الخرطوم 8 فبراير 2012 سيقل إنتاج الحبوب في السودان للموسم الزراعي 2011-2012 إلى ما دون المتوسط مما سيؤدي على الأرجح إلى تهديد الأمن الغذائي في كل أنحاء البلاد حسب تقرير تقييم المحاصيل والإمداد الغذائي المشترك الصادر عن منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة(الفاو) والأمانة الفنية للأمن الغذائي لوزارة الزراعة والري(FSTS) صدر تقرير بعثة تقييم المحاصيل والإمداد الغذائي (Quasi-CFSAM) بالإشترك مع وزارة الزراعة االاتحادية ووزارات الزراعة على مستوى ولايات السودان عن الزيارة الميدانية للبعثة في نوفمبر/ ديسمبر 2011. يقول التقرير إن شح الأمطار في بداية الموسم الزراعي خفض إجمالي المساحة المزروعة وتسبب في انخفاض العائدات من القطاع المطري. أثار فقر المراعي وعدم التيقن من إمكانية الوصول إلى مراعي جنوب السودان تسبب في هجرة بعض قطعان المواشي المبكرة على غير العادة وقبل مواعيد الحصاد مما أدى إلى تدمير المحصول. وقد فاقم استمرار انعدام الأمن المشكلة من خلال تعطيل الأنشطة الزراعية العادية. نسبة لحالة انعدام الأمن في مناطق من جنوب كردفان والنيل الأزرق فأن البعثة لم تتمكن من الوصول إلى مناطق واسعة من الولايتيين لرصد حجم مشكلة انعدام الأمن الغذائي بشكل أدق واوضح. ومع ذلك، نشعر بقلق عميق في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) إزاء التقارير الواردة من أولئك الذين فروا من مناطق القتال حول تزايد انعدام الأمن الغذائي في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية. مطلوب تقييم عاجل للإحتياجات والمساعدات لهؤلاء الذين يواجهون نقصاً في المواد الغذائية. يقدر مجمل حصاد الحبوب في السودان بحوالي 2.77 مليون طن وتشمل 2.08 مليون طن من الذرة ، 0.36 مليون طن من الدخن وكميات قليلة من القمح والذرة الشامية والأرز. ومن المتوقع أن يكون محصول الدخن فقيراً خاصة في الأجزاء الشمالية من ولايات شمال دارفور وشمال كردفان.وستكون هناك حاجة لزيادة الواردات من الحبوب في وقت يعاني فيه الاقتصاد السوداني من ضعف عائدات النقد الأجنبي، والصعوبات المالية. وستكون هناك حاجة لأستيراد 0.98 مليون من الذرة لمقابلة الإحتاجيات والتي يمكن إستخلاصها حتى تصل إلى 200.000 طن إلى إذا سمح المخزون الإستراتيجي. ومتطلبات والقمح والأرز التي يجب تلبيتها بالمستويات العادية للواردات التجارية تقدر بحوالي 1.55 مليون طن و 49.000 طن على التوالي. الأمر الذي يعكس تزايد الندرة، وأسعار الحبوب التي إرتفعت في وقت أبكر من المعتاد في جميع أنحاء البلاد. ومن المتوقع أن المخزون الغذائي الكافي لمعيشة الأسر سوف ينفذ في وقت أبكر بكثير من المعتاد مما سيؤدي إلى زيادة أخرى محتملة في أسعار المواد الغذائية. يقول التقرير إن سعر أرخص نوع من الذرة (الفتريتة)، بلغ 300 دولار أمريكي للطن في نوفمبر تشرين الثاني عام 2011 في معظم أسواق الجملة، مرتفعا ً من حوالي 220 دولار أمريكي في أغسطس 2011. ووصل سعر الدخن إلى 550-600 دولار أمريكي للطن في نوفمبر مرتفعاً من 400-450 دولار أمريكي للطن في اغسطس. ومن المتوقع تواصل إرتفاع السلع الأساسية على حد السواء خلال موسم الجفاف الطويل حتى موعد الحصاد التالي في نوفمبر ديسمبر 2012. وقد قيمت البعثة الميدانية أيضا أوضاع الثروة الحيوانية، ووجدت أن في نوفمبر / ديسمبر 2011 الحالة الجسدية للحيوانات كانت جيدة في جميع المناطق. ومع ذلك، ذكرت الفرق الميدانية النقص الشديد في الأعلاف وتصاعد أسعار العلف. وقد استمر هذا إلى عام 2012، وعليه فإن عدم وجود المراعي وتفاقم ندرة العلف الحيواني قد يتسبب في تدهور أوضاع الثروة الحيوانية بسرعة. تحث منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة الدول المانحة والوكالات الإنسانية وحكومة السودان على العمل معاً لمنع وقوع أزمة غذائية محتملة في البلاد. وتناشد الفاو توفير مبلغ 41.6 مليون دولار أمريكي لتقديم المساعدات الطارئة للإشخاص المعرضين للخطر في السودان من أجل تعزيز قدراتهم لأنتاج الغذاء. يتم ارسال البعثات المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة، والحكومات، وبرنامج الغذاء العالمي سنوياً لتقييم المحاصيل والإمداد الغذائي في الدول الأقل تأميناً للغذاء عبر العالم لقياس أنتاج الغذاء الوطني، وإلى أي مدى يمكن للفقراء تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية. وقد استعرضت حكومة السودان تقرير بعثة المحاصيل والإمداد الغذائي (Quasi-CFSAM) ووافقت عليه وقد نشرت النتائج الأولية لبعثة المحاصيل والإمداد الغذائي في نشرة سابقة لفيوزنت FEWSNET في ديسمبر 2011.
