قال نائب رئيس المفوضية التي تنظم الاستفتاء على انفصال جنوب السودان الخميس 2 ديسمبر ان رئيس المفوضية يعتزم مطالبة زعماء البلاد بتأجيل التصويت نحو ثلاثة أسابيع في خطوة قد تثير حفيظة الجنوبيين. ويبذل المسؤولون قصارى جهدهم للوفاء بموعد التاسع من يناير كانون الثاني لاجراء الاستفتاء الذي سيختار فيه الجنوب الغني بالنفط اما الاستقلال أو البقاء ضمن السودان الموحد. والاستفتاء جزء من اتفاق للسلام وقع عام 2005 وأنهى عقودا من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب. ويمثل موعد اجراء الاستفتاء قضية حساسة للغاية لكن الاستعدادات تتخلف كثيرا عن الجدول الزمني. واتهم زعماء الجنوب المؤتمر الوطني بمحاولة تأجيل التصويت في مسعى لمواصلة السيطرة على نفط الجنوب ويعارضون حتى الان أي دعوات للتأجيل. وقال نائب رئيس المفوضية لرويترز ان محمد ابراهيم خليل رئيس المفوضية وهو من الشمال أبلغ مجلس ادارة المفوضية انه سيكتب الى الرئيس السوداني ورئيس حكومة جنوب السودان طالبا التأجيل. وأضاف تشان ريك مادوت “قال رئيس (المفوضية) انه يعتزم أن يكتب الى الرئاسة لطلب فترة اضافية حتى نهاية يناير… بسبب ضيق الجدول الزمني يعتقد أن من الضروري الحصول على وقت اضافي.” وتعرقل المشكلات المتعلقة بالامداد والمشاحنات بين الشمال والجنوب الاستعدادات للتصويت. وكان من المفترض انشاء المفوضية عام 2007 وفقا للدستور لكن أعضاء المفوضية لم يؤدوا اليمين سوى في يوليو الماضي . وقالت سوزان رايس السفيرة الامريكية لدى الاممالمتحدة والتي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الامن هذا الشهر ان عملية تسجيل الناخبين في الجنوب تسير على نحو سلس على ما يبدو وانه لا معنى لارجاء الاستفتاء. وأضافت للصحفيين في نيويورك (نتطلع الى ونتوقع اجراء الاستفتاء في التاسع من يناير ) . وقال خليل انه لا يمكنه التعليق على مضمون أي رسالة بين المفوضية والرئاسة وأضاف أنه لا يزال يبذل كل جهده للوفاء بموعد التاسع من يناير. وقال لرويترز انه اذا أرسلت المفوضية خطابا الى الرئاسة فسيكون من غير المناسب القول اننا طلبنا من الرئاسة أن تفعل كذا وكذا. واضاف أن مسألة الوقت كانت دوما موضع مناقشة منذ البداية مضيفا أنه اذا اتيح مزيد من الوقت يمكن اجراء الاستفتاء بكفاءة أكبر لكن اذا لم يحدث ذلك فان مسؤولي المفوضية سيفعلون ما بوسعهم. وقال مادوت انه يختلف مع تقييم رئيس المفوضية بان المسؤولين يمكنهم الوفاء بموعد التاسع من يناير رغم قرار اتخذ مؤخرا باعادة فتح عطاء لطبع أوراق الاقتراع وتأخيرات اجرائية أخرى. وأضاف (أي تأجيل لا يحظي بتأييد في الجنوب) . ومن المتوقع على نطاق واسع أن يصوت الجنوبيون الذين يشعرون بالمرارة بعد سنوات من الحرب الاهلية لصالح الاستقلال. وهناك مخاوف متزايدة من ان تشعل الخلافات بشأن التصويت الصراع من جديد. وقال حزب المؤتمر الوطني الشمالي الحاكم والذي يدعو الجنوبيين الى اختيار الوحدة ان التحقيقات في مخالفات مزعومة خلال عملية التسجيل قد تعرقل التصويت. وقال ربيع عبد العاطي القيادي في حزب المؤتمر لرويترز ان عددا من الجماعات المدنية التي لم يسمها تعتزم اللجوء الى المحكمة الدستورية في السودان يوم الاحد لمطالبتها بوقف الاستعدادات للاستفتاء حتى تتم معالجة المخالفات. وهناك خلافات بين الشمال والجنوب حول خطط تنظيم استفتاء منفصل يتعلق بالسيادة على منطقة أبيي المتنازع عليها والمقرر ان يجري ايضا يوم التاسع من يناير. وحذر الرئيس السوداني عمر حسن البشير الخميس 2 ديسمبر من خطط قبيلة دينكا نقوك في أبيي التي ترتبط بالجنوب من اجراء استفتاء خاص بها دون التعاون مع الشمال , وقال لانصاره ان أي محاولة لفرض حل من جانب واحد ستكون لها عواقب تصل الى حد الكارثة على الجانبين.