*رغم الأجواء الملبدة بالغيوم العدائية التي تحيط بالمباحثات السودانية_ السودانية التي تعقد تحت مظلة الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا وسط اهتمام محلي وإقليمي ودولي،فإننا لانملك إلا دفع هذه المباحثات بالتي هي أحسن لكي تحدث اختراقاً إيجابياً وضرورياً لصالح بلدي وشعب السودان. *مع إيماننا بأن الحل بيدي قادة دولتي السودان إلا أننا ندرك التعقيدات التي أفرزتها حالة التشاكس التي شابت علاقتهما منذ أن كانا شريكين في الحكم بعد نيفاشا واستمرار خلافاتهما بعد إعلان نتيجة الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب وإعلان دولة جنوب السودان، ونعلم كيف أن تداعيات كل ذلك أثر سلباً على العلاقة التي كان ينبغي أن تكون أكثر من طبيعية بينهما، فإننا نبارك جهود الوساطة الإفريقية واهتمام الأسرة الدولية ونساند النداء الذي أطلقته منظمة (غلوبال ويتنس) للمجتمع الدولي للتحرك بصورة فاعلة لوقف التصعيد الضار بين دولتي السودان. *ليس فقط لأن استمرار حالة التصعيد بين دولتي السودان سيؤثر سلباً على الحياة الاقتصادية والمعيشية على مواطني البلدين، وإنما لأنه سيؤثر أكثر على مستقبل السلام بينهما وعلى المنطقة والعالم أجمع، نرى أن تكثف الجهود الدولية لدعم وتعزيز المبادرة التي تبنتها الأممالمتحدة للتوسط بين البلدين الشقيقين لحلحلة المشاكل العالقة بينهما. *إن الاتفاق الذي أعلنه وزير الخارجية علي كرتي في برنامج مؤتمر إذاعي قبل يومين على بعض الترتيبات الأمنية في مناطق التوتر على الحدود المشتركة بين الدولتين ونؤكد معه أن علاقة الدول ينبغي ألا تتأثر بطوارئ الأحوال. *يعتبر القرار الذي صدر من الحكومة بعدم التعامل مع المواطنين الجنوبيين في الشمال بالطرد مبادرة طيبة طالما دعونا لاتخاذها تجاه المواطنين السودانيين من أصول جنوبية، ونرى أن تعزز هذه الخطوة بإعادة النظر في القرار السابق بحرمانهم من جنسيتهم السودانية طالما ارتضوا ذلك، مع حسن معاملة الذين لديهم الرغبة في الحصول على جنسية الدولة الجديدة لحين انتقالهم إليها بلا إكراه أو ضغوط. *إننا نبارك مجدداً نداء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لقادة دولتي السودان لحلحلة المشاكل العالقة بينهما، وأنه لابد من تقديم تنازلات من الجانبين لضمان مستقبل سلمي ومزدهر للدولتين ولشعب السودان في الشمال والجنوب لتأمين السلام والاستقرار فيهما وفي العالم من حولهما.