المحاضرة القيمة التي قدمها مساعد مدير المراسم بالقصر الجمهوري مجدي عبد العزيز ، نهار أمس الأول بصالة التحرير بهذه الصحيفة كانت حول العلاقات العامة والمراسم، مركزاً على العلاقة بينهما خاصة عند السفر أو في حفلات الاستقبال على سبيل المثال لا الحصر. *أوضح مجدي العلاقة بين المراسم والعلاقات العامة وبين قواعد السلوك الشخصي “الأتيكيت” و”البروتوكول” وما هي المعلومات الأساسية التى ينبغي أن يتحصن بها المسافر إبتداء من الحجز وانتهاء بمعرفة طقس البلد المتجه إليه وأحواله الاقتصادية والأمنية.. الخ. *هناك أبجديات قد تبدو معروفة ولكن لابد من التنبيه إليها، خاصة فيما يتعلق بالمظهر العام سواء في السفر للخارج أم في حفلات الاستقبال الرسمية وأسلوب تناول الطعام وطريقة تقديم الشخص لنفسه للآخرين وتحيته لهم ..الخ. *لم تخل الورشة التى استمعنا فيها لهذه المحاضرة القيمة من مواقف طريفة مثل تلك التي روتها رئيسة قسم التحقيقيات إنعام محمد الطيب عن محاولة “تملص” صحفي معروف من استقبال ضيف رئاسي زائر بتعمد قطع زرار من قميصه حتى يبرر عدم القيام بهذه المهمة بملابسه غير اللائقة. وحتى الملاحظات الطريفة التي من بينها الذين يملأون طبق الطعام بأكثر من حاجتهم بصورة لافتة للنظر. *الملاحظات حول المظهر العام دفعت بمسألة “بدل اللبس” إلى السطح بعد أن أشار مجدي إلى أنهم اكتشفوا ذات مرة أن أحد أعضاء الوفد السوداني ظهر بمظهر غير لائق إبان زيارة خارجية، وأكدت الملاحظات أهمية مراعاة ضوابط الفنادق وإرشاداتها فيما يتعلق بالخدمات حتى لا يدخل النزيل في مواقف محرجة. *تذكرت وأنا أتابع هذه المحاضرة العمود الصحفي الذي أثار جدلاً كبيراً يشبه صاحبه الدبلوماسي الراحل جعفر أبو حاج عليه الرحمة الذي عين في زمن سابق في العهد المايوي رئيساً لتحرير “الصحافة” واختار لعموده اسم “بالمعروف” وكان يتناول السلوك الشخصي في المرافق العامة بالنقد والتوجيه. *يبدو أننا في حاجة مستمرة لمثل هذه الموجهات المهمة ليس فقط في تعاملنا مع الآخرين في الخارج وإنما حتى في معاملاتنا بأماكن عملنا بل وفي بيوتنا خاصة بعد أن فقدنا إلى درجة كبيرة أخلاق البيت الكبير والأسرة الممتدة، وضعفت العلاقات الأسرية التى كانت قائمة على توقير الكبار واحترامهم ومحبة الصغار ورعايتهم.