الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    عقار: بعض العاملين مع الوزراء في بورتسودان اشتروا شقق في القاهرة وتركيا    عقوبة في نواكشوط… وصفعات في الداخل!    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    سلسلة تقارير .. جامعة ابن سينا .. حينما يتحول التعليم إلى سلعة للسمسرة    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل هنالك عملاء في داخل أجهزة المؤتمر الوطني؟
نشر في حريات يوم 14 - 03 - 2012


ليبيا الضحية الثانية على قربان الشرق الأوسط الكبير
عادل الدباشي: قطر والولايات المتحدة وراء انفصال إقليم برقة
نحن نشفق على حال الدكتور عبد الله علي إبراهيم حين جلس مع كوكبة من شخصيات المؤتمر الوطني الفاشلة ويأتي على رأس الفاشلين الدكتور غازي صلاح الدين العتباني، ومحمد محجوب هارون، وسيد الخطيب، ومعهم بعض الصحفيين المؤتمرجيين، في جلسة تحاورية عن مفهوم الدولة!! ولم ينسى والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر أن يزور الجالسين المتحاورين في الدقائق الأخيرة خاتما مباركا “لمفكري المؤتمر الوطني” الأشاوس جهودهم المقدرة لاكتشاف كنه مفهوم الدولة، وهي المحاولة الأولى والأخيرة ونحن في أعتاب عام 2012م!! أليست هذه نكتة سمجة؟
وبما أن عبد الرحمن الخضر وتوأمه الشهير عبد الرحمن سر الختم يجهلان حقا طبيعة ومفهوم الدولة، وأهم ما في طبيعتها وركنها الركين… “أخلاقيات الدولة”…نحيلهما إلى سوار الذهب الذي أبتلع كتابي: “مفهوم الدولة” للدكتور المفكر المغربي عبد الله العروي!! لعله يعطيهم هذا الكتاب صدقة في الله – فلا أعتقد أن المشير “عم ذهب” يحتاجه، ولن تحتاجه قطعا منظمته المشبوهة التي يديرها نصاب على وزن جمعة الجمعة، أو حقا لا تحتاجه شركة المشير الخاصة التي طار بسببها مدير بنك الشمال عبد الوهاب حسن عبيد!! لست نادما على شيء مثل ندمي على إهدائي هذا الكتاب للمشير سوار الذهب في مدينة ميونيخ قبل انقلاب الإنقاذ بأسبوعين!! وما زلت مصرا على ندمي حتى ألقى ربي!!
وفي الحق..أعضاء المؤتمر الوطني يحتاجون إلى دروس ودروس في مفهوم الدولة، وربما يحتاجون إلى دروس خصوصية أيضا!! وحالهم عكس ما تخيله الدكتور عبد الله علي إبراهيم كأن يستولد من أفواه من جالسهم مفهوما للدولة..وهذا التخيل العقيم من قبله هو “كالحرث في البحر” كما قال يوما ما علي عثمان محمد طه كالطاووس منتفخ الأوداج!!
ولكننا بالرغم من ذلك لا نغفر للدكتور عبد الله علي إبراهيم!!
فهو لا يكتفي بأكاديمياته حبا وكرامة للعلم وحرمته ورصانته فحسب، بل أيضا له طموحات سياسية ليس أقل من أن يكون رئيسا للجمهورية!! وربما زيادة العيار طلبا للرئاسة هذه من قبيل الشطارة السياسية، فربما تنازل مستقبلا وتتنزل عليه وزارة إذا تبسم الزمان يوما ما. فقد اخطأ الدكتور حين ظن أن التماحك بهؤلاء الفاشلين يقربه من مبتغاه السياسي مستقبلا. وبالرغم من أنني من المعجبين بالدكتور عبد الله لكن براغماتيته الأمريكية الشديدة لا تعجبني!! ففي سجله العام رميتان احفظهما له، فهو من قدم نظرية للأمريكيين أقاموا عليها حفلا أن دولة السودان وشعبه دولة مصطنعة artificial nation state!! وهذه تلقفتها الأحزاب الألمانية عبر القنوات الأمريكية وأخذوا يتغنون بها في البونديستاج!! أما الرمية الثانية له، فهي قدحه في بشار الأسد والنظام السوري في مقالة انزلها بسودانيزأونلاين، ولم يفعلها الدكتور عبد الله علي إبراهيم إلا لعلمه أن هذه الرمية الشامية البعيدة الأهداف هي شهادة قد تفتح له أبواب التوظيف بدول الخليج..!!
أعتقد لو كان في سوار الذهب خير، وبدلا من جمعه لذهب دول الخليج، لروج للكتاب الذي أهديته له – لعبد الله العروي!! ولهذا المفكر المغربي مساهمة مقدرة في شأن مفهوم الدولة أغلق عليه إعلاميا!! ودعوكم من خرافات أمين حسن عمر حين أخذ يلعب دور رجل المخابرات تحت عباءة مفكر: ويروج لدولته الرسالية!! لم يخبرنا أمين حسن عمر كيف أنتهت رسالة دولته بقدرة قادر في يد الراعي الشيخ كامل صالح وصفاء أبو السعود!! أقول للدكتور عبد الله علي إبراهيم ولهم ليس عيبا أن تتلمذوا على الدكتور عبد الله العروي..وليس عيبا أن تكونوا مقلدين له، بدلا من هذه الرجرجات السطحية المضحكة عن الدولة الرسالية والوظيفية، وتلك الألقاب الكبيرة التي حجزها المتحاورون لأنفسهم..فكلمة “مفكرين” هي مبالغة مع الاعتذار للجميع!! فالتقليد ليس فقط عنوان التواضع، بل أيضا الأساس لما هو كائن فكريا إلى ما قد يكون بحكم جدلية الفكر، فإذا أخلصتم للدكتور عبد الله العروي لا شك أنكم ستضيفون إلى إنجازه الفكري الكبير..وحقا من وحي المقارنة والدراسة العملية لتجربة الإنقاذ الفاشلة!! أما أن يأتي أصحاب التجربة الفاشلون انفسهم ويودون أن ينظروا للدولة من بنات أفكارهم السطحية..فهذا ضرب من المخاتلة والعبثية.
فسيد الخطيب هذا رأس الفاشلين بل سيدهم..!! فعلى يديه سيؤرخ التاريخ السوداني انه قسم دولة السودان إلى جنوب وشمال، ولم ينقص جلستهم هذه إلا أمين حسن عمر..الذي تمختر وأدعي أن على الشعب السوداني أن يشكرهم!! مرحي لمنطق الرجل!! لن يجد الشكر إلا من لدى الأمريكيين والإسرائيليين – فهؤلاء هم من يشكروا سعيكم وكسبكم الكئيب وليس الشعب السوداني!!
ففي الوقت الذي ينظر الفاشلون في السودان ويبحثون عن مفهوم الدولة في ندوة حوارية في هذه الأيام، وبالتحديد في عام 2012م أي بعدما تسلموا السلطة منذ 1989م، تأتي الأخبار المؤلمة من صحيفة سوريا الآن ووكالات الأنباء أن الليبيين بدؤوا يكتشفون خيوط ما خطط ودبر لبلدهم من مؤامرات تهدف لتقسيمه وجعله أحد الحلقات المبكرة لمشروعهم في المنطقة المسمى مشروع الشرق الأوسط الكبير عبر الفوضى والعنف والقتل وتدمير البنى الاقتصادية والخدمية ليكون إعادة قولبته وتقسيمه من جديد سهلاً ويجري بدون تعقيدات..هذا ما كشفه أحد اللذين شاركوا في تنفيذ هذا المخطط لكنه وعى متأخراً كما يبدو.
فقد أكد عادل الدباشي المنسق السابق للمجلس الوطني الانتقالي الليبي ومستشاره الأمني أن قطر والولايات المتحدة الأميركية تقفان وراء محاولة انفصال إقليم برقة، معتبراً في تصريح صحفي له أن دعوات رجال القبائل الانفصالية مدعومة من أطراف خارجية معروفة وهي تحديداً الولايات المتحدة الأميركية وقطر. وقال إن هاتين الدولتين تعملان على بث الفتنة والفوضى في ظل تدهور الوضع السياسي وتفاقم الانفلات الأمني في ليبيا، أضف إلى ذلك الفراغ السياسي الموجود في البلد بسبب التباين بين القيادات الرسمية في المجلس الانتقالي أو الحكومة ما أفسح المجال أمام هذه الدول لتتدخل في ليبيا وتحاول استقطاب أي شخص يخدم أجنداتها.
وأكد المسؤول الليبي أن هذا يندرج في مخطط أميركي صهيوني سبق أن أعلنت عنه وزيرة الخارجية الأميركية السابقة/كونداليزا رايس/ حينما دعت إلى ما يسمى الشرق الأوسط الكبير، موضحاً أن كل ما يحدث في المنطقة إلى الآن هو مخطط له بما في ذلك الانفصال الممنهج لإقليم برقة، متسائلاً ماذا يفعل المستر جون في برقة عندما دعا مجلس إقليم برقة إلى اعتماد الفيدرالية. وقال إنهم يدعمون عملية الانفصال والتقسيم مادياً ولوجستياً وخاصة أن المنطقة معروفة بثرواتها النفطية وقطر هي الأداة المنفذة لهذا المشروع الأميركي وحذر من أنه في حال تم تقسيم ليبيا فسيؤدي ذلك إلى ضياع تونس ومصر وبقية دول الجوار وستتواصل الحرب الأهلية في ليبيا.
بعد هذا الخبر المؤلم عن ليبيا ليسأل الشعب السوداني نفسه هل تم خديعته من قبل رجال الإنقاذ؟ وهل في المؤتمر الوطني من هم يعملون بخفية لصالح الولايات المتحدة الأمريكية؟ وهل السودان مرشح للمزيد من التمزيق؟ فالسودان بلا شك هو باكورة الشرق الأوسط الكبير وليس ليبيا التي تعتبر الثانية في الحلقة. ثم ما هو سر طبيعة علاقة الحكم في السودان بقطر؟ فبدلا من أن تتحفظ الدبلوماسية السودانية من دولة قطر تزداد العلاقة قربا وقوة ولصالح تقسيم ثلاثة أقاليم سودانية أخرى، تدار الحرب فيها تحت عناوين ساذجة ومضللة!! وحين نرى كيف أحتضنت قطر حركات المعارضة الدارفورية المسلحة لمدة ثلاثة سنوات سنفهم إنها رغبت في دراسة عقلية هذه المنظمات وجس نبضها لصالح الانفصال وليس لحل مشكل دارفور!!
إلى الآن أثبتت سلوكيات وقرارات المؤتمر الوطني إنها في صالح مشروع الشرق الأوسط الكبير. إحدى هذه السلوكيات المريبة هي غموض كيفية أخذ القرارات السياسية والاقتصادية التي لا يُعرف كيف تؤخذ ومن الذي يصيغها وكيف تمر إلى نهايتها، وهذا شيء غريب لا يحدث في أعتى الأنظمة دكتاتورية وقباحة في العالم!! لقد لف الغموض وعدم الشفافية الفئات الحاكمة، ولقد تعود الشعب السوداني على هذا الغموض وأسقطه بشكل خاطئ على طبيعة الإسلاميين ولم يدرك أن هذا الغموض أيضا قد يفسر لصالح القوى الأجنبية التي أخترقت السودان منذ نظام جعفر النميري!! إضافة إلى ثبات تلك الوجوه المرعوبة التي حول الرئيس وسقوط بعض الطائرات بشكل متكرر مريب، نكتشف أن هذا النظام الإسلامي (!) طبق قرارات صندوق النقد الدولي والشروط الأمريكية بخفية تتميز بالذكاء والدهاء إلى درجة لم يفهمها الشعب السوداني نفسه قط على أنها ارتماء في حضن الاستكبار العالمي!! وأكثر ما يثير الريبة في المؤتمر الوطني نهبه لموارد البلاد المالية وعداوته واحتقاره للشعب السوداني، وبعد فصله للجنوب أخذ يعادي شعب الجنوب بشكل غريب…بل مريب!!
ثم عمل المؤتمر الوطني بقوة ضد النظام الوطني الليبي، وضد النظام السوري الصامد – بل يحدوني الشك أن كل تلك الاتفاقيات والبروتوكولات السياسية والاقتصادية التي وقعها علي عثمان محمد طه مع سوريا لم تك سوى كشف حال للنظام السوري!! وفي الجهة الأخرى تعامل المؤتمر الوطني مع نظام صدام حسين المشكوك في عمالته للولايات المتحدة الأمريكية من ضربة البداية!! وكذلك وقف المؤتمر الوطني ضد شعب اليمن حين وقف مساندا لألاعيب دول الخليج التي دعمت وأوعزت لعميلها علي عبد الله صالح أن يتعنت ضد شعبه حتى يصبح الصخرة التي قد تتفتت عليها الأقاليم اليمنية!! وحين شعرت دول الخليج أن مكونات ثورة اليمن “متحدة بصلابة” رغم كل الدسائس والاغتيالات لكبار السياسيين اليمنيين لصنع الفتنة، ومراح تنظيم القاعدة في اليمن بدعم عميل السعودية علي عبد الله صالح نفسه بشكل يشابه ما فعله المؤتمر الوطني بدعمه للسروريين في السودان، ورغم ضرب بعض القبائل بعضها ببعض وسحق الحوثيين بطائرات الأف- 18 السعودية أدركوا أن الثورة اليمنية ستقلع عميلهم السعودي مثل الريح من جذوره…فبادروا مهرولين لإنقاذ الموقف بمبادرة سياسية!! في القضية اليمنية ألتزم المؤتمر الوطني دور الإمعة ووقف في ركاب دول الخليج!! بل كان المؤتمر الوطني مساندا بقوة للنظام الفاسد الذي ترأسه علي عبد الله صالح..ذهب علي كرتي بنفسه لليمن وأفتخر بهذه الزيارة وقتها كمال حسن بخيت بسذاجة!! لا يعلم معظم السودانيين أن “يمن علي عبد الله صالح” لعب دور الحاضنة للبعثيين الصداميين، وأن بضعة مليارات من الدولارات التي نهبها حزب البعث قبل سقوطه تقبع في البنوك اليمنية!!
وفي علاقته مع مصر لم يشذ المؤتمر الوطني عما فعله ضد الشعب اليمني، أنحاز المؤتمر الوطني لنظام العميل مبارك ضد الشعب المصري – وهذا ليس غريب حقا!! وقد تبدو هذه العلاقة (المؤتمر الوطني- حسني مبارك) ظاهريا مبررة بسبب عقدة محاولة اغتيال مبارك في الحبشة 1995م!! إلى اليوم لا تفهم تفصيليات دور السودان في هذه الحادثة!! هل هي محاولة اغتيال حقيقية أم هي مسرحية ملعوبة لتوريط السودان عبر المزروعين داخل المؤتمر الوطني؟ حين نقارن سيارة رفيق الحريري التي تبخرت في الهواء وتمثيلية رشق سيارة حسني مبارك المصفحة ببضعة رصاصات.عليك أن تحك جلد رأسك مرتين!!
أما دولة الجزائر – فأمام أنظار علي كرتي هدد حاييم بن جبر آل الثاني الوزير الجزائري على طاولة الجامعة العربية بصدد تجميد عضوية سوريا قائلا: إذا لم توافقوا..ستحتاجون لنا..لأن الدور قادم عليكم!! أسأل نفسك ايها القارئ الكريم لماذا يوافق علي كرتي على هذا التهديد الصريح لدولة الجزائر ولماذا صمت وأبتلعه؟ بل السيد علي كرتي يركب ركاب حاييم بن جبر وينصح في حضور الأسد وفي عرينه السوريين…يأن يتفاهموا مع الدول الغربية!! فرد عليه وزير الخارجية وليد المعلم وافحمه: وماذا جنيتم من التفاهم مع الدول الغربية سوى فصل الجنوب!!
أما القضية البحرينية فقد نطق كبير السحرة بالمجلس الوطني إبراهيم الطاهر مؤيدا ملك البحرين ضد الشعب البحريني الشيعي..هل بشر المصطفى بالملوك أيها الدعي!! ألم يصفهم القرآن بالفساد!! تقول آخر الأخبار عن هذا البلد الصغير الذي يسحق شعبه في سلسلة من المذابح عتم عليها الإعلام الخليجي، لكي يفلت ملك البحرين من الثورة الشعبية التي ستطيح به ربما يضم بلاده تحت حكم التاج السعودي، ولكن هذه الرغبة تصطدم بعقبة قانونية إذ يستوجب عليه أن يعمل استفتاءا شعبيا!! وقطعا لن ينال الموافقة من شعبه عبر الاستفتاء!! ملك (!) البحرين يذبح الشعب البحريني الشيعي ويصمت المؤتمر الوطني..بل يبارك هذه المذبحة!! بالرغم من مشروعية منطلقات الثورة البحرينية على الملكية الفاسدة، فالإطاحة بملك البحرين تصب ضمنيا في مشروع الشرق الأوسط الكبير، عندما يصبح سلوك وموقف دول الخليج وعموم عملاء أمريكا الإقليميين في تضاد مع حقوق الشعب البحريني، وعندما يستغلون إرهاصات هذه الثورة الشعبية في تعزيز الصدام المذهبي إقليميا. الصدام المذهبي هو أهم آليات تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير!!
وماذا كان موقف المؤتمر الوطني من إيران؟ كل المؤشرات السياسية تشير أن موقف المؤتمر الوطني من إيران هو نفسه الذي طبقه مع سوريا، كشف حال!! ولكن الإيرانيين بطبعهم أكثر حذرا!! ومع ذلك يطلق المؤتمر الوطني الكثير من الدعاية والشعارات الزائفة بقوة العلاقة ما بين المؤتمر الوطني والجمهور الإسلامية الإيرانية!! وصلت هذه الدعاية الرخيصة قمتها أن إيران أو حزب الله سيقاتلان في دارفور..لصالح المؤتمر الوطني!! ولقد سقط في شرك هذه الدعاية بعض صحفي صحيفة رأي الشعب المخترقة “سلفيا” حين نشروا بعض الفبركات السعودية نقلا عما كتبته صحفها -صحيفة عبد الرحمن الراشد الخضراء وصحيفة إيلاف- لعلاقة تسليحية، ومع ذلك، تم اعتقال الصحفيين ومصادرة صحيفة رأي الشعب وإغلاقها!!
خلاصة هذه المقالة في المؤتمر الوطني!!
هنالك عملية مزدوجة – دول الخليج هي التي في الأغلب تصطاد رجال المؤتمر الوطني والإيقاع بهم في حبال العمالة والتخابر لصالحها، بينما الولايات المتحدة الأمريكية “العليمة” تقوم بالابتزاز!! هذا الابتزاز المزدوج يشل عمل أي دولة، وهذا ما فعلوه بالسادات ثم بحسني مبارك ونظامه، ولا يمنع أن يكون بعض السودانيين سقطوا مبكرا في العمالة لصالح الولايات المتحدة ومباشرة – خاصة في دائرة المايويين الذين تأسلموا وقت المصالحة في السبعينيات!!
وللتدليل على صحة هذا التحليل السياسي، لقد تم اعتقال أحد كبار موظفي وزارة الخارجية متلبسا بالعمالة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ونكرر أعتقل متلبسا في كمين نصبه له جهاز الأمن، والقضية ثابتة ومشهود بها، ومع ذلك لم يتم اعتقاله أو محاسبته، ولم يتم إعفائه من منصبه وترك حتى اكمل سنوات عمله ونزل للمعاش مبجلا مكرما!! وقد يبدو هذا الموقف تجاه هذا الجاسوس العميل من قبل دولة المؤتمر الوطني غريبا، ولكن إذا تمعنا لماذا ترك هكذا…سنكتشف حتى لا ينتبه الشعب السوداني أن في بيته عملاء…!! نتحدى كل أجهزة المؤتمر الوطني أن تتحدث عن جاسوس وزارة الخارجية وأن تفسر لماذا لم تتم محاسبته!! أضعف الإيمان ان يعفى من منصبه!! أليس كذلك؟
شوقي إبراهيم عثمان
(كاتب) و (وحلل سياسي)
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.