كمال كرار لبس جلابية ، وشال عصاية وشرب موية ملح لزوم ( تسليك ) الحنجرة وجلس في الصف الأمامي للمؤتمر التنشيطي . وحالما دخل المسؤول الكبير وقف مصفقاً ومهللاً وهو يهتف ( سير سير ونحن وراك ) ولم يتوقف إلي أن رمقه ( فلان ) بنظرة ذات معني . وفي مداولات المؤتمر واتته الفرصة فتحدث عن القوي الأمين ، وعن الاقتصاد والسياسة وثورات الربيع العربي والحصار الامبريالي والعدو الصهيوني . وانتهي المؤتمر بتعيينه معتمداً بصحبة اعتمادات مالية كبيرة ، ومن فقه الضرورة ( نفّع واستنفع ) . وجاء المؤتمر التجديدي الثاني ، واختير وزيراً للدولة بعد أن زار ( فلان ) في بيته ليلاً وأهدي لزوجته وهو يهم بالخروج مفتاح شقة تمليك في برج ( خمسة نجوم ) . ثم جاء المؤتمر العام الثالث فأبعد من الوزارة لأنه نسي الحكمة الانتهازية ( ما تاكل براك ) وكان قد انتهي من برجه الفاخر وشركاته القابضة لما وراء البحار . لم – يتواني – وذهب إلي عاصمة أوربية وعقد مؤتمراً صحفياً أعلن فيه تأسيس حركته للكفاح المسلح ، وطفق يتحدث عن التهميش والمظالم وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة . وبعد المناورات والمداولات ، طار بصحبة وفده لعاصمة الاتفاقيات الثنائية وبعد توقيع الاتفاق الإطاري عاد للخرطوم في وظيفة دستورية مهمة ونالت ( جوقته ) مناصب أخري . وصار يقعد ويقوم بجماعتو ، وضمن المنصب الدائم في حكومة العصي والعمائم . وعندما سخّن الوضع السياسي ذهب إلي لندن في رحلة استشفاء وهمية ، ولما نجحت ثورة الشعب أعلن من هنالك انحيازه لها وشن هجوماً عنيفاً علي النظام البائد . وعاد للبلاد في زفة كبيرة عارضاً خدماته علي المجلس الثوري فعينوه مستشاراً ، وصهينوا عن أمواله التي نهبها من الخزينة العامة . وجاءت الانتخابات ، وعن طريق شراء الأصوات فاز في دائرته ، وعن طريق الرشوة ( لملم ) نواب آخرين فصارت له كتلة برلمانية كبيرة . ثم كلفه رئيس المجلس الثوري بتشكيل الحكومة ، فذهب إلي سدنته السابقين واختار حكومة رشيقة من 100 وزير ووزيرة فيهم ( فلانة ) الخطيرة . وعاد النظام البائد للحكم عن طريق الانتخابات المضروبة ، والدقون المعطوبة . وإلي حين موعد الثورة القادمة ، يكون السدنة القدامي والجدد قد نهبوا البلد وسجنوا الأم والولد . يحاكم المخلوع حسني مبارك بتهمة قتل المتظاهرين ، وسدنته بتهم تضخم الثروات ، ويقتل المجلس العسكري المصري ثوار الأمس ويسحل البنات والكيزان هنالك يتفرجون ، ويمسحون الدقون ويمنون النفس بالحكم إلي يوم يبعثون . الشعب هنالك يريد إسقاط المشير ، والمشير عامل تنوير والجرجير تحت السرير والأسرار عند ( الغفير ) .