الخرطوم بمكرها المعتاد لا تخيب أبداً ظن أحد ولو حدث ذات مرة أن خيبت ظنك بفعل او قول خير فتأكد أنه هكذا من غير قصد او قل(عديل كده دقست) .أنظروا فبعيد اعلان نتائج إستفتاء الجنوب شرعت السلطات المدنية والعسكرية في شمال في تسريح كل من كان في خدمتها من مدنيين وعسكريين معا فظن بعضنا حسناً فعلت حينذاك و أن في الامر خير للمسرحين طالما أنهم سيصرفون مستحقاتهم سريعاً تباعا وكان هذا ظنا طيبا فيمن لايتوقع منه فعلا طيبا . المساكين اوقفوهم ولم يصرف جلهم مستحقاتهم الي يومنا هذا وعليهم الانتظار ولكن الي متي؟ لا احد يدري. لكن المؤكد أن تلك المستحقات ، إن صرفوها، فهي باقية في الخرطوم في دكاكين أحيائها الطرفية سدادا لديون دكاكين فول وفته وبوش!!! . من جانب أخر هي(الخرطوم) تقول وتكرر في كل جولة محادثات لقضايا ما بعد الاستقلال و بشكل خاص في محادثات قضايا تصدير وتسويق نفط الجنوب ، تقول إنها تريد أن تري اولاً مستحقاتها في إيجار أنابيبها، وهي في الواقع حقيقة انابيبنا لان من بترول الجنوب ولكن من يقول للبشير من أين لك هذا ،تأكد الخرطوم في كل مرة وفي كل جولة أنها تريد رؤية المبالغ المستحقة دفعها علي الجنوب بعينيها المجردتين علي طاولة المفوضات وعلي دائرة مليم!!! و انطلاقا من هذا الموقف هدد ت حينها بوقف تصدير نفط الجنوب عبر الشمال وكأد تنفيذ التهديد يقع لولا ان زبوننا الكبير برز لهم عينا حمراء . قالت الصين بالمكشوف وبيدها عود غليظ متين وكبيروان وقع علي رأس كسرها وهشمها،قالت لعصبة الانقاذ حاشيته وأجراءه : إن ما تقولونه نهاراً جهاراً لن يري نورا ولن يجد طريقا للتطبيق ا و النفاذ بل يجب عليكم ، وجوب الصيام والصلوات الخمس ، جعل المحادثات هناك في اديس ابابا تمضي الي منتهاها و تسري واتركوا النفط عبر الانابيب يسيل و يجري. [ طيب لمان الخرطوم بتشوف حقها بعيد هناك في اديس ابا ابا ليه ما بتشوف حقوق الجنوبيين قريب هنا جنبها] ،اعتقد في تلكؤهم وتأخرههم في صرف استحقاقات الجنوبيين خطة ارأدوا بها تأخيرهم ففي تاخيرهم تجنيدهم وفي تجنيدهم ارسالهم الي الجنوب وفي ارسالهم الي الجنوب محاربة الجنوب وفي محاربة الجنوب يتزعزع أمن المواطن الجنوبي علي الشريط الحدودي مع الشمال الذي هو مبتغاة أهل المؤتمر الوطني جميعا ..واما ما يقوله بعض المنشقين لدعائميهم ، والذين هم الان في الخرطوم يجندون إخوتهم قسرا لمحاربة إخوتهم قسرا في أراضي الجنوب ،سمعنا هناك منهم همسا لمن منهم يقولون: إنهم-اي المنشقين-سيحاربون الجنوب وبدعم أكيد و مضمون من الخرطوم وبعقد عنوانه حرب بالوكالة والعمالة والنيابة عن البشير والمحصلة لو نجحت خططهم ، الان او مستقبلا ، سيعيدون رسم خريطة وجغرافيا السودان القديم إلي الوجود من جديد،سيوحدون ذاك السودان وغصبا عن إرادة أهل الجنوب الذين اجمعوا و قالوا بجلاء لا لهذه الوحدة ذات الرائحة الكريهة . وليس لدينا أدني شك في أن إرادة نفس الشعب ،شعب الجنوب واهله، تلك التي بها قاوموا وحاربوا بها مضطهديهم بضراوة و بإباء لانهم اختاروا الحرية بدل الاضطهاد والدونية ، ستؤكد حتماً مجدداً للبشير ولهؤلاء واولئك ألا أحد يمنع احداً او يحرمه في منامه حلمه الوردي الجميل فاحلموا يا هؤلاء ولكن لاتتركوا أحلامكم تنتهي منتهي احلام زلوط ولا تجعلوها عشما كالذي لإبليس في جنة خلد اوكما يقول المثل….فلا سلطان ولا انسان يستطيع سلب هذا الشعب ما بالروح والدم عبر نضالاته أشتري فحقق و كسب ولو حاول فلن يري مشروعه نورا ولن يولد حتي يمشي علي قدميه وهو في خواتيم يومه ندمان لان مشروعه في الاصل مشروع من خرجت حساباته من دائرة معطيات الزمان فجاز لمن أراد تسمية من يصر علي الدوران في فلك البشير ومؤتمره من ابناء الجنوب ، يجوز له ان يعطيه عنواناً او يقول له صه يا هذا وإلا فأنت في عيون أمتك عميل أجير بل مخلوق خوان!!! …