عزيزي حيدر كل عام وأنت و الاسرة والزملاء الكرام بخير و عافية ومحصنون من غارات الهوس الديني و قوى الظلام…. طالعت كلمتك الرصينة عن حماية ضريح سيدي العارف بالله الشيخ حمد النيل والحواريين والاحباب الزائرين والذاكرين إلى وفي رحابه الفيحاء، حقاً أن نوبة الهوس الديني التى اصابت بلادنا منذ 1983 قد زادت في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها بعد ان ظننا انها قد خمدت وأنها آيلة الى زوال بُعيْد التوقيع على اتفاقية السلام، لكن فيما يبدو أننا كنا مفرطين فى التفاؤل، وأننا كنا مسترسلين فى احلامنا، بينما الهوس يستشري و يبيض و يفرّخ.. لم يحدث هذا اعتباطا وانما كان وفق منهج مدروس ومخطط له بعناية .. يمكنك أن تقارب هذه الوقائع مع سطوة شرطة النظام العام واقتراب أوان التصويت على تقرير المصير والاحتمالات الكبيرة للانفصال، وما يمكن أن تؤول إليه الاوضاع فى البلاد حينما (تتحرر من قيود نيفاشا) بمنطق جماعة منبر السلام العادل… أراك تساءلت عن صمت جهاز الأمن رغم مساعيه الاولى فى ملاحقة المهوسيين دينياً وهو تساؤل أقرب الى الاجابة منه الى التساؤل، لكن إن أردت الاجابة الشافية فبإمكانك العودة الى حديث مديرهم السابق عن تقطيع الاوصال والرؤوس ووعيده بأنهم سيعودون الى التطرف مرة اخرى!!… حدث هذا لأن فاقد الشيء لا يعطيه.. الهوس الديني والنظام الذي يرعاه والذى عشعش وفرخ تحت عباءته و بتسهيلات منه أبناء شرعيين لفكر حركة الاخوان المسلمين وجماعات الوهابية.. اطلاق يد هذه المجموعات وفى هذا التوقيت ليس عبثا ولا مصادفة.. انه امتداد لاسلوب الابتزاز الذى يمارسه النظام مع العالم والمجتمع و قواه السياسية والفكرية، كلما إدلهمت به الخطوب ومضى الى زاوية الحصار حثيثاً وهو الآن كذلك… لن تصاب حضرة سيدى الشيخ حمد النيل واحبابه بأذى .. حتما الشيخ كما يقول سادتنا الصوفية (حيغارهم) .. اولياء السودان الان فى قبابهم يستعدون للانتفاضة الكبرى .. لتحقيق السوفة السابعة التى قال عنها ابي الاستاذ محمود : (سوف يقتلعون من ارض السودان نهائيا) ليعود ضوء الشمس دفّاقا .. فهذه العذراء حبلى.. بإشتداد الطلق تبلى كما قال شاعرنا.. مع الود و التقدير علاء الدين بشير فرجينيا – الولاياتالمتحدة من المحرر: إن كان لي من اضافة على كلمة علاء الضافية فلن تكون سوى شيء من الاسترسال والاضافة لمطلع القصيدة الرائعة الذي ختم به مداخلته بينما جعلتها أنا عنوانا لها: هذه العذراء حبلى باشتداد الطلق تبلى الثرى يغدو ثريا والذرى تمتد نخلا ثلث ليل من مخاض فجر ميلاد تجلى لا تخافى بعدُ وهنا إن وهن الحمل ولى لا تخافى سوف يأتى مالئا مثواك عدلا مشرقا بالأمن وجها ماحقا بالحب غلا حين يأتى ذا محال يستحيل القول فعلا حين يأتى سوف يحى كل من قد مات جهلا سيد الأكوان حل فيك للأكوان يجلى إذ هو القرآن حيا من طوايا النفس يتلى اعظم الأسماء فيك الآن طيبى طاب حملا ان أمر الله آت لا تكونى الآن عجلى لا تخافى فاستواء الشمس يمحو فيك ظلا ملتقى بحريك مرقى كل نفس فيك سفلى لا تنامى فهو مسك الليل غب الفجر يجلى يالها دار علتها أدمة الأصل المعلى ياله عرس يلاقى كل مثل فيه مثلا أوقدى المصباح ليلا وارقبى بدرا تدلى جملى الدار انتظارا فهو بالترحاب أولى ولتضميه اشتياقا وليقم بالدار أهلا