انتحار فتاة بعد تماطل شاب عقد قرانه عليها في إكمال مراسم الزفاف. انتحار فتاة وطالب ثانوي بسبب مشاكل أسرية. فتاة تشرع في الانتحار هرباً من الزواج…! انتحار فتاة بمادة الصبغة بالخرطوم اللاماب. انتحار سيدة لخلاف مع زوجها حول الانجاب. سيدة تشرع في الانتحار بشارع الجمهورية بعد أن ماطلها شاب في الزواج. الأسطر اعلاه عزيزي القارئ أخبار حملتها الصحف اليومية خلال الشهر المنصرم ,وهي – بالتأكيد – جزء من حوادث الانتحار التي باتت واقع يومي نعيشه مع صفحات الجرايد خبرا بعد خبر . تمهل ياهذا ..فقبل أن نصيب المنتحر بوابل من الاتهامات على شاكلة ..كافر ..او ضعيف الايمان ..او بلا عقل ..او ..او ..قبل ان تفعل هذا يجب ان تعلم ما المشكلة الحقيقية وما حلها ..الحوداث تلك في زيادة شبه يومية وان لم تطرح الحلول وتوضع موضع التنفيذ فد نفقد شعبا بأكمله وحينها لن تعود اتهاماتنا الا بالندم علينا في حياتنا وعليهم في مماتهم . مما لا جدال فيه أن الاعلام مقروءا كان أو مسموعا له دور فعال في نشر الوعي أوساط المجتمعات ..خصوصا بعد فشل التعليم المدرسي ومافوقه في نشر الوعي الذي من شأنه انشاء جيل سليم معافى فكريا وأجتماعيا ..واعلامنا هذا الذي ينشر الجريمة ويروج لها ,بل وتخصصت صحف بعينها في هذا , لايدرك أنه يفتح عقول البشر على خبايا الأجرام ويعلمهم المخفي من فنونه دون أن يشعر لوهلة بحجم ما يغترفه من خطورة على الأسرة والمجتمع في بلادي …وكان الاجدى والاجدر أن يتم تخصيص ذات الصحف لتثقيف المواطن – على أختلاف مستوياته – ورفع مستوى ادراكه وفهمه للتعامل مع الأوضاع المستفزة التي تمر به في زمن اصبحت لقمة العيش الشريفة مغموسة بدم العزة والكبرياء . نحن لسنا بحاجة لمعرفة أخبار العباد على شاكلة (تم طلاق فلانة بسبب كذا أو تشاجر كمساري مع بائع مساويك ) نحن بحاجة الى توعية تخفف وطء الجريمة في كبد الوطن المجروح ..فهذه الجريمة تحديدا تحتاج الى مخاطبة الأنفس قبل الوقوع فيها ,فمرتكبها ما اقدم عليها الا وهو في حالة ضياع أو تشتت اوغياب الوازع الديني ..فهلا فعلنا شيئا لأجل هذا الوطن ؟! الملاحظ أن معظم تلكم الحوادث ابطالها من الجنس اللطيف ..وذلك يعود حتما الى رهافة حسهن ورقة المشاعر التي يتميزن بها ..مما يجعل تحملهن لبعض ما يحدث في هذه الفانية أضعف عشرات المرات من تحمل الرجل ..سيما في أمور العواطف والعشق والغرام . فكن صادقا مع نفسك أخي الرجل في علاقاتك ومعاملاتك مع الجنس الاخر ..ولاتكن سببا فيما لايحمد عقباه باستهتارك أو تلاعبك بمشاعر غيرك فهذا لا يعبر عن رجولتك فضلا عن العواقب النفسية والمعنوية المترتبة على ماذكرت. الحاصل أن الإقدام على الانتحار أمر فظيع وعواقبه وخيمة ، مهما كانت المشاكل الدافعة إليه. فعظموا رجاءكم بالله وأيقنوا برحمته سبحانه التي وسعت كل شيء، وجددوا صلتكم بالله وأكثروا من الطاعات والجأوا إليه سبحانه بالدعاء والتضرع أن يصرف عنكم السوء وأن يحبب إليكم الإيمان وأن يزينه في قلوبكم وأن يكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان وأن يجعلكم من الراشدين، واعلموا أن الحياة نعمة عظيمة أنعم الله بها عليكم وفرصة لا يمكن تعويضها فاغتنموها في العمل الصالح حيث به تحيون حياة كريمة كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل:97] وأما الذين ضاقت بهم سبل الحياة فأصبحت المعاناة طابع حياتهم أذكرهم ونفسي بقول المولى : ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون). أسال الله ان يفرج همومكم جميعا وأن يجعل السداد والرشاد طريقنا وطريقكم ودام الحب بيننا ودام الوئام