بشرى الفاضل.. طرح الطيب مصطفى رئيس منبر السلام العادل في ندوة أقامها حزبه مؤخراً سؤالاً مزدوجاً للساسة السودانيين يقول : لماذا أخرتم الانفصال ؟ ولماذ ا جمعتم بين القط والفأر؟ في مناقشة له عن المسألة بين الشمال والجنوب التي هي همه الشاغل وقال (أن أكبر خازوق صنعه المستعمر في السودان توحيده للشمال والجنوب)، وهاجم الساسة السودانيين منذ الاستقلال وأتهمهم بالجبن بسبب عدم قول الحقيقة بأنه لا وحدة بين الشمال والجنوب، متسببين في جعل السودان دولة متخلفة بعد أن كان موعوداً ببلوغ الثريا. لم يوضح لنا رئيس المنبر العادل من هو القط ومن هو الفأر ولكن ولأنه ظل يتحدث باستمرار عن أننا في الشمال قد تحررنا بهذا الانفصال ، من استعمار الجنوبيين لنا وأننا نحن الذين نلنا استقلالنا فلابد أن يكون القط وفق معادلته هذه هو الجنوبيون والفأر هو الشماليون فتأملوا كم تبدو هذه المفارقة غريبة على الأسماع وعلى المنطق نفسه؟ لو كان الجنوبيون هم المستعمرون لأصبحت العمارات والبنايات الشاهقة في الخرطوم وغيرها من المدن التي أنشأها من قام بالأعمال الشاقة منهم من عمال المباني (بمونة القدح) ملكهم هم لا ملك الشماليين (المستعمرين) بفتح الميم، وفق منطوق معادلة المهندس المقلوبة. منطقة مقرن النيلين التي يتحدث منها المهندس ظلت منطقة مأهولة بالسكان حسب ما دلتنا عليه الحفريات الأثرية منذ عشرات الآلاف من السنين والسلالات التي كانت تسكن فيها لم تكن آسيوية بحال. فكيف يطرد الطارف التليد؟وحديثاً اثبت البحوث الجينية أن بين الشماليين والجنوبيين صلة قربى في الدم وأن المورثات بينهم واحدة وذلك دليل علمي أكبر من كل المكابرات مما قام به الذين قادوا لكارثة الانفصال . يكفي أن التعايش بين الشماليين والجنوبيين أنتج لنا افذاذاً من أمثال على عبداللطيف الدينكاوي الأم النوبي الأب والشاعر عبدالمنعم عبدالحي الذي تغنى لأم درمان وللحب بشعر عذب والمغني رمضان زائد الجنوبي الأم(الذي تغنى من كلمات مبارك المغربي : أنا ليتني زهر) وسانتو وغير هؤلاء من قادة الفكر والفن والرياضة الكثيرين. ومن المفارقات ان المهندس الطيب دعا في تلك الندوة للخروج بالبلاد من دولة النظام والحزب الواحد إلى دولة السودان الجامعة وهي دعوة إن كان يعنيها ستعود بالحركة الشعبية قطاع الشمال عدوه اللدود للعمل بأنشط مما يقوم به حزب منبر السلام العادل وربما يقوده ذلك للتراجع عن دعوته والعودة من جديد لمعادلة القط والفأر. - صحيفة الخرطوم [email protected]