[email protected] من الملاحظ أن برنامج الإتجاه المعاكس في فضائية الجزيرة يعتمد علي الهتافية والإثارةومديدة فيصل القاسم الحارة وعلي إذكاء عقلية صراع الديوك بصورة فجة لاتحترم المشاهد . .. قبل أن أتناول حلقة السودان والربيع العربي سوف أقوم بإعطاء خلفية عن البرنامج طبيعة برنامج الإتجاه المعاكس:- البرنامج لاينتج معرفة ولايضيف قيمة ثقافية تسهم في ترقية ذائقة المتلقي أو ترسخ لقيم الديموقراطية والحوار الموضوعي الهادف وإنما بالعكس من ذلك يكرس للتخلف والتجهيل والتسطيح الفكري وينمي روح العقلية القبلية البدائية التي تعشق- العك والكبع والإسفاف وأسلوب طالعني الخلا وتسجيل النقاط بأرخص الوسائل – الكذب والتهريج والضرب تحت الاحزمة وشخصنة الحوار !ويقوم مقدم البرنامج فيصل القاسم -بدور المهرج والمحرش – يحمل قدح المديدةالحارة بيد ويولع النيران باليد الاخري ثم يقفز مدعيا الاتزان والحكمة لإطفاء النيران التي أشعلها بنفسه ثانيا حلقة السودان والربيع العربي أستضاف البرنامج الأستاذ علي محمود حسنين وهو سياسية شخصية وقانونية بارزة مقابل حاج ماجد سوار وهو شخص ينحصر كل رصيده في المهاترة حيث تجمد عقله في محطات أركان نقاش بالثانويات ولم يتطور بحيث ينفتح عقله علي متغيرات العصر أو يستوعب قيم الديموقراطية ونبذ الإقصاء والكنكشة وإحترام الرأي الأخر والتركيز علي الموضوعي وتقديم رؤيته وطرحه الفكري بدلا من الجنوح للشخصنة والسباب والقاء التهم الجزافية بينما أعتمد الأستاذ علي محمود علي بسط الحقائق والوقائع المجردة والتطرق لنهج وممارسات الإنقاذ في قالب قانوني يحترم المتلقي , نجح الأستاذ علي محمود في الميدان الفكري والموضوعي وفشل في مستنقع الشخصنة والتهاتر الذي لايجيده ولايريده بينما نجح حاج ماجد في المضمار الوحيد الذي يجيده :- معانقة الشخصنة والسباب ومفارقة العقلانية والموضوعية ولاعجب في ذلك فكل ميسر لما خلق له! …قد نختلف بطبيعة الحال في تقييم محصلة الحوار فمنا من يري أن الاستاذ علي محمود كان من المفترض أن يكسب الجولة بالضربة القاضية بدلا عن الفوز بالنقاط.. وهناك من يري أن الاستاذ كان من المفترض يقدم أفضل مما قدم.. أو أنه قدم أقل من المتوقع ..الخ كل هذه الملاحظات جديرة بالنقاش في جوواقعي -يراعي طبيعة البرنامج والانحياز المبطن لمقدمه با لاضافة لضحالة ثقافة الخصم وأعتماده علي نهج واحد وهو الأستتفزاز والتهاتر! ثالثا – كف حاج ماجد لايمكن أن تحجب شمس الثورة ! الثورة – أي ثورة تفرضها عوامل موضوعية – وتشعل جذوتها عناصر معينة بحيث لايمكن حجبها بزعيق حاج ماجد أو ولولة البشير – فإنكار الحقائق لايعني عدم وجودها ودفن نعامة الإنقاذ لرأسها في الرمل لايعني عدم وجود خطر حقيقي يطاردها ! ..نار الثورة تتغذي بالإستبداد والفساد والظلم والكبت والتهميش والحروب والفقر وسيادة البلاد المنتهكة وحقوق الإنسان المهدرة ! الإحساس بالظلم وعمق الازمة وسيطرة قلة قليلة علي موارد ومقدرات البلد فجر صراعات في جسد الحزب الحاكم وعلا صوت تمرد وإحتجاج عضويته إذا الثورة قادمة وستطيح بعصابةالقصر وتدشن لميلاد عهد جديد تكتيكات الإنقاذ البائسة لكسب جولة حلقة برنامج الإتجاه المعاكس ====== —.. التلويح بورقة شباب حاج ماجد وشيخوخة علي محمود !..وأن حاج ماجد من الهامش و علي محمود من المركز ! أثار سدنة الحزب الحاكم غبارا كثيفا حول شبابية محاورهم-علي الرغم من أنه في الخمسينات من عمره! وذلك للإيهام بأنهم يقدمون الشباب – وهذا إدعاء أجوف – تدفعه حقيقة أن الشلة المتنفذة علي مقاليد الامور -شاخت علي كراسي الحكم حيث لم تستبدل أو تتغيير علي مدي يقارب ربع القرن !( البشير/ نافع/ علي عثمان/ بكري/ عبدالرحيم محمد حسين والجاز) مما حد الطيب مصطفي ليصف حزب بالبشير بالشيخوحة والكهولة وهو ذات الأمر الذي أثار قواعد حزبهم التي تبارت في رفع سيل من المذكرات تتطالب بالتغيير – ومن ناحية أخري فإن الشاب- المزعوم حاج- ماجد لايتلقد أي موقع قيادي في الحكومة -بحيث يجعلنا ذلك أن نصدق أن نظام البشير أكتشف فجاءة أهمية الدفع بالشباب والمهمشين حاج ماجد لايعدو أن يكون بوقا إعلاميا يعمل تلمييع صورة – كهنة القصر والقيام بدور كلب الصيد في منابر الإعلام ! ونقطة أخري لابد من عرضها – وهي أن حداثة والشباب وسط الانقاذيين- لايشكل أي ميزة إضافية أو علامة فارقة – طالما أن شبابهم يتبع نفس نهج الإنقاذ العقيم ويروج لنفس البرنامج الفاشي ويشرب من نفس مستنقع الشمولية والإقصاء ! رابعا دور الشباب والاوجه الجديدة في أوساط المعارضة مع التأكيد علي أهمية وضرورة التغيير في أحزابنا وضخ شرائين الاحزاب بدماء جديدة والعمل بمبدأ الاحلال ة والابدال مع التأمين علي ذلك يجب أن نذك أنر قوي المعارضة تذخر بالشباب المتوثب والمتطلع للتغيير وهو شباب يحمل رؤي جديدة وأفكار حديثة تماشي قيم العصر وتنشد التقدم والديموقراطية والسلام والعدل… ومن هنا نؤكد أن الوان الطيف السياسي عندنا تذخر بالعناصر التي يمكن أن تبرز في ميدان صراع الافكار والحوار الحر -فالحاج وراق وعرمان والشفيع خضر وأمال جبر الله وهالة عبد الحليم وعمر الدقير ومريم الصادق المهدي والتوم هجو وشباب التغيير وقرفنا وغيرها من المنظومات الشبابية وشباب الحركات المسلحة لايمكن أن يصمد أمامها أشخاص بهشاشة البشير الفكرية وجلافةنافع وعوارة عبد الرحيم حسين !