شريفة شرف الدين [email protected] جمع شرابنا السوداني القح (الحلو مر) بين متناقضين لكنه لا يغيب في رمضان عن مائدة إفطار لحلاوة مذاقه لكن الطيب مصطفى جمع بين متناقضين هو إسمه (الطيب) و فعله (الخبيث) فأهلاه – على عكس الحلو مر – لأن يتصدر قائمة المكروهين في القلوب السودانية. تقول جدتي بعد أن تدير ظهرها لمحدثها (ما تجيب لي سيرتو) إذا ذكر لها شخصا تكرهه .. لم أتطرق يوما لسيرة الرجل في كل ما كتبت .. فما أن أهم بالكتابة حتى تتغشاني حالة من الغثيان تبعثر فكرة الكتابة فينجو كلانا .. لكنه لا ينفك يمارس صفة القرادة مصا و اخراجا في كل شؤون السودان المصيرية .. رفع لواء الكراهية مجاهرة و أضجع ثورا في لون فكره و قلبه و ذبحه فرحا بإنفصال الجنوب الحبيب و لا يزال يدق طبول العنصرية مجاهرة غير خفاء يتمترس وراء خؤلته للرئيس الفاقد لبوصلة القيادة .. المجيد للرقص و الفارغة. حقيق لأمثال الطيب الخبيث الذي لا يشغله هم العيش و لا غلاء الأسعار و لا إجتزاء الدولة حقيق به أن ينفث سمه الفكري الذي لا ينضح إلا به .. حقيق به ألا تكون سهام إنتباهته في زمن الغفلة إلا في مقتل .. يتقصد بإسم الدين زورا و بهتانا لجعل السودان خاليا مخليا إلا ممن يشاكله لونه و لسانه .. يستفرد بالرأي السرطاني و يمشي به في الجسد السوداني حتى أيقظ الفتنة و تنبه الناس إلى القبلية البغيضة و العنصرية الخبيثة و الجهوية المضعفة بعد قوة .. فضاقت صدور الناس ببغض بعضهم بعضا .. و تقلصت مساحة السودان بشرا .. ارضا و موارد .. و استعدانا من كان أخا لنا نقاسمه و يقاسمنا كل ما كفله لنا رب العباد .. أي نفس أوضع و أحقر من نفس لا ترى إلا ذاتها و لا يهنأ لها بال أو يطيب لها نفس إلا حين يجعل من الآخر مداسا له لرفعته المزعومة؟ إنها نفس الطيب الخبيث لا غير!! يجب التنبه إلى أن الخطر لا يكمن في البشير و إن أفرغ جميع رصاصه في صدور شعبه بمثلما أن الخطر متأصل في فكر الطيب الخبيث الجاعل من البشير تنفيذيا لمخططه. إن إجتثاث الطيب الخبيث و استئصال فكره المريض لهي اللبنة الأولى في بناء دولة السودان التي لن تكون إلا بإعتراف فعلي ممارس بكل حقوق من هو سوداني بأن له ما له و عليه ما عليه بتساوي مطلق بين الجميع ..لا ينقص حق أحدنا لونه و لا تزيد حق الآخر ثقافته.