ من الذى يحكم بالاعدام على كل هامشى؟ من يفقر الاقاليم بانتهاك الطبيعة الانتاجية لانسانها من خلال رأسماليته الوصوليين؟ من الذى قسمنا لأولاد عرب أدروبات وزرقة وجانقى؟- ان العنصرية هى أن يكون ممثل شرق السودان فى حكومة الخرطوم من منطقة مروى, والعنصرية هى أن يكون نائب دائرة جبال البحر الاحمر فى البرلمان من منطقة أبوحمد, و هى أن يكون والى القضارف من تسنى ونهر النيل, أسوأ أنواع العنصرية هى أن يكون مدير صندوق أعمار شرق السودان من مروى, أبشع أنواع العنصرية هى أن يكون مسئول الشرق فى حزبكم نهر النيل ونائبه من مروى, ان العنصرية هى أن يكون رئيس اللجنة العليا للانتخابات الماضية من مروى, ورئيس لجنة التدريب الانتخابى من مروى, ورئيس لجنة السجل الانتخابى من مروى, ورئيس لجنة الشباب من مروى, ورئيس لجنة الطلاب من مروى, ورئيس لجنة المرأة من مروى, العنصرية هى ان يحول التخليص الجمركى من الميناء (رغم ان كل الموظفين ليسو من الشرق) الى سوبا حتى لا يسترزق العمال أو يسترزق غيرهم, العنصرية هى تحويل الطريق القومى من دورديب وهداليا وأدروت وتندلاى ووقر وأروما وأكلا وكلهوسيت ومكلى الى نهر النيل, فتموت 30 قرية لتحيا قريتان, العنصرية هى ان يكون واليين و(نصف) فى ولايات البجا الثلاث من غير البجا و96% من مدراء الوزارات فى كل الاقليم, و100% من مدراء الاجهزة الاقتصادية والامنية والعدلية والخدمية والمشروعات القومية, وهى أن يكون 100% من مدراء البنوك من منطقة واحدة, العنصرية هى ان تضع أبوفاطمة مديرا لأرياب بينما تنهب الذهب وتسقينا زعاف التلوث, وأن تضع أبوعلى هلى مجلس الموانئ وتكبله وتسحق ارادته, و هى ان يكون نصيبنا من البحر (الغضروف) والمرض والغبن والقصف الجوى, ونصيبنا من الذهب الغبار الذرى والتلوث وشراء الذمم, ومن الطريق القومى الجبايات و المذلة والصغار, ومن المؤسسات العسكرية الموت الزؤام ونكون مجرد وقود لأطماعكم الضحلة, ومن المشروعات الزراعية احتلال الارض وواغتيال التوازن الاقتصادى فى الاقليم والاستيطان ونفوق الماشية, كيف تجعلون أكبر مشاريعكم الاستعمارية تأتى بخلاف بيئة الانسان والمنطقة؟ أليس ذلك افقارا؟ ماذا جنينا منها غير البؤس والمسكيت والاستعمار والملاريا؟. ان العنصرية هى أن نتعلم فى تاريخنا عن مهيرة أكثر مما نعرف عن الكنداكة التى دحرت الروم حتى حدود البحر الابيض المتوسط, و هى ان نلقن بأن عثمان دقنة سليل (الدقنى) هو تركى وانما ضل سعيه الى البجا, و هى ان يحال اللواء بادانين واخوانه للصالح العام ويطعن كرار ويعدم مع أخرين برغم النزيف فى أكرم شهر, وهى ان تنعق أبواقكم الاعلامية صباحا مساء بما يخلخل النسيج الاجتماعى فى الشرق, وهى أسماء فى حياتنا, وهى الاغانى, وصحف العنصرية التى تعتقد ان الدين الاسلامى لا يصبح دينا ناضجا مالم يكن (جعلى صر), ان نبى الله هرون هو نبى ورسول وأخ لنبى ورسوال من أولى العزم وكان فى أطهر بقعة حينها وبين يدى أحب شعب الى الله حينها – ترك قومه ضلو وكفرو وعبدو العجل مخافة أن يفرق بين بنى اسرائيل, بينما أبواقكم نادت بفصل الجنوب وتسعى الان لتشزيب ما تبقى من أجل (التعريب) رغم ان وحدة السودان لم تكن لتنتطح فيها عنزتان, أفعجزو أن يكونو مثل العنزة؟. أيها العنصريون فى المؤتمر الوطنى بؤرة – بل (مصنع) العنصرية أنتم, فلا تحاولو أطلاق هذة الصفة على أئتلاف التنوع الوطنى الخالص, لأجل اجماع شمالى مزور ومتوهم, فالشمال بشقيه العربى والافريقى موجود فى هذه الجبهة (جعلية مناصير حلفاويين دناقلة سكوت محس ) والغرب بشقيه موجود (دارفور جنوب كردفان), والشرق (بجا أنقسنا فونج) موجود, والوسط موجود, هذا ان شئتموها من ناحية مكونات وطنية بالاضافة للاحزاب والحركات المكونة لذلك, فهى لم تكن يوما عنصرية, فقطاع الشمال حركة شعبية وليس جهوية وحركة تحرير السودان لم تسم حركة تحرير دارفور ومؤتمر البجا حزب نادى بالفدرالية لكل الاقاليم بعد الاستقلال بعامين, ويظهر بعده القومى من مطالبة ومؤسسيه الاوائل وعضويته الحالية, أما كوش فهى أم الحضارات فى العالم جزور ما سمى لاحقا بالسودان, فهل يعقل ان (تتعنصر) كل مكونات السودان وأحزابه السياسية ضد محليتين فى هذا المليون ميل مربع أأأأأ أسف نسيت انه لم يعد مليونا بفضل العنصرية. لذلك أيد البجا كاودا, وأيدوا تفاعلها لتتبلور الجبهة الثورية, وسنأيد كل من يعمل (سياسيا أو فكريا) على أعادة التوازن الطبيعى لهذه الدولة المركبة غير المستقرة كيميائيا, والتى تحتاج لدستور يقوم على العدالة, ومؤسسات مدنية لا تعتمر مناهجا قاصره ولا تتعبد الأشخاص, وقوانين تحترم الانسان والتعدد والحريات والحقوق, ونظاما يقر الفيدرالية ويعمل التداول السلمى للسلطة, التى يجب أن تؤسس وفق الهدف الاساسى من وجودها وهو خدمة الانسان وليس التوجهات العقدية, وأن يتم ايجادها عبر الرغبة الكلية لهذه الشعوب المتنوعة, فهذه هى مقومات الدولة المدنية التى تأتلف وتنعم فى رقعتها الشعوب تحق ولائها وتستحق حقوقها عبر مسئولية يختارونها بأنفسهم بلا (شوالات) أصوات انتخابية. يقول جون جاك روسو (ان الظلم هو الذى يخلق الدول)