*لم يتخلف الفن عن أداء دوره تجاه الوطن والمواطنين تحت كل الظروف وفي كل العهود خاصة الفنون المرتبطة بالجمهور وفي مقدمتها المسرح الذي ظل منبراً حيا من منابر التعبير وتزكية النفوس واحيائها..*مسرح الشارع تجربة قديمة في تاريخ المسرح ولكنه لم يجد التشجيع المستحق رغم أنه من أكثر الأعمال المسرحية مشاهدة وسط الأحياء وفي الساحات الشعبية.*أتاحت قناة (الشروق) فرصة لمجموعة مسرحية رائدة في مجال مسرح الشارع بقيادة الممثل الكوميدي المبدع محمد المهدي الفادني لتقديم برنامج إسبوعي في العاشرة من مساء كل جمعة تحت عنوان مسرح في الهواء.*فكرة مسرح في الهواء على نهج المسرح المفتوح على الجمهور حيث تطرح المجموعة المكونة من محمد المهدي الفادني وحمد النيل خليفة وحسن عثمان قضية عامة تشغل بال الناس وتفتح المسرح للجمهور للأداء بآرائهم في كيفية معالجة هذه القضية.*المفاجأة التي استحقت عليها هذه المجموعة المبادرة أن نخصص لها (كلام الناس) اليوم هو انتقالها بصحبة الممثلة القديرة اخلاص نورالدين إلى الرنك بولاية أعالي النيل في جنوب البلاد مساهمة منهم في توعية المواطنين في الجنوب بالاستفتاء وتبصيرهم بضرورة ممارسة حقهم في الاقتراع.*إن العملين اللذين قدمتهما المجموع أمس الأول طرحا قضية مهمة شغلت ومازالت تشغل بال المواطنين خاصة أبناء الجنوب الذين ترتبط حياتهم ووجودهم بالشمال خاصة الأسر المتداخلة بين الشمال والجنوب والمصالح الاقتصادية المشتركة.. الأهم في العمل المسرحي المشاركة الايجابية من جمهرة المواطنين في محاولة للوصول إلى حل إنساني واجتماعي لا يتأثر بنتيجة الاستفتاء*القضية التي لخصتها المجموعة في الدكان الشراكة بين مواطن جنوبي ومواطن شمالي بكل رمزيتها المباشرة وضعت مستقبل الوطن على المحك بغض النظر عن الذين يوغرون الصدور بين أبناء الوطن الواحد, فعندما قرر الشريكان بيع الدكان حاولا اقتسام كل شيء وعندما جاء الدور على الزير الذي يشرب منه الجميع في إشارة واضحة للنيل الذي يجمع بين الشمال والجنوب اقترح أحدهم إن يقتسما الزير.*فجاءت المفاجأة الإيجابية من رفض الجميع لكسر الزير لأنهم يشربون منه جميعاً. *ولا تعليق لدينا، فالقرار إتخذه المواطنون أنفسهم والرسالة واضحة.