وجه الأستاذ ياسر عرمان الأمين العام للحركة الشعبية خطاباً مفتوحاً للسيدين جعفر الميرغني وعبد الرحمن الصادق ، عن إلتحاقهما بحكومة المؤتمر الوطني كمساعدين لعمر البشير ، أمس 8 ديسمبر . وذكر عرمان في خطابه ( نود ان نقول ونختتم ان المؤتمر الوطنى تقوم استراتجيته الحالية على القضاء على اى فرصة للانتفاضة وانزال هزيمة ماحقة بالعمل العسكرى وتبعية الجنوب واخذ بتروله بالباطل ولكن الانتفاضة التى نعمل لها معا جميعا لتكون قادمة وعائدة وراجحة مسنودة بالعمل العسكرى حتى تسلم فتسلم ! وان اى محاولة لادخال الحركة الجماهيرية فى حوار لاطفاء جذوة الانتفاضة حول دستور جديد ودمعة سدى وحلقة مفرغة لن تجد القبول من شعبنا من جماهير الحزبين شبابهم وشيوخهم قبل الاخرين ومن المستحيل الاتفاق على دستور دائم دون انهاء الحرب من دارفور الى الدمازين مرورا بكادقلى واتاحة الديمقراطية فى ظل حكومة قومية ونقول للسيدين عبد الرحمن وجعفر ومن شارك معهم من الاتحاديين شاركوا ماشئتم المشاركة فالذاهبين الى الفجيعة انتم فقط افهموا ، لكن اعلمو انها حكومة حرب وانتهاكات واسعة لحقوق الانسان وتجويع وفاقة والعربات المظللة لاتخفى هذه الحقائق عن اعين شعبنا وعليكم ادراك هذا المأزق وكيفية الخروج منه وهذا متروك لكم والخلاف فى الراى لايفسد للود قضية) . (نص الخطاب أدناه) : الحركة الشعبية- الامين العام الى السادة عبد الرحمن الصادق المهدى وجعفر الميرغنى اسحبا ظليكما عن مجرم الحرب حتى لا يعلقهما وساما تابعنا باهتمام بالغ مع بنات وابناء شعبنا الجدل والحوار والغضب والحزن الذى الم بشعبنا حتى لاتعلق طغمة الانقاذ فى مشاجبها مشاركة عبد الرحمن وجعفر ومن رغب من الاتحاديين وساما على حائط جرائم الحرب ولسان شعبنا يقول ابعد ظلالك عن بساط الحاكم الانقاذى حتى لايعلقها وساما . غضب شعبنا لانه تعلم عبر الدروب الوعرة والخطوب المدلهمات ونقض المواثيق والعهود ان الاتفاقيات الثنائية مع الانقاذ منذ جيبوتى مرورا بنيفاشا الى لجنة صديقنا احمد سعد عمر لا تجلب انتصارا ولا تهتف لها النساء والشباب فى الشرفات انبهارا ولا تغير من جوهر وطبيعة نظام الانقاذ الذى مكمن فساده فى راسه الخرطوم وهى وحدها تحقق انتصارا كاملا لانصف انتصار ! ولان المشاركة اتت فى زمن فريد ملئ بالسحب الواعدة التى امطرت عند الجوار ويترقبها شعبنا وهو يرى الانقاذ تترنح شمالا ويمينا وتارة بلا اتجاه . ولم ندلو بدلونا لان الحديث كان (لاهل الجلد والراس) وحتى نعطى فرصة لقادة وجماهير الاتحاد الديمقراطى والامة القومى وقد تعلمنا من حديثهم الكثير، المثير ، الخطر الذى ينعش الوجدان ويفتح البصر والان بعد سماعنا الحديث العذب من الشباب والنساء والشيوخ والمثقفين والعلماء من اهلنا بالداخل والخارج من المهاجرين والانصار وشباب الختمية بان (لاوفاق مع النفاق) (وغور غور ياغندور) والان اذن لنا بالحديث وحديثنا مسنود بشجاعة ورايات جماهير الحزبين العصية على الانكسار فهى من رايات عامة الشعب من الذين اذا ضحكوا استغفروا الله من الذين طعموا قمح بلادنا فى الزمان السمح ولم يهجروها عند المحن تلك رايات شعبنا شربت من مائه ودمائه ولم تطويها عذابات نظام الانقاذ الذى عاث فسادا واستبدادا حدا اجبر النساء على بيع فلذات اكبادهن لقاء لقمة العيش وعشنا عصر اغتصاب النساء فأقاليم بكاملها اغتصبت نساؤها معالم فى طريق المشروع الحضارى وتحت ظلال سيوفه ورماحه !! كما تم نشريد الملايين من بنات وابناء السودان نازحين ولاجئين ومهاجرين وذهب الجنوب وبقينا وحدنا اسرى الغياب على الضفتين شمال- جنوب . سمعنا تفسيرات عديدة حول جدوى المشاركة واسبابها حالة كونها قرارا فرديا او حزبيا ولافرق بين الرايتين مع اختلاط الحابل بالنابل . لم تجد الشروح والتفاسير القبول لامن قلة فهم بل لان شعبنا يدرك معنى ماجرى فى زمان مختلف عن كل الازمنة وفى قصة لبلدين لابلادا واحدة بفعل فاعل !! والانقاذ ليست هى الانقاذ والزمان ليس زمانها وما من لغة قديمة تخاطب واقعا جديدا والسودان اى ما تبقى يكون اولا يكون والمطروح ليس هو من يحكم السودان بل كيف يحكم السودان السؤال القديم الجديد الذى بموجبه ذهب الجنوب وظهر الجنوب سياسة وجغرافيا ، لابد من رؤية جديدة تصيب كبد الحقيقة ، الكل لابد له من رؤية جديدة فالاتباع ليس هم الاتباع ، ولكل اوان حال ولكل زمان رجال واعرف الحق تعرف نساءه ورجاله هذه هى مهمتنا جميعا تقليديين وجدد . نعلم ان صديقنا عبد الرحمن الصادق قد شارك والده جل اجتماعته مع عمر البشير وهوعقيد وذاك مشير حتى اللقاء عند صلاة الصبح الاخير! ومع ذلك فان عبد الرحمن لاصلة له بحزب الامة بل هى صلة العقيد بالمشير! هذا الحديث ستكذبه الايام مثل ما كذبت خلع عمرو بن العاص لمعاوية بن ابى سفيان وابتعاده عن صف الامويين فان ابتعد عمرو بن العاص فسيبتعد عبد الرحمن الصادق عن صف الحزب والانصار دون ان نحتاج زرقاء اليمامة والارض محل وصيف . سيأتى يوم ليس ببعيد سيقول القوم ان عبد الرحمن كان فى مهمة وانه حزب امة ان لم يكن نفسه هو الامة ، والى الحزب سيعود ، انه منه كابر عن كابر وجد عن جد وانه احق بالقيادة !! . اما الحديث عن اصلاح علاقات الجنوب بالشمال او حتى تدريب جيش الجنوب فنحن نعرف الحركة الشعبية فى الجنوب قليلا ونعرف الجنوب بدرجة اقل ونقول دون مزيد ان لاصلة بتعيين عبد الرحمن بالجنوب القديم او الجديد والمؤتمر الوطنى لن يمكن عبد الرحمن من اصلاح ودنوباوى والملازمين دعك من علاقات الجنوب فنحن خبرنا هذا الامر قليلا واقول لاخى عبد الرحمن متسائلا هل دماء احفاد من اوى الامام الكبير فى العباسية تقلى دماء الزاكى طمل وحمدان ابو عنجة فى ضواحى الكارة نازلا مع الامام من نحلة الجرح القديم الى تفاصيل السهول من الجبل الى السهل ومن السهل الى النهر من العباسبة الى الابيض والى امدرمان فى مشرع ابو سعد وخور ابو عنجة من دارفور وشرق السودان الا يساوى كل ذلك رتبة عقيد فى جيش المشير البشير ورغبة التطهير لاعراق البلاد ! والنساء والرجال الشجعان فى بربر وفى كررى وفى معركة النهر الاولى والثانية مع الخليفة والماظ وبالامس فى شرق السودان حينما كنا معا الا يمثلون شعب السودان كله ، اخى عبد الرحمن : فى طريقك من القصر وانت (تساعد) البشير فى طريقك الى الملازمين انظر الى النهر انظر الى الموردة يلتقيك الماظ وعلى عبد اللطيف سيلتقيك سيد فرح بلباس جند القوات المسلحة التى لم تعتدى على احفاد عمارة دنقس وعبد الله جماع فهذا طريق وذاك طريق فاختر ما تشتهى . اما الحديث عن تحالف اثنى يقابله تحالف اثنى اخر كما قيل فى ندوة واشنطون انظر فى عيون الرجال الذين حاصروا غردون الا يمثلون شعوب السودان كلها وان كانت بنادق الهامش اثنية فلما لا تكون اصوات الهامش التى اتت بالديمقراطية عائدة وراجحة اثنية ايضا ! ام ان الاصوات فى صناديق الاقتراع لا رائحة لها ولا تعبر عن اصحابها ام انهم يقيمون الانتخابات فى قرية خالية من العواطف السياسية على راى قابريل ماركيز ام ان هذا الادب السياسى من ادب طعام معاوية والصلاة خلف على !!. اخى عبد الرحمن : بكل عزيز لديك لا تمضى فى هذا الطريق ومحجوب قد قال : اخاف الطريق اللى مابودى ليك واعاف الصديق الى ما بهم بيك ويبدو لى انك لو سالت تلك السيدة عالية الاحترام التى تدخل السرور فى النفس فهى اسم على مسمى فهى سيدة (سارة) و(فاضلة) وتعطى دروس الاستقامة لاشارت عليك بان لاتشارك حتى ولو منحوك الذهب فثمة اشياء لاتشترى ولاتباع . اما اخى جعفر الذى لم تتح لى بهجة التعرف عليه مثل عبد الرحمن فنقول له ما قال اخوه الحسن والناس وقوفا بدم الحسين عند كربلاء (لن اشارك واتحمل وزر عشرين عاما من القمع والفساد) وانظر هل اصابت مشاركات الامس ومولانا الميرغنى ادرى بالانقاذ من كل قول ومقال ! التى اطاحت بحكومة السيدين وبدلت كل ذلك بمساعد لكل سيد مثل قصص المرابين القديمة يشترون منك (الديك) ثم يبعون لك الريش بالثمن الذى دفعوه لك ، والانقاذ اشد من المرابين بأسا فهى فى الاصل لم تدفع شيئا (للاصل) ودلت تجاربنا جميعا ان المؤتمر الوطنى لاشريك له ! فكيف تبدل سيف من كان معك من بنات وابناء حزبك بسيف من كان عليك ام ان دم اخيك اضحى كدم الغريب بعد ان رحل امل دنقل ! ولعل السبب ليس اثنى المزاج فى تصنيف العباد وليكن مابيننا سياسى على امتداد البلاد ، ونقول لاخينا احمد سعد عمر: عند جلوسك فى مقبل الايام على كرسى الوزارة ومحمد مختار اقرب اليك من ملفات الوزارة عليك ان تتذكر بعد طول غياب ان تعلق فوق جدار مكتبك صورة انيقة لرجل انيق هو الشريف حسين الهندى وتكتب تحتها بخط انيق (نحن سودانيون وطنيون نجوع وناكل من ايدينا ولاناكل على حساب قضايانا الوطنية) فان تلك الكلمة ستكون تعويذة من سحر لافتتين واحدة لمحمد مختار والاخرى مكتوب عليها كمال عبد اللطيف . نود ان نقول ونختتم ان المؤتمر الوطنى تقوم استراتجيته الحالية على القضاء على اى فرصة للانتفاضة وانزال هزيمة ماحقة بالعمل العسكرى وتبعية الجنوب واخذ بتروله بالباطل ولكن الانتفاضة التى نعمل لها معا جميعا لتكون قادمة وعائدة وراجحة مسنودة بالعمل العسكرى حتى تسلم فتسلم ! وان اى محاولة لادخال الحركة الجماهيرية فى حوار لاطفاء جذوة الانتفاضة حول دستور جديد ودمعة سدى وحلقة مفرغة لن تجد القبول من شعبنا من جماهير الحزبين شبابهم وشيوخهم قبل الاخرين ومن المستحيل الاتفاق على دستور دائم دون انهاء الحرب من دارفور الى الدمازين مرورا بكادقلى واتاحة الديمقراطية فى ظل حكومة قومية ونقول للسيدين عبد الرحمن وجعفر ومن شارك معهم من الاتحاديين شاركوا ماشئتم المشاركة فالذاهبين الى الفجيعة انتم فقط افهموا ، لكن اعلمو انها حكومة حرب وانتهاكات واسعة لحقوق الانسان وتجويع وفاقة والعربات المظللة لاتخفى هذه الحقائق عن اعين شعبنا وعليكم ادراك هذا المأزق وكيفية الخروج منه وهذا متروك لكم والخلاف فى الراى لايفسد للود قضية . ياسر عرمان الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان الخميس 8 ديسمبر 2011م