كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مناوي: وصلتنا اخبار أكيدة ان قيادة مليشات الدعم السريع قامت بإطلاق استنفار جديد لاجتياح الفاشر ونهبها    تنويه هام من السفارة السودانية في القاهرة اليوم للمقيمين بمصر    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    مطار دنقلا.. مناشدة عاجلة إلى رئيس مجلس السيادة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    بعد حريق.. هبوط اضطراري لطائرة ركاب متجهة إلى السعودية    نهضة بركان من صنع نجومية لفلوران!!؟؟    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    نتنياهو يتهم مصر باحتجاز سكان غزة "رهائن" برفضها التعاون    شاهد بالصورة والفيديو.. في مقطع مؤثر.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبكي بحرقة وتذرف الدموع حزناً على وفاة صديقها جوان الخطيب    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يلتقي اللجنة العليا للإستنفار والمقاومة الشعبية بولاية الخرطوم    شاهد بالصورة والفيديو.. في أول ظهور لها.. مطربة سودانية صاعدة تغني في أحد "الكافيهات" بالقاهرة وتصرخ أثناء وصلتها الغنائية (وب علي) وساخرون: (أربطوا الحزام قونة جديدة فاكة العرش)    قطر تستضيف بطولة كأس العرب للدورات الثلاثة القادمة    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني في أوروبا يهدي فتاة حسناء فائقة الجمال "وردة" كتب عليها عبارات غزل رومانسية والحسناء تتجاوب معه بلقطة "سيلفي" وساخرون: (الجنقو مسامير الأرض)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    سعر الدولار في السودان اليوم الأربعاء 14 مايو 2024 .. السوق الموازي    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    أموال المريخ متى يفك الحظر عنها؟؟    قطر والقروش مطر.. في ناس أكلو كترت عدس ما أكلو في حياتهم كلها في السودان    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أنتبهوا أيها السادة..الانتفاضة الشعبية على الأبواب!!

خذوها من آخرها: الطيب مصطفى مجرد عميل للسعودية ودول الخليج!!
كل المؤشرات تقول أن الانتفاضة على الأبواب..وهنالك العديد من المؤشرات الواضحة لحدوث الإنتفاضة، وآخرها تصريح السيد الصادق المهدي الذي قال فيه: السودان يحتضر ولا مجال لانتظار الانتخابات!! وقبل أن نسترسل نذكر القراء السودانيين أن في وسط القراء بعض عشرات المئات من المدسوسين من قبل ساحة المؤتمر الوطني والسلفيين، وهم من كل صنف، تبث السم في شكل هجوم على السيد الصادق المهدي لبذر الفتنة..وضعضعة "الإرادة الذاتية" لدى الجماهير، أي جهجهتها لكي لا تلتف حول نقطة الصفر!! بينما الظرف الموضوعي لانتفاضة كاسحة هو متوفر وناضج إلا أن وقت تكثيف النقطة الذاتية هو الذي لم يتوفر بعد، أي لم يتفق عليه متى وكيف!!
(نقطة الصفر) هذه...هي التي يترقبها ويرصدها المؤتمر الوطني، وبالذات الدكتور نافع علي نافع!!
قبل (نقطة الصفر).. "بقليل جدا"...سيقوم المؤتمر الوطني باعتقال كافة الناشطين السياسيين الحركيين لدى كل أحزاب المعارضة في لحظة واحدة. سيان كم يكون عددهم، حتى ولو كانوا بالآلاف!! هذا ما فعله السادات في أواخر عهده بالحكم، أعتقل بضربة واحدة ما لا يقل عن خمسمائة والف من المفكرين والسياسيين، والصحفيين المصريين الخ هذا غير النشطاء الحركيين الصغار الذين لا توجد إحصائية لهم، وأدخلهم جميعا السجن حين أهتزت أعصابه وشعر أن هنالك إعصار لعصيان مدني أو انتفاضة!! ولقد صُرِعَ السادات برصاصات الإسلامبولي وكل هؤلاء الآلاف في السجن!!
من المؤشرات على استعداد المؤتمر الوطني ل (نقطة الصفر) للانقضاض عليها ولإجهاضها، أي يوم القيامة، إنه أخذ يسرع من تدبيج قوانين جديدة بمجلسهم الوطني المزور لما يسمى قوانين ضد العملاء والتخابر والتجسس؛ بينما الدكتور نافع نفسه أطلق أحد التصريحات في هذا الاتجاه وفحواه على حسب قوله أن الكثير من النساء الناشطات في المعارضة ومنظمات المجتمع المدني يعملن لدى السفارات ومنظمات الأمم المتحدة كمتخابرات أو عميلات لقوى أجنبية!! فكرة المؤتمر الوطني بسيطة وإن لم يفعلها فهو غبي: قبل (نقطة الصفر)..(بقليل جدا)...سيعتقل المؤتمر الوطني على طريقة أنور السادات كل كوادر الأحزاب المعارضة النشطة تحت نشيد ونغمة ومعزوفة العمالة لقوى أجنبية!! المؤتمر الوطني في الحق يمكنه اعتقال كائنا من كان دون الحاجة إلى قوانين يدبجها مجلسه المزور، ودون الحاجة إلى معاذير مثل التخابر لجهة أجنبية، وإنما هذا المتطلبات الاستباقية هي ضرورية لأسباب خارجية، أي لمخاطبة وإقناع العالم الخارجي أسباب ومبررات الاعتقال!!
لماذا الاعتقال قبل نقطة الصفر بقليل؟ ببساطة لشل وإفشال العصيان المدني – أي الانتفاضة. ويهدف الاعتقال المفاجئ قبل نقطة الصفر بقليل جدا أن تصنع الاعتقالات فجوات رأسية وأفقية على مستويات التنظيم الواحد المعارض بحيث يفقد كل مستوى من مستويات الكوادر القيادية التواصل مع المستوى الأدنى أو الأعلى، وهكذا تفقد الجماهير قيادتها المعلنة أو السرية. وربما قد ينجح المؤتمر الوطني لسحق الانتفاضة ولكن شرطا قبل حدوثها بهذا الاعتقال المرسوم والمرصود سبقيا!! ونكرر نجاح المؤتمر الوطني مشروط بعلمه بنقطة الصفر مسبقا، لذا كلمة (بقليل جدا) هي مهمة، لأنه لو حدثت نقطة الصفر دون علم أجهزة المؤتمر الوطني وخرجت الجماهير ملبية..أنتهى النظام وحزب المؤتمر الوطني!! إذن المؤتمر الوطني يراقب ويرصد (نقطة الصفر) هذه عبر التجسس المكثف جدا وسيضرب ضربته قبل تنفيذ نقطة الصفر (بقليل جدا)..ربما تحسب بالساعات وليس بالأيام.
لذا يلعب المؤتمر الوطني والمعارضة لعبة القط والفار!! بل أراها بشكل آخر مثل الشطرنج المفتوح!! فالشعب السوداني وقيادات المعارضة يلعبون بالقطع البيضاء والمؤتمر الوطني يلعب بالقطع السوداء..ومسموح للجميع التفكير بصوت عالي..!! من يجيد التكتيك والمراوغة سيفوز..!! لذا تجد قيادات المعارضة تتحدث بالمفتوح سنعمل كذا وكذا..ما عدا نقطة الصفر!! وبما أن القيامة أو يوم القيامة له مؤشرات..فالانتفاضة كذلك، تعمدت قيادات المعارضة التدرج في الاقتراب من نقطة الصفر ببث بعض الإشارات!! وزيادة العيار من قبل السيد الصادق المهدي هي من هذا العيار:
قال زعيم حزب الأمة القومي، السيد الصادق المهدي، انه يجب تغيير نظام الحكم اعجل ما تيسر لأن وضع السودان حاليا حرج ومتأخر وهو يحتضر، ولا يمكن الانتظار حتى إجراء الانتخابات في 2015. واكد في حديث لقناة الشروق مساء امس إن الحكومة الحالية إذا ما أشرفت على الانتخابات ستكرر ذات الأخطاء التي ارتكبتها في الانتخابات الماضية من تزوير وخلافه. وقال المهدي، إن إيجاد نظام جديد يقوم على هندسة قومية سيجد المباركة من الشعب السوداني وفعالياته، كما سيجد التأييد من الأسرة الدولية، وأضاف: «إسقاط النظام ليس هدفاً بل وسيلة لتحقيق هدف، ويجب أولاً أن نتفق على البديل».
واعتبر المهدي لقاء الرئيس عمر البشير ورئيس دولة جنوب السودان المزمع عقده بجوبا غير ذي جدوى في حالة عدم التحضير له بشكل جيد، وكشف عن تكليف حزبه لجهات فنية ومختصة بإجراء دراسة حول ملف النفط بين الشمال والجنوب، موضحا انه سيخاطب البشير وسلفاكير بمخرجات الدراسة. كما كشف رئيس حزب الأمة القومي عن اجتماع لرؤساء الأحزاب والمختصين الاثنين المقبل لمناقشة مشروع قانون سلام السودان الأميركي والعلاقات مع الولايات المتحدة، ورأى انه ليست هناك جدوى من شتم وسب أميركا «لكن سنجلس بهدوء لندرس المخرج»، ودعا لان يتخلى كل عن حزبه وانتمائه والتمسك بحزب السودان». وطالب المهدي، بإعادة هيكلة المعارضة وتغيير اسم التحالف ومراجعة الأشخاص الذين يقودون الكيان لان مرجعيتهم شمولية.
لذا السيد الصادق المهدي هو أخد اللاعبين الكبار..ولن تقوم انتفاضة شعبية بدونه أو بدون حزبه، وهذا معروف، ولكن يجب أن نفرق ما بين أن ينتقد المرء السيد الصادق المهدي وما بين أن نشطبه بالتشكيك فيه أو في حزبه – وهذه النقطة الأخيرة هي ما يغذيها السلفيون والمنسوبين للمؤتمر الوطني المدسوسين في أوساط المعارضة السياسية، ويمكن ملاحظتهم وتتبعهم من خلال تعليق القراء في الصفحات العنكبوتية – أسلوبها التأييس من السيد الصادق المهدي.
من الناحية الأخرى..كيف سيتم التحضير لنقطة الصفر؟ وإليك هذا السيناريو:
من العبط أن يتصور أحدكم أن قيادة المعارضة ستحدد تاريخا لنقطة الصفر مثلا يوم كذا شهر كذا الساعة كذا يخرج كل الشعب السوداني!! لو فعلت ذلك تكون سهلت للدكتور نافع علي نافع مهمة لكمها بلكمة قاضية على أسنانها!! خبر ساعة الصفر لا محالة سيتسرب ويمكنه اعتقال كافة الحركيين قبل هذا التاريخ بقليل..!! وإنما عليك أن تتخيل أنك ترمي بحجر في بركة ساكنة، سيحدث الحجر دوائر متعددة وستتحرك الدوائر الواحدة تلو الأخرى من نقطة سقوط الحجر – أي الحجر يصنع موجات متتالية في شكل دوائر ذات مركز واحد في اتجاه الخارج. هذا هو بالضبط المطلوب من قيادات المعارضة..!! ستتطارد أجهزة المؤتمر الوطني الدائرة الأولى وهذه الدائرة الأولى ليست سوى الإضرابات والاعتصامات لبعض المؤسسات أو النقابات التي تختار بعناية، وعندما تستغرق أجهزة المؤتمر الوطني نفسها في الدائرة الأولى لبضعة أيام قل خمسة أيام، بعدها تطلق الدائرة الثانية وتستمر ثلاثة أيام، فالرابعة فالخامسة..ويفصل بينهم زمنا يتناقص!! مع الملاحظة يجب أن نحاكي الدوائر في قطرها، الدائرة الأولى هي الأصغر قطرا، ثم يكبر القطر في الثانية والثالثة..أي حجم المؤسسات المضربة!! هكذا يمكن تشتيت قوى أجهزة المؤتمر الوطني..وتفكيكها..!! قطعا هذا السيناريو سيطبق على مستوى السودان من الخرطوم في أتجاه المدن والأرياف وليس العكس..وهنا الالتزام بهذا الاتجاه له أهميته القصوى!!
في ختام هذه المقالة نذكر القراء الكرام إنهم يضيعون وقتهم في قضايا انصرافية حين تجذبهم بعض المقالات ذات العناوين الفاقعة – بل هي مقالات فارغة المحتوى، ثم القراء لا يهتمون حقا بما يدور في الدول العربية، وهذا خطا شنيع. بل العديد من القراء وقعوا في حبال المؤتمر الوطني ومنبر السلام العادل حين وقفوا ذاتيا موقف المعارض لسوريا والنظام السوري بغباء. الوقوف موقف المعارض لسوريا، لأي سبب كان، سيصيب صاحبه بالعماء ولن يهتم بدراسة دول مثل السعودية، وقطر، وتركيا ولبنان الخ لكي يفهم ماذا تفعل هذه الدول. وتأتي أهمية هذه الدراسة لفهم ما يدور في السودان. فالسيناريوهات تكاد تكون واحدة وتطبق في دول الإقليم مع تغير الوجوه واختلاف القليل من المعطيات في كل بلد. في كثير من مقالاتي حذرت من دول الخليج وهذا التحذير يقارب عمره عشرة سنوات!! ولكن الآن سقطت الكثير من الأضواء على خشبة المسرح الإقليمي واصبح الممثلون الكبار واضحين بشكل لا لبس فيه ونعني بهم السعودية وقطر ودول الخليج عموما. فمن يدرس لبنان جيدا يكتشف دور عائلة رفيق الحريري وعمالتها لآل سعود، هذه الرافعة الحريرية السعودية في لبنان أيضا لها مثيل في السودان ربما يمثلها الطيب مصطفى وبعض العائلة من أشقاء عمر البشير، ويمكننا الاستنتاج أن الطيب مصطفى هو عميل للسعودية وقطر، ونكرر الطيب مصطفى مجرد عميل للسعودية ودول الخليج، فكيف لا يفهم السودانيون ذلك؟ يعود عدم الفهم لجهلهم بما يحدث في العالم العربي!! وقد يمتلك الطيب في حصالته بضعة ملايين وأكثر من الدولارات؛ وإلا فمن أين له تمويل منبره وصحيفته؟ ثم يرغب خال الرئيس في عمل قناة تلفزيونية..مرحي بمنبر السلام العادل!!
أما قصة فساد الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي وشقيق البشير وزوجته نور الهدى والطيب مصطفى أبو قناية ليست إلا مثالا واحدا في كيفية صناعة عائلة "الحريري السودانية" وحاشيتهم، فمثل خادم الحاشية أبو قناية يكافئ الخادم العميل فؤاد السنيورة في دائرة الحريري. ومن الخطأ أن يتصور المحلل السياسي لصحيفة "حريات” أن تلك الآلاف من الدولارات التي دفعت لشقيق عمر البشير وللطيب مصطفى أبو قناية وغيرهم هي مجرد فساد مالي. فالإماراتي علي بن سعيد الشرهان ليس فاسدا بالمعنى الحرفي كما يظن المحرر، بل هذا الإماراتي يعبر عن أشواق أجهزة المخابرات الإماراتية بلا شك حين يصنع طابورا خامسا – أي يصنع عملاء لدول الخليج، فالمخابرات الخليجية تعمل بأسلوب واحد وتتبادل فيما بينها المعلومات – ولا يتقاتلون أبدا على طير من هذا..فجميعهم يسعون لاختراق الدول العربية الفقيرة وسرقة القرار السياسي الوطني والسيطرة عليه.
بالمثل بدراسة ما يحدث في اليمن وليبيا، نفهم المؤتمر الوطني بشكل أفضل. اليوم يضج المصريون خوفا وغضبا أن كميات هائلة من السلاح الليبي تمرح في الصحراء الغربية ومدنها مثل مرسى مطروح والسلوم والفيوم وفي أيدي القبائل البدو الذين تربطهم صلة الدم والقرابة بالقبائل الأخرى في الجانب الآخر من الحدود أي قبائل إقليم برقة الليبي. فالنيران أشتعلت فعلا في برقة وستنتقل للجانب المصري!! فتقسيم لبيبا ثم مصر يأتي على اثر تقسيم جنوب السودان بنفس الطريقة التي عانى منها السودانيون – أي عبر توفير السلاح والفتن القبائلية والتعنت السياسي في السلطة المركزية!! فمنذ عهد النميري كان السلاح الفرنسي متوفرا بكثرة لقبائل دارفور بشكل غير مفهوم وقتها وكان هو المقابل للصمغ العربي المهرب بدلا من الدولار!!
ولكن اليمن، للغرابة، يحمل تشابها مع واقع السودان وسياسات المؤتمر الوطني!! الشيء الذي لا يُفهم..هي العلاقة القوية التي ما بين المؤتمر الوطني وعلي عبد الله صالح عميل السعودية ولثبتت الأيام الأخيرة الخرطوم تقف مع علي صالح ضد شعب اليمن!! فعلي عبد الله صالح يحضن ويدعم السلفيين والسروريين التكفيريين في اليمن بنفس طريقة المؤتمر الوطني في السودان!! هذا التشابه هو ليس صدفة ما بين النظامين، ويعكس حقيقة لا مفر منها أن العقل المُخَطِط الذي يدير كلا من النظامين بخفية هو عقل واحد، وهذا يفسر لم يكبت المؤتمر الوطني الحريات والصحافة، ليس لأن الشريعة أو الإسلام يتطلبان ذلك، بل لأن في بلادنا عملاء لدول الخليج يخافون أن تكشف أوراقهم – وما رشوة علي بن سعيد الشرهان لشقيق الرئيس سوى رأس جبل الجليد!! أليست هي نكتة أن تكون الصحف والإعلام الخليجي أكثر ليبرالية من صحفنا؟ ألا يخجل مجلس الصحافة القومي؟ وهل هي صدفة أن يضعوا علي شمو رجل كل نظام ورجل الخليج على قمة هذا الجهاز!!
كلا من اليمن والعراق كانا هدفين إستراتيجيين لإبن لادن والنظام السعودي منذ 1989م – هكذا كان يحاضر بن لادن في الرياض منذ رجوعه من أفغانستان بطلا إسلاميا وأبدى رغبته المحمومة لتحويل العرب الأفغان نحو هذين البلدين!! ولسوء حظ السودان حول مجيء الإنقاذ السودان في يونيو 1989م إلى هدف ثالث لدول الخليج!! كلنا يرى كيف يحضن هذا النظام السلفيين التكفيريين سافكي الدماء، وبالمثل فعل علي عبد الله صالح فتمدد السلفيون والسروريون تحت مظلته في كافة أنحاء اليمن ولم يتركوا قبرا ولا ضريحا قائما إلا فجروه بالديناميت على يد أتباع اليمني السلفي مقبل الوادعي الذي تحصل على دكتوراه من الجامعات السعودية بدرجة ممتاز مع الشرف – في ضرورة إزالة قبر النبي (ص) من مسجده!! أي شرف هذا إن لم يك بغضا في محمد؟ وفي خلال العام الماضي ترك علي عبد الله صالح للسلفيين أن يحتلوا مدنا كاملة في جنوب اليمن ولم يوجه لهم القوات لمسلحة كما فعل مع الحوثيين مع إنهم لم يحتلوا مدينة، فقط لأنهم دافعوا عن أنفسهم بالسلاح!! وبعد إرغام علي عبد الله صالح ترك السلطة، ما يزال كبار العسكريين المؤيدين لعلي عبد الله صالح وعائلته ونظامه يتآمرون على امن واستقرار اليمن والمنطقة. واللواء مهدي مقولة من كبار المؤيدين العسكريين لعلي عبد الله صالح وعائلته وبعد إقالته من منصبه، عمل على تزويد فلول القاعدة بشحنات أسلحة كبيرة أدت إلى مقتل المئات من الجنود اليمنيين. لذلك يتوجب إخضاعه لمحكمة عسكرية وملاحقته بتهمة التواطؤ مع تنظيم القاعدة وتسليم مناطق وأسلحة وذخائر لعصابات تنظيم القاعدة في محافظة أبين لنشر الخوف والرعب في نفوس اليمنيين. ويتلاعب العسكريون المؤيدين لعلي صالح بالأوضاع وامن واستقرار اليمن من خلال مناصبهم العسكرية الحساسة.
ومن المتشابهات السودانية واليمنية، كما تمرغت عائلة البشير في إدارة السلطة والإعلام وتم إفساد الجيش والشرطة وتنعمت في حضن الاستثمارات الخاصة وصنعت لها بطانة من الخدم والحشم، فعلت نفس الشيء عائلة علي عبد الله صالح في اليمن – وفي كلا البلدين المذنب واحد: السعودية ودول الخليج عبر الرشاوى والإفساد!! هذا هو السبب في تكميم الصحف في السودان لا غير!! فالسودان يفتخر أن له أيضا "رفيق الحريري" وبلا شك هو الطيب مصطفى الحريري...ولماذا يعتقد السودانيون غير ذلك؟ لماذا يعتقدون أنهم ممتنعون عن الاختراق السعودي الخليجي؟ فظاهرة رفيق الحريري "حريريزم"، أو ظاهرة فؤاد السنيورة “سينيوريزم" طبقت بنجاح أول ما طبقت في لبنان واليمن والسودان ومصر، وقد يصعب تطبيقها في ليبيا بينما بلا شك أن التوانسة ذوي الذمم المطاطية سيحضنون الظاهرة بأسنانهم..
فهل فهمتم أيها السودانيون شيء من مقالتي..؟ أرجو التعليق وعلى السلفيين وأمنجية المؤتمر الوطني الامتناع عن التعليق!!
شوقي إبراهيم عثمان
(كاتب) و (محلل سياسي)
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.