لن نقول كما قال شاعر الحب والجمال نزار قباني عليه رحمة الله: الحب في الأرض بعض من تخيلنا؛ لأن الحب في عقيدتنا أساس الحياة الزوجية القائمة على المودة والرحمة. ليس بالضرورة ربط احتفالنا بالحب في هذا اليوم الذي يحتفل فيه العالم بيوم فالنتين، لكننا دون أن نتجاوز معتقداتنا وأعيادنا الدينية ننتهز كل فرصة للمشاركة الإنسانية لنحتفي بها. نحتفي بيوم المولد النبوي وبعيد الأم وعيد العمال كما نحتفل بمناسباتنا الوطنية، ويمكن أن نطلق على الاحتفال بهذا اليوم كما قال الدكتور يوسف الكودة الذي نحترم اجتهاداته في التأصيل للوسطية والاعتدال والإحاطة بمقاصد الدين واستصحاب المستجدات المحيطة بالعالم من حولنا بلا تفريط ولا إفراط، نطلق عليه اسم يوم الحب. كذلك يمكن أن نطلق على كل المناسبات التي نحتفل بها أياما مثل يوم الطفل ويوم المرأة ويوم العمال واليوم الوطني للبلاد وهلمّ جرا حتى لا يخرج علينا من يتهمنا بأننا أضفنا للأعياد الدينية بدعا بلا سند. لذلك نشارك كل المحبين في مشارق الأرض ومغاربها احتفالهم في هذا اليوم بيوم الحب احتفاء بهذه القيمة الإنسانية الرفيعة التي جعلها الرحمن الرحيم مفتاح السعادة الزوجية، وربطها بالسكن والسكينة (… لتسكنوا إليها) بكل دلالات ومعاني السكن من مأوى ولجوء وسكينة واستقرار. ولأنه كما جاء في الحديث النبوي: إن الله جميل يحب الجمال، فإننا نحب الجمال ليس فقط في المحبوبة وإنما في كل المخلوقات التي أبدع صنعها جل جلاله، وصولا لحبنا الخالص لجماله الذي ليس كمثله شيء في الأرض ولا في السماء ونحن نتقرب له عند كل صلاة ونسأله أن يمحق بها كل بين بيننا وبينه حتى تقع العين على العين ونحن في حضرة المشهد العظيم يوم لا ظل إلا ظله. ليس بالضرورة شكل الاحتفال بيوم الحب وإنما المهم هو أن نلون به حياتنا بكل ألوان السعادة، ليس فقط وسط الأزواج وإنما وسط الشباب الذين هم مشاريع حية للحياة الزوجية ولا يهم حجم الهدايا ونوعها أو لونها أو قيمتها وإنما مجرد الاهتمام يكفي للتعبير عن هذه القيمة الإنسانية الرفيعة. لنجعل شعار الاحتفال بيوم الحب في حياتنا (تهادوا تحابوا) حتى بدون هدايا (تحابوا تحابوا تحابوا) من أجل إعمار الدنيا دون أن ننسى التزود بزاد الآخرة.