أحد مساوئ الأنترنيت..أن تفتح صفحة إسفيرية فيطل عبرها سلفي. ولكن الأسوأ من كل ذلك سرعة الأنترنيت، مأ أن يضرط سلفي في الخرطوم حتى يجاريه في الضراط سلفي آخر في الكويت، أو في الرياض..والعكس صحيح الخ ولن تعدم “الخواجات” الكفرة كأن يعملوا شيئا ضد الضراط، فكما أخترعوا النيت، والكمبيوتر، والكاميرا webacm، والماوس الخ، سيضطرون إلى اختراع “كمامات” بداخلها حبيبات الكربون المنشط، ما أن يضرط سلفي في بلد ما حتى يضع الجميع في بلاد العالم الأخر الكمامات!! وربما يخترع الخواجات “فلين” ضد الضراط خاص للسلفيين لجلسات الكمبيوتر، ويكتبون على الفلين “خاص للسلفيين” اتباع بن تيمية!! لكن أسوا الاحتمالات مطلقا هي احتجاجات جمعيات البيئة العالمية. فعندما تزيد نسبة معدلات الضراط يزيد معدل انبعاث غاز كبريتيد الهيدروجين Hydrogen-Sulphide بسبب الضراط السلفي الكثير في الجو، عندها ستحارب هذه الجمعيات البيئية أجهزة الكمبيوتر والأنترنيت وقد تخرج مظاهرات في عواصم العالم بإلغاء الأنترنيت وإبطال استعمال أجهزة الكمبيوتر!! فمن خصائص غاز كبريتيد الهيدروجين إنه سام جدا ويعتبر في المقام الثاني بعد غاز سيانيد الهيدروجين وله (5-6) اضعاف سمية غاز اول اوكسيد الكاربون، عديم اللون، ذو رائحة كريهة تشبه الى حد كبير رائحة البيض الفاسد عند تواجده بنسب منخفضة. وأثقل من الهواء ووزنه النوعي (1.189) وابخرته تنتقل لمسافات بعيدة، ويتراكم في الأماكن المنخفضة، وغاز قابل للإشتعال والإنفجار. وهذه الميزة الأخيرة هي سلفية 100% وهذا ما يفسر كثرة الانفجارات التي أجتاحت العراق في العشر سنوات الماضية، وزيادة نسبة الانفجارات في سوريا مؤخر وهي مؤشر لزيادة معدلات كبريتيد الهيدروجين، وعلامة أو مؤشر قوى لازدياد الكائنات البشرية السلفية داخل سوريا. أما الميزة الأخرى لهذا الغاز السلفي السام، تكمن خطورته في إنه يقتل حاسة الشم بصورة سريعة – مما يعطى الإحساس الكاذب بعدم وجود الغاز!! أفضل من يفهم كلامنا أعلاه هو السلفي السروري سعد أحد سعد “بسخيفة” الإنتباهة، فهو قطعا يفهم أن كل كلمة ذكرناها عن غاز كبريتيد الهيدروجين هي حقيقة، وليست من من اختراعي أو فانتازيا شيعية، لإنه خريج كلية علوم تخصص كيمياء بجامعة أمريكية ما!! ولا أدري اين!! عموما، الشيء الوحيد الذي أخترعناه حين أستخدمنا الاستعارة اللغوية، واستعرنا المحسوسات للتعبير عن المعنويات..فكل ما يقوله السلفيون عن ختان الإناث هو ضرب من الضراط السلفي!! لقد قرأت لسعد أحمد سعد ملحميته عن ختان الإناث التي تنافس ملحمة هوميروس الأديب اليوناني!! وقد تفوق سعد أحمد سعد على هوميروس نفسه. فحصان هوميروس “حصان طروادة” حصان خشبي، بينما حصان سعد أحمد سعد حصان حقيقي يمارس أيضا الضراط السلفي ومن أرقى السلالات العربية، واشتقت نبعته من أحصنة الشيخ محمد ابن مكتوم رأسا من إسطبل دبي!! ويقال أن هذا الحصان لا يتبرز كمثل الأحصنة البلدية السودانية، بل يتبرز دولارات!! فحين يدخل أي سبق يحصد الجوائز والكؤوس ومعها الدولارات!! وهذه هي فائدة حصان سعد أحمد سعد الكبرى في خدمة صندوق دعم تطبيق الشريعة!! وتتفوق الملحمة السعدية (على وزن الأوديسية) على تلك “الرواية الضعيفة” التي أطلقتها الهيئة التي تسمى نفسها هيئة علماء السودان. وننصح القارئ ألا يأخذ كلمة “علماء” بجدية، بل ليأخذها على المجاز اللغوي. هذه الرواية الضعيفة هي بعنوان: الضرطة!! وهذه الرواية في الأصل هي أستجابة لضرطة اطلقها الشيخ السلفي المصري وجدي غنيم في تونس!! ألم اقل لكم أحد مساوئ الأنترنيت سرعتها!! فما أن ضرط الشيخ وجدي غنيم في تونس حتى كثر الضراط في السودان!! لقد قلب الشيخ السلفي المصري تونس رأسا على عقب!! وأثار معركة على طريقة داعس والغبراء، مما اضطرت الحكومة التونسية ممثلة في وزير الصحة أن تطلق تصريحا لتسفيه الشيخ السلفي المصري، قال الوزير: ختام الإناث ليس من ثقافتنا!! وبهذا التصريح كشف وزير الصحة التونسي عن أحد أسرار الدولة التونسية المعاصرة. كثير من كتاب السيرة والتاريخ العرب من السلف الذين كتبوا عن الجنس وضعوا المرأة التونسية والمغربية عموما في اول القائمة على إنهن نساء “حارات” – طبعا على سنة الله ورسوله- دون أن نفهم نحن المعاصرين لماذا. هذه “الميزة الإنثوية” ربما هي التي دفعت العرب القدامى من بني أمية لفتح شمال أفريقيا وبلاد الأندلس!! فهل يا ترى هذه “القطعة الصغيرة” هي التي غيرت مجرى التاريخ؟ هنالك نظريات عديدة يستخدمها المؤرخون المعاصرون في تفسير حركة التاريخ أحداهن تسمى “أنف كليوباترة”. ويتساءل صاحب النظرية هل لو كان أنف كليوباترة مقوسا قبيحا هل كان مارك أنطونيو سيسقط عشيقا لها إلى حد الجنون؟ وهل كانت حروب بحرية طاحنة ستشتعل ما بينه وبين أوكتافيان؟ ثم هل كتب وليام شكسبير روايته “انطونيو وكليوباترا”؟؟ أسوأ نظرية في تفسير حركة التاريخ من منظور “أنثوي” هي نظرية كارل ماركس، حين عزى حركة التاريخ للاقتصاد، ومن سوءها حتى كلمة اقتصاد هي مذكر!! عموما نحن لا نرغب أن تضيع الحقيقة ما بين أسطر التهكم!! وحقا علينا أن نتهكم حيت يشغلنا السلفيون في قضية بسيطة يصنعون منها معركة دونكيشوتية!! بادئ ذي بدء لقد قرأنا الرواية الضعيفة التي أطلقتها هيئة علماء السودان بعنوان: بيان هيئة علماء السودان حول ختان الإناث، ولقد غبروا وخلطوا الأمور كعادتهم، فأتوا بآية (ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا) النحل 123، ودمجوا معها الحديث (إذا التقى الختانان وجب الغسل)، فخلصوا إلى أن ختان الإناث سنة واجبة!! أحد أهم دراسة يجب أن يخضع لها المجتهدون، ليس في القياس أو الاستصلاح الخ قطعا، هو علم المنطق!! وواضح بل بين أن رجال الدين في السودان وعمومهم في الدول العربية يعتبرون علم المنطق (ويتضمن علم المنطق الرياضي) من الكفريات!! لذا سقطت هذه الهيئة السودانية في شر أعمالها لجهل رجالها بالمنطق!! أولا أن الختان للذكور هي سنة إبراهيمية واجبة. هذه محسومة، وليست نقطة النقاش أصلا، ولن نتطرق لها. القضية في الإناث هل هي سنة واجبة أم لا!! بل نتواضع: هل هي من السنة؟ الجواب كلا في الحالين. قطعا مارست العرب قبل الإسلام ختان الإناث، ولقد نزلت الرسالة على نبينا الكريم وهذه العادة موجودة، باختلافات، فليس هنالك مانع كأن يختتن بعضهن ولا يختتن البعض منهن قبل الإسلام – فهي عادة اجتماعية تخضع لمؤثرات ثقافية!! ولا أدعي أنني ملم كيف كان حال الشعوب المجاورة للعرب أو تأثيرها في وقته. بل نجزم اختلاف حال القبائل العربية نفسها، فتوجد مثلا اختلافات حتى على مستوى القبائل في كيفية ممارسة الجنس نفسه حين تعلم نساء الأنصار من نساء اليهود أوضاعا أخرى في الجماع لم يعتده المهاجرون من القرشيين أو بقية العرب – وهي قصة معروفة!! وقد تدلل هذه القصة ثقافة القبيلة الخاصة بها!! ومن حيث تطبيق علم المنطق، لا تدلل الرواية (إذا التقى الختانان وجب الغسل) على أن الختان سنة نبوية واجبة ولا حتى سنة محببة، فماذا لو قلنا أن الختان عادة مارسها العرب قبل الإسلام؟ وماذا لو قلنا أن الرواية هي تحصيل حاصل وتوصيف لواقع معاش قبل وبعد الإسلام؟؟ هنا علم المنطق يفعل فعله. لذا سنتدرج في إثبات وجهة رأينا من الفرضية التالية: ماذا كان موقف النبي (ص) من الختان الذي كان قطعا يمارس لدى العرب “بدرجات متفاوتة” قبل ميلاده وقبل أن تنزل على نبينا الرسالة عليه أفضل الصلاة وعلى آله الطيبين الطاهرين؟ لقد لفت انتباهنا في رواية هيئة علماء السودان تضعيفهم للحديث النبوي التالي، قالوا: (وحديث أم عطية (لا تنهكي فان ذلك أحظى للمرأة و احب للبعل).أخرجه أبو داوود وضعف إسناده). عند دراسة كل الأحاديث النبوية القليلة العدد في أمر الختان نلاحظ أمرا غريبا: المجموعة ِA 1) تبدأ بحرف النهي: “لا”..(لا تنهكي فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل)…أو 2) تبدأ بفعل الأمر وحرف النهي معا..(اخفضي ولا تنهكي فإنه أنضر للوجه وأحظى عند الزوجة). مقابل هذه الأحاديث يوجد حديثان، والكلام موجه لأم عطية مرة ولأم حبيب مرة أخرى: المجموعة B 1) (إذا خفضت فأشمى ولا تنهكي، فإنه أسرى للوجه وأحظى للزوج). 2) (يا أم حبيب إذا أنت فعلت فلا تهتكي -أي لا تستأصلي- فإنه أشرق للوجه وأحظى عند الزوج). ونحن مع صحة المجموعة B وهي الأصح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سندا ومتنا ومنطقا ولفظا نبويا جذلا، بينما المجموعة A عبث فيها أو بها المتحدثة وأهل الحديث. وكما تلاحظ أن المجموعتين هي واحدة، بعد أن حذف منها كلمة “إذا” (وهي تفيد التخيير والاستثناء والشرطية) في المجموعة A وتصدر حرف النهي “لا” الحديث أو فعل الأمر بالنهي!! وبينهما أيضا بعض التناقض، ففي المجموعة A “أحظى عند الزوجة” عكسه في المجموعة B “أحظى عند الزوج” وهو المنطقي، فالمرأة حظوتها بيتها وبعلها – وبيتها هو مملكتها!! إذن نخلص أن عدم الختان هو الطبيعي والاستثناء هو الختان!! لاحظ كم النبي (ص): (1) “إذا أنت خفضت فأشمي..”، (2) “إذا انت فعلت فلا.." ومعناه إذا فعلتي ما فعلتي وليس من فعله بد. أليست هذه إصابة أو هدف في مقص هيئة علماء السودان؟ هل تسمي هؤلاء البلهاء بعلماء؟ ومع ذلك لهم أسلوبهم الغريب، يمطرونك بالآيات رغم علمهم أن القرآن حمال أوجه كما قال الإمام علي لإبن عباس حين رغب أن يحاور الخوارج قال له أمير المؤمنين: لا تحاورهم بالقرآن فهو حمال أوجه، حوارهم بالسنة!! لكن نعاثل نجد السودانيين ليس فقط يتسلحون بالقرآن في غير معترك بل يشتموننا بالقرآن، أو يرعبون مخالفينهم بالقرآن، وأقله يصفون المخالفين بالنفاق، أنظر كيف حشوا بيانهم بلفظة “السلف” بخاتمة ضعيفة ترعد وتزبد، ولا تفهم من هم المقصودين بلفظة السلف: (من هنا نقول أن أحدا من السلف الصالح لم يقل بتحريم الختان من عهد الخلفاء الراشدين إلى يومنا هذا، فتحريم الختان السنة والدعوة لتحريمه طعن في السنة وتقديم بين يدي الله ورسوله (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم) الحجرات 1. وهذا افتراء على الشريعة الإسلامية ورمى لها بالظلم والحيف وهو دليل على النفاق والظلم المفضي إلي غضب الله. (أفي قلوبهم مرض أم ارتابا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون*إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا وأولئك هم المفلحون) النور الآيتان 50-51. وليحذر أهل الدولة وقادة الأجهزة الحكومية في جميع مناحيها من الاغترار بأقوال المبطلين والمرجفين وأهل الهوى ومخالب المنظمات المشبوهة وعليهم التثبيت والوقوف على النصوص (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم) النور 63). وأنظر إلى جهلهم حين يستخدمون لفظة بعينها ثلاثة مرات لدواعي الإرهاب الفكري: “بتحريم”، “فتحريم”، “والدعوة لتحريمه” – وكأنك ستحل حرام محمد!! هكذا نثبت للسلفيين الوهابيين التكفيريين بمقارنة الأحاديث أعلاه إنهم ليسوا علي شيء البتة!! فعن شريك بن شهاب قال كنت أتمنى أن ألقى رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أسأله عن الخوارج فلقيت أبا برزة في يوم عيد في نفر من أصحابه فقلت له هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الخوارج فقال .. نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني ورأيته بعيني، أُتِى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمال فقسمه فأعطى من عن يمينه ومن عن شماله ولم يعط من وراءه شيئا. فقام رجل من ورائه فقال يا محمد: (ما عدلت في القسمة!!)، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا وقال: (والله لا تجدون بعدي رجلا هو أعدل مني) ثم قال: (يخرج في آخر الزمان قوم كأن هذا منهم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، سيماهم التحليق لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم مع المسيح الدجال فإذا لقيتموهم فاقتلوهم هم شر الخلق والخليقة). وفي قول آخر: (هم شر الخلق والخليقةِ، طُوبى لمن قتلهم وقتلوه، يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء، من قاتلهم كان أولى بالله منهم). لاحظ!! قول المصطفى فيهم: يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء!! فلا تعجب إذن أن يستحق السلفيون مني كل هذا الكم من السخرية والتهكم منهم وفيهم. فهم مبرمجون، لا يجدى النقاش معهم لأنهم ليسوا من الدين في شيء!! ولكن أجمل ما في كلام المصطفى عليه أفضل الصلاة وعلى آله الذي يعتبر من معجزات النبوة، قوله فيهم: (يخرج آخر الزمان قوم كأن هذا منهم..). كأن هذا منهم!! يا رسول الله لقد صدقت!! فقد أجزم علماء المسلمين قاطبة أن “سيماهم التحليق” لم تنطبق إلا على الوهابية..فإذا كان “الهذا منهم” لا تملأ عينه عظمة الرسول (ص) ويقاوحه (يا محمد ما عدلت في القسمة!!)، فماذا تتوقعون أن يفعل بنا وبكم أحفاد “الهذا منهم"..وهم لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم مع المسيح الدجال، وقال فيهم أمير المؤمنين: هم نطف في أصلاب الرجال، وقرارات النساء، كلما نجم منهم قرن قُطِع، حتى يكون آخرهم لصوصا سلابين!!). وهم بلا شك الوهابيون ومن لف لفهم!! فلا تستغربوا أن يكون التكفير والمتفجرات في انتظاركم!! ونقارن بالفقرة التالية كيف يرد العلماء الحقيقيون بحق مقارنة ببيان هيئة بلهاء السودان!! سأل مواطن تونسي صفحة عقائد الشيعية واسمه حامد فرحاني السؤال التالي في ختان المرأة، قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل ينفرد الشيعة وحدهم بمسألة ختان الإناث؟ وهل تقره المذاهب الأخرى؟ وما الغاية من ختان الإناث؟ ودمتم بخير والسلام عليكم… الجواب: الأخ حامد المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كان الأولى لمن يثير هذه المسألة وينكرها (المقصود السائل حامد) أن يوجهها إلى من يقول بوجوبها ويطبقها على مر العصور وإلى يومنا هذا! كما هو حاصل في مصر وغيرها من بلدان أفريقيا بحجة حرارتها وشدة الشهوة لدى النساء فيها. وهذه المسألة فقهية فرعية، فأهل السنة يقولون بوجوب ختان الأنثى، وهو قول الشافعية والحنابلة والحنفية ومالك، فهو رأي الجمهور إن لم يدع الإجماع عليه. وأما أتباع أهل البيت (عليهم السلام) فقد حكي إجماعهم على عدم وجوبه بل اختلفوا في استحبابه وسنيته، لأنه قد وردت الأحاديث عن النبي (ص) والأئمة الأطهار (عليهم السلام) بأن (ختان الغلام سنة وختان الجواري ليس من السنة). وورد أيضا بأن (الختان في الرجل سنة ومكرمة في النساء)، وكذلك (أما السنة في الختان على الرجال وليس على النساء)، وكذلك عن أبي عبد الله (ع) قال: (خفض الجارية مكرمة وليست من السنة ولا شيئاً واجباً وأي شيء أفضل من المكرمة) انظر كتاب (الكافي ج6 / 37) وغيره. وروى الفقيه عن الإمام علي (ع) قوله: (لا بأس أن لا تُخْتَن المرأة، فأما الرجل فلا بد منه). وقالوا في معنى (المكرمة) أنها موجبة لحسنها وليست من السنن أي لا يجب عليهن وليس سنة مؤكدة فيهن فلا ينافي في استحبابه كما ذكره الأصحاب، وقال بعض المشايخ (مكرمة) أي موجبة لحسنها وكرامتها عند الزوج والمعنى ليست من السنن بل من التطوعات. وقد بوَّبَ هذه الأحاديث العلامة الحر العاملي في (وسائل الشيعة) أحسن تبويب فقال في (ج21/440: 56 – باب وجوب الختان على الرجال وعدم وجوب الخفض على النساء). ونقول أخيراً: انظروا إلى الواقع فشاهدوا من يشتهر بخفض النساء أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) أم غيرهم؟ ثم إن الغاية والحكمة في ختان الأنثى لا يُعلَم إلا بإخبار المعصوم (النبي (ص)) كما هو في سائر الأحكام أو بالنظر في الطب أو الاستقراء، ولا نقول بعدم الفائدة في هذا العمل لعدم وجود النص بوجوبه، بل قد تكون لذلك فوائد من تقليل شهوة المرأة، والله العالم بمصالح تشريعاته وأحكامه. وقد ورد في بعض الروايات أمره (ص) بالخفض القليل فقال النبي (ص): (يا أم حبيب إذا أنت فعلت فلا تهتكي أي لا تستأصلي فإنه أشرق للوجه وأحظى عند الزوج)، فمن الواضح في هذا الحديث الشريف ذكر عدم الوجوب بقوله (ص) إذا أنت فعلت، وهذا تخيير لا أمر، وكذلك ذكر الفائدة من الأخذ القليل وعدم الاستئصال وهي إشراقة الوجه ومحبة الزوج لها وإكرامه إياها وحصول الألفة والمحبة بينهما. ودمتم في رعاية الله. تجد النص هنا: http://www.aqaed.com/faq/1688/ قارن منهجية الرد أعلاه، ولا نقول مضمون الرد أو أدبه، مقارنة ببيان هيئة علماء السودان؟ هل تظن هؤلاء السودانيين علماء؟ أليس أسلوبهم مع كافة المسلمين مثل “الهذا منهم” الذي قال لنبينا، (يا محمد: ما عدلت في القسمة!!). ونختم بتونس، ماذا كانت ردة فعل التونسيين وماذا قالوا في السلفي المصري وجدي غنيم؟ فقد حذرت وزارة الصحة التونسية من مخاطر ختان الإناث، وأكدت الوزارة، في بيان وزعته، مساء الأربعاء 15 فبراير، أن “عمليات بتر الأعضاء التناسلية للإناث (الختان) هي ممارسات مُدانة، ولا تمت بصلة إلى ثقافة وعادات تونس”. واعتبرت الوزارة التي يتولاها عبد اللطيف المكي المنتمي لحزب “النهضة” ذي المرجعية الإسلامية، أن هذه الممارسة “ليس لها إيجابيات على الصحة، خلافًا لعمليات ختان الذكور، التي لها فوائد صحية ثابتة، ذلك أن بتر أنسجة الأعضاء التناسلية العادية والسليمة للأنثى يعوق الوظائف الطبيعية للجسم، ويتسبب في مضاعفات فورية أو دائمة على صحة النساء”. ولفتت في المقابل إلى أن أكثر من عشر هيئات دولية منها: منظمة الصحة العالمية، واليونسكو، واليونيسيف، وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، ومفوضية شؤون اللاجئين، تبنّت في العام 2008م موقفًا مشتركًا يدين “التدخلات التي تؤدي إلى البتر الجزئي أو الكلي للأعضاء التناسلية الخارجية للمرأة أو غيرها من الأعضاء التناسلية الأنثوية لغايات غير علاجية”. وكان الداعية المصري، وجدي غنيم، الذي زار تونس قد جدّد دعوته إلى ختان الإناث؛ ما أثار حفيظة عديد من المنظمات والجمعيات الأهلية التونسية التي قررت مقاضاة الجمعيات السلفية التونسية التي وجهت له دعوة لزيارة تونس. وذكرت الناشطة الحقوقية التونسية، المحامية بشرى بالحاج حميدة يوم الخميس أنها شرعت مع عدد من المحامين في اتخاذ الإجراءات لرفع دعوى قضائية ضد الجمعيات السلفية التي استضافت الداعية المصري وجدي غنيم. وقالت: إن هذه الدعوى القضائية ستكون باسم عدد من منظمات وجمعيات المجتمع المدني التي تعتبر أن المساجد دور مخصصة للعبادة فحسب، وليست مكانًا للحث على التباغض والكراهية والدعوة للعنف. يُشار إلى أن الداعية المصري، وجدي غنيم، كان قد وصل إلى تونس -يوم السبت الماضي- في زيارة تستغرق عدة أيام، تلبية لدعوة كان قد تلقاها من “جمعية الإيثار” و”الدعوة الإسلامية” السلفيتين؛ ما أثار ضجة كبيرة في الأوساط التونسية وبخاصة النسائية باعتباره أحد دعاة ختان الإناث. ودعمه بلهاء السودان حين يعتبرونها سنة واجبة!! الم أقل لكم بعد أن كبريتيد الهيدروجين زاد عياره في السودان؟ شوقي إبراهيم عثمان (كاتب) و (محلل سياسي) [email protected]
