- دخل بعد بضع أشهر من تعيينه وزيراً بولاية نهر النيل، للمقر التاريخي لادارة الثقافة والاعلام وطاف على مساحته ومكاتبه، ثم خرج، وبعد عدة ايام، أصدر قراره، الذي نعتبره تاريخياً أيضاً بإخلاء المبني، من الادارات، التي تعمل بداخله، وعندما سألنا ما السبب؟، كان الرد، بأن المبنى تم بيعه لبنك أم درمان الوطني … والله كيف؟ هذا ما لم نعرفه حتى اليوم، رغم أن هناك بعض التكهنات التي تناقلتها الأوساط، بأن البيعة عبارة عن تسويات لخدمة أغراض شخصية …. كان هذا القرار قبل عام ونصف تقريباً. - و(يطير!) حسن محجوب عبد العاطي من الولاية، بطريقة لم نشهدها في تاريخ السودان الحديث، فلم نسمع بصدور قرار بإعفائه أو نقله أو أعلن إستقالته من المنصب أو شيئاً من هذا القبيل، إنما شي (ربّاني)، طار، بعد أن إرتكب جملة من المخالفات القانونية والمظالم والفظائع في حق (خلق الله) الطيبين … ولم تمُت مخالفاته حتى الآن. - عام ونصف، والبنك لم يحرك ساكناً، ولم تطالب ادارته بالموقع لاستثماره، وحسب ما نعلمه و(العلم عند الله) أن ضياع يوماً واحداً في حسابات أي بنك (يفرق كتير)، على عمل البنك ويُعد خسارة كبيرة، خاصة عندما يكون البنك قد دفع مبالغ ( كاش ) بغرض الاستثمار،. سيد شباب المصارف بعد أن صار كسيحاً وأزماته تتوالى بسبب التهاون مع كل موالي ومتوالي، لم يطالب بموقعه الذي اشتراه بحُر ماله لعام ونصف ولا ندري السبب!. - عام ونصف إنقضت، وبالتزامن مع قرار إنشاء آلية أب قناية، طالب البنك بتنفيذ هذه الصفقة المشبوهة، وبلا خجل!. وبطريقة بعيدة عن السلطات المختصة ( لا الوزير الذي يتبع له المبنى ولا أمانة الحكومة ولا أي جهة رسمية تتناسب مع حجم المصيبة تعلم ) …. و( أي عاقل من المختصين يُدخل نفسه في مثل هكذا صفقة؟)، من فعلها (طار!)… هكذا وبلا مقدمات، يطالب البنك بإخلاء الموقع عبر مذكرة داخلية من أحد العاملين بإدارة مخازن الولاية، كان قد عينه حسن محجوب مديراً لادارة العربات خدمة له بعد المعاش والخريجون على (قفا من يشيل). - هكذا يريد البنك محو تاريخ من العطاء والابداع وإستعادة شبابه، على أنقاض المبنى الوحيد، الذي يُعد ملكاً خالصاً للثقافة والاعلام بالولاية وبعطبرة … فالمبنى المجني عليه عاش اكثر من مائة عام وأصبح بغير قصد من المواقع الأثرية،…. لم يبنيه حسن محجوب، حتى يقرر مصيره بجرة قلم! … هذا المرفق للذين لا يعرفونه ولا يعرفون مدينة عطبرة، خرّج للسودان أعداد لا تحصى من المبدعين في مجالات الثقافة والاعلام واستضاف إذاعة عطبرة في بداية إنطلاقتها وأستضاف ولا زال يستضيف سونا بالولاية فضلاً عن احتضانه للعاملين بالثقافة والاعلام والرياضة. - والبيع يتم لأسباب غير منطقية،… قال ان المبنى اصبح ( شين )، وكان الأولى أن يسأل حسن محجوب نفسه، لماذا أصبح المرفق قبيحاً وغير مواكب ومن المسؤؤل؟ وهو يدري أن (فعلته) هي ( الشينة ) ورائحتها كريهة و ( معفنة )،… ونعلم الأسباب التي دفعت حسن للبيع، ذلك لأن الموقع لا مثيل له، فهو مجاور لبنك السودان من الجهة الغربية، وشماله الحديقة البلدية، وغربه مدرسة الكمبوني، وجنوبه مكتبة البلدية العامة، وفوق هذا وذاك يقع المرفق وسط السوق، والمتر المربع بسعر اليوم في سوق عطبرة، يبلغ عشرة مليون جنيه (بالقديم) وأكثر، بينما المتر المربع لمكان تاريخي مثل مبنى ادارة الثقافة والاعلام لا ثمن له، فبكم يا ترى باع حسن محجوب المبنى؟ مستغلاً في ذلك تجاهل الأجهزة السياسية والتنفيذية والتشريعية للحراك الثقافي والاعلامي. - عندما كان القانوني المثقف الاستاذ جمال حسن سعيد وزيراً للثقافة، وتحديداً قبل خمس سنوات قدم مقترحاً بتحويل الموقع لبرج يستوعب بداخله كل مناشط وادارات الثقافة والاعلام، بجانب الإستفادة منه في توفير ايرادات لخدمة مناشط الثقافة والاعلام،… ولم يحالفه التوفيق. - في تسعينيات القرن الماضي والحق يقال، كان الأستاذ غلام الدين عثمان آدم وزيراً للمالية بالولاية وكانت الولاية في أسوأ أوضاعها المالية… لكن غلام الدين لم يخطو مثل هذه الخطوة … فقد كان يجمع المرتبات مثل ( دم الحجامة التقليدية )، وكانت الولاية مثقلة بالديون،. ثم جاء والياً ولم يحدث أن باع مرفقاً حكومياً،. ثم تلاه في ادارة شؤؤن الولاية الاقتصادي المميز البروفيسور أحمد مجذوب، ووضع الولاية على طريق النهضة الحقيقي، ليس بشعارات جوفاء وتمنيات لا تسندها أفعال، فخطط ورسم سياسات وفر لها المال اللازم، بعد ان نظّف الولاية من المديونيات، فأصبحت الولاية تدُر أموالاً بفضل المشاريع والمصانع. فغُدر به، فخسرت الولاية وخسر المؤتمر الوطني، فقد كان أشد عداءً للمفسدين والمستهبلين نصيراً للمواطنين محبوباً للمناصير….. (المناصير لو بتعرفوهم!). - وجاء حسن محجوب وفي ساعة نشوة وحالة إعجاب بالنفس، قضى على كل المُدخّر و(الملّملّم) ، المخصص لتكملة مشاريع النهضة والخدمات و( التقاوي) و(المبتق) كمان ،التي أعمل فيها أحمد مجذوب كل خبرته وحصيلته من المعرفة في مجال الاقتصاد. - اذاً قولوا لي بربكم، ما سبب بيع مرفق ادارة الثقافة والاعلام بعطبرة؟ في هذا الوقت بالذات، بيعاً غير قانونياً، لم يصحبه إعلان، ولم يُضرب له جرس دلّال، ولا يعلم أحد بكم تم بيعه، ولا من باعه مباشرة للبنك، هل هو حسن محجوب؟ أم شخص آخر له مصلحة في ذلك؟ أراد حسن محجوب أن يهديه هذه الصفقة البسيطة، أو هذه الأمتار المربعة من منزله. - المهم في الأمر، أن المرفق تم بيعه، وبهذه الطريقة المشبوهة، وبحوزتي مذكرة تؤكد أنه أصبح ملكاً لبنك أم درمان الوطني، وحكومة الولاية يبدو أنها في حيرة من أمرها، لاتدري كيف تحل هذا المُشكل؟ وهي (غرقانة) حتى الرأس في قضية المناصير، التي اصبحت قضية رأي عام في السودان… بالله الولاية ( ناقصة كمان ) أب قناية!. - نحن وأب قناية اليوم أمام حالة فساد، حارة وجديدة، لا تحتاج الى لجنة، ولا بحث مضني، و(لا أمش ولا تعال). - اذاً كيف العمل يا أب قناية !!!……….. قوول…. واحد فساد!. - آمل أن تُخّيب ظن كتاب الأعمدة فيك.