البجا هو اسم شامل لكل نظارات الشرق، الهدندوة، الأمرأر، البشاريين، الحلنقة، البني عامر والحباب وتحت كل نظارة عدة قبائل وجميعهم يسمون البجا وهم أهل الشرق. يمتد الشرق على الساحل شمالاً حتى حلايب وجنوباً حتى حدود دولتي اثيوبيا واريتريا وغرباً حتى الخيارى على حدود ولاية الجزيرة وحدود ولاية نهر النيل. وجد الاقليم الاهمال والتهميش كغيره من أقاليم السودان وذلك لما أراد له المستعمر وكذا لم يجد الاهتمام والتنمية منذ استقلال السودان والحكومات التي تعاقبت لحكم البلاد قبل الانقاذ.. كانت رؤى الرعيل الأول من مثقفي أبناء البجا توحيد كل البجا في وعاء جامع وتحت مسمى واحد فكان «مؤتمر البجا» وقيامه كحركة مطلبية. ترشح المؤتمر في انتخابات عام 1958 في عهود الديمقراطيات السابقة بدائرة بورتسودان والتي كانت تعتبر أكبر تجمع لكل قبائل البجا وسقط مرشح الدائرة ومؤسس مؤتمر البجا الدكتور طه عثمان بلية، وكانت أسباب سقوطه هم البجا أنفسهم وهذا ان دل على لشيء إنما يدل على أن هذا المؤتمر لا يجد كل التأييد من كل البجا منذ قيامه. عاود المؤتمر الترشح مرة أخرى في الانتخابات التي تلت انتخابات عام 1958 وتم له الفوز في بعض دوائر الشرق ولكن كان فوزه ليس إلاّ لوجوده للساحة السياسية خالية وذلك لانسحاب الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل صاحب النفوذ الأكبر لقواعد أبناء البجا بالشرق من الانتخابات في تلك الفترة. ولكن رغم فوزه واشتراكه في دفة الحكم لم يقدم أي شيء من التنمية نحو الشرق فكان حال أهل الشرق كما كانوا. أخيراً تمرد البعض من أبناء البجا ورفعوا السلاح ضد النظام مطالبين بتنمية الشرق وتحسين أوضاع أهله – فكانت اتفاقية أسمرا – ويرى البعض من أبناء الشرق إنها ضعيفة ولم تنجح في حل مشاكل الشرق وجبهة الشرق لا تمثل كل أهل الشرق والذين جاءوا بها عاجزون بتقديم أي شيء لأهل الشرق وليست هنالك تنمية بالمعنى المتعارف عليه خاصةً بجنوب طوكر بولاية البحر الأحمر. هكذا تفكك وتفرق كل من جبهة الشرق ومؤتمر البجا أيدي سبأ. وهذا هو حال البجا منذ قيام مؤتمرهم الأول في عام 1958 تفكك وتفرق وهذا إن دل على شيء إنما يدل على ان مؤتمر البجا لا يجمع كل البجا وان كان اسمه يدل على ذلك. وتفككت وتفرقت أحزاب الشرق وأصبحت كعدد دُمى لعبة الشطرنج. عثمان أبو فاطمة بلية بورتسودان – ولاية البحر الأحمر