*أحرص على متابعة بعض الكتاب من مختلف ألوان الطيف السياسي, لم يكن من بينهم الأخ الخلوق عبد المحمود الكرنكي الذي بدأت أقرأ له في (الأحداث) منذ ان بدأ يكتب سلسلة مقالاته التوثيقية عن الشهيد بولاد وذكرياتهم في جامعة الخرطوم.*أضفته نفسياً إلى قائمة الدراويش وسط مجموعة الحركة الإسلامية الحاكمة مثله مثل الدكتور الزاهد حسن مكي الذي له أيضاً اشراقات صوفية تخرج تلقائياً مخترقة ضوابط العمل السياسي وقيوده التنظيمية.*مقال الكرنكي الذي خص به (ألوان) حسين خوجلي في صفحة صفقات صحفية ضد النسيان وتحت عنوان أوراق في السياسة الوطنية السودانية، الحركة الوطنية الإسلامية (جيب ساعة ل حزب الأمة) أمس الأول.. رغم أن معلوماته معروفة وموثقة إلا أنه أعاد الاسئلة السياسية المهمة التي ما زلنا في حاجة إلى اعادة طرحها, ولكن ضمن البحث عن الحل السياسي السلمي الديمقراطي.*في البدء دعوني أسرد لكم واقعة لها دلالتها في موضوعنا هذا فقد كنا صديقي الدكتور عبدالكريم عثمان استشاري الباطنية وأمراض القلب وشخصي في زيارة للإمام الصادق المهدي إبان وجوده في القاهرة بمقر إقامته في مصر الجديدة، وكنت قد طرحت سؤالاً مباشراً للإمام هل أنت أصولي؟ وكانت إجابته: نعم أنا أصولي ودخلنا في حوار نشر وقتها في (الصحافة).*لن أخوض في تفاصيل إطروحات حزب الأمة القومي السياسية فهي معروفة ومتاحة ويتابعها كل المعنيين بالشأن السوداني، وقد شهد له أعداؤه قبل أتباعه من السياسيين والأنصار باجتهاده في محاولة التمسك بالدين وقطعياته العقدية وبين محاولة استصحاب نتاج الفكر الإنساني الحديث علمياً وتقنياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً.*الإمام الصادق المهدي يخطئ ويصيب ولكنه التزم بالخيار الديمقراطي واجتهد لتحقيق التراضي الوطني وبناء جسور الثقة مع الآخرين في ساحة الوطن وفي رحاب السياسة.*لذلك لم نكن من أنصار الجبهة الإسلامية العريضة او الجبهة الشمالية التي تضم أحزاب الاتحادي الديمقراطي والأمة والمؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي وإنما كنا وما زلنا من أنصار الوحدة الوطنية الشاملة التي لا تفرق بين أبناء الأمة السودانية بمختلف عقائدها وأحزابها وتوجهاتها وجهاتها.*لذلك أيضاً ظللنا وما زلنا ندعو للاتفاق القومي الذي يحقق الاجماع الوطني ليس على هدي (كنانة) ولا (جوبا) وإنما على هدي التراضي الوطني حول ثوابت قومية تبني على ما تم الاتفاق عليه بدلا من هدم السودان على بنيه على الطريقة الشمسونية أو حرقه على الطريقة النيرونية.*هذا يستوجب استمرار الحوار بين أهل كنانة وأهل جوبا لتأمين السلام الذي تم واستكماله خاصة في دارفور ومحاصرة تداعيات الاستفتاء حول تقرير مصير الجنوب وقفل الطريق أمام كل الأجندة الأجنبية طيبها وخبيثها.