أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    شمس الدين كباشي يصل الفاو    لجنة تسييرية وكارثة جداوية؟!!    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    المريخ يتدرب بالصالة    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    ياسر عبدالرحمن العطا: يجب مواجهة طموحات دول الشر والمرتزقة العرب في الشتات – شاهد الفيديو    وزارة الخارجية القطرية: نعرب عن قلقنا البالغ من زيادة التصعيد في محيط مدينة الفاشر    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية    البيان الختامي لملتقى البركل لتحالف حماية دارفور    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    تجارة المعاداة للسامية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    سوق العبيد الرقمية!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل هنالك عملاء في داخل أجهزة المؤتمر الوطني؟


ليبيا الضحية الثانية على قربان الشرق الأوسط الكبير
عادل الدباشي: قطر والولايات المتحدة وراء انفصال إقليم برقة
نحن نشفق على حال الدكتور عبد الله علي إبراهيم حين جلس مع كوكبة من شخصيات المؤتمر الوطني الفاشلة ويأتي على رأس الفاشلين الدكتور غازي صلاح الدين العتباني، ومحمد محجوب هارون، وسيد الخطيب، ومعهم بعض الصحفيين المؤتمرجيين، في جلسة تحاورية عن مفهوم الدولة!! ولم ينسى والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر أن يزور الجالسين المتحاورين في الدقائق الأخيرة خاتما مباركا "لمفكري المؤتمر الوطني" الأشاوس جهودهم المقدرة لاكتشاف كنه مفهوم الدولة، وهي المحاولة الأولى والأخيرة ونحن في أعتاب عام 2012م!! أليست هذه نكتة سمجة؟
وبما أن عبد الرحمن الخضر وتوأمه الشهير عبد الرحمن سر الختم يجهلان حقا طبيعة ومفهوم الدولة، وأهم ما في طبيعتها وركنها الركين... "أخلاقيات الدولة"...نحيلهما إلى سوار الذهب الذي أبتلع كتابي: "مفهوم الدولة" للدكتور المفكر المغربي عبد الله العروي!! لعله يعطيهم هذا الكتاب صدقة في الله – فلا أعتقد أن المشير "عم ذهب" يحتاجه، ولن تحتاجه قطعا منظمته المشبوهة التي يديرها نصاب على وزن جمعة الجمعة، أو حقا لا تحتاجه شركة المشير الخاصة التي طار بسببها مدير بنك الشمال عبد الوهاب حسن عبيد!! لست نادما على شيء مثل ندمي على إهدائي هذا الكتاب للمشير سوار الذهب في مدينة ميونيخ قبل انقلاب الإنقاذ بأسبوعين!! وما زلت مصرا على ندمي حتى ألقى ربي!!
وفي الحق..أعضاء المؤتمر الوطني يحتاجون إلى دروس ودروس في مفهوم الدولة، وربما يحتاجون إلى دروس خصوصية أيضا!! وحالهم عكس ما تخيله الدكتور عبد الله علي إبراهيم كأن يستولد من أفواه من جالسهم مفهوما للدولة..وهذا التخيل العقيم من قبله هو "كالحرث في البحر" كما قال يوما ما علي عثمان محمد طه كالطاووس منتفخ الأوداج!!
ولكننا بالرغم من ذلك لا نغفر للدكتور عبد الله علي إبراهيم!!
فهو لا يكتفي بأكاديمياته حبا وكرامة للعلم وحرمته ورصانته فحسب، بل أيضا له طموحات سياسية ليس أقل من أن يكون رئيسا للجمهورية!! وربما زيادة العيار طلبا للرئاسة هذه من قبيل الشطارة السياسية، فربما تنازل مستقبلا وتتنزل عليه وزارة إذا تبسم الزمان يوما ما. فقد اخطأ الدكتور حين ظن أن التماحك بهؤلاء الفاشلين يقربه من مبتغاه السياسي مستقبلا. وبالرغم من أنني من المعجبين بالدكتور عبد الله لكن براغماتيته الأمريكية الشديدة لا تعجبني!! ففي سجله العام رميتان احفظهما له، فهو من قدم نظرية للأمريكيين أقاموا عليها حفلا أن دولة السودان وشعبه دولة مصطنعة artificial nation state!! وهذه تلقفتها الأحزاب الألمانية عبر القنوات الأمريكية وأخذوا يتغنون بها في البونديستاج!! أما الرمية الثانية له، فهي قدحه في بشار الأسد والنظام السوري في مقالة انزلها بسودانيزأونلاين، ولم يفعلها الدكتور عبد الله علي إبراهيم إلا لعلمه أن هذه الرمية الشامية البعيدة الأهداف هي شهادة قد تفتح له أبواب التوظيف بدول الخليج..!!
أعتقد لو كان في سوار الذهب خير، وبدلا من جمعه لذهب دول الخليج، لروج للكتاب الذي أهديته له – لعبد الله العروي!! ولهذا المفكر المغربي مساهمة مقدرة في شأن مفهوم الدولة أغلق عليه إعلاميا!! ودعوكم من خرافات أمين حسن عمر حين أخذ يلعب دور رجل المخابرات تحت عباءة مفكر: ويروج لدولته الرسالية!! لم يخبرنا أمين حسن عمر كيف أنتهت رسالة دولته بقدرة قادر في يد الراعي الشيخ كامل صالح وصفاء أبو السعود!! أقول للدكتور عبد الله علي إبراهيم ولهم ليس عيبا أن تتلمذوا على الدكتور عبد الله العروي..وليس عيبا أن تكونوا مقلدين له، بدلا من هذه الرجرجات السطحية المضحكة عن الدولة الرسالية والوظيفية، وتلك الألقاب الكبيرة التي حجزها المتحاورون لأنفسهم..فكلمة "مفكرين" هي مبالغة مع الاعتذار للجميع!! فالتقليد ليس فقط عنوان التواضع، بل أيضا الأساس لما هو كائن فكريا إلى ما قد يكون بحكم جدلية الفكر، فإذا أخلصتم للدكتور عبد الله العروي لا شك أنكم ستضيفون إلى إنجازه الفكري الكبير..وحقا من وحي المقارنة والدراسة العملية لتجربة الإنقاذ الفاشلة!! أما أن يأتي أصحاب التجربة الفاشلون انفسهم ويودون أن ينظروا للدولة من بنات أفكارهم السطحية..فهذا ضرب من المخاتلة والعبثية.
فسيد الخطيب هذا رأس الفاشلين بل سيدهم..!! فعلى يديه سيؤرخ التاريخ السوداني انه قسم دولة السودان إلى جنوب وشمال، ولم ينقص جلستهم هذه إلا أمين حسن عمر..الذي تمختر وأدعي أن على الشعب السوداني أن يشكرهم!! مرحي لمنطق الرجل!! لن يجد الشكر إلا من لدى الأمريكيين والإسرائيليين – فهؤلاء هم من يشكروا سعيكم وكسبكم الكئيب وليس الشعب السوداني!!
ففي الوقت الذي ينظر الفاشلون في السودان ويبحثون عن مفهوم الدولة في ندوة حوارية في هذه الأيام، وبالتحديد في عام 2012م أي بعدما تسلموا السلطة منذ 1989م، تأتي الأخبار المؤلمة من صحيفة سوريا الآن ووكالات الأنباء أن الليبيين بدؤوا يكتشفون خيوط ما خطط ودبر لبلدهم من مؤامرات تهدف لتقسيمه وجعله أحد الحلقات المبكرة لمشروعهم في المنطقة المسمى مشروع الشرق الأوسط الكبير عبر الفوضى والعنف والقتل وتدمير البنى الاقتصادية والخدمية ليكون إعادة قولبته وتقسيمه من جديد سهلاً ويجري بدون تعقيدات..هذا ما كشفه أحد اللذين شاركوا في تنفيذ هذا المخطط لكنه وعى متأخراً كما يبدو.
فقد أكد عادل الدباشي المنسق السابق للمجلس الوطني الانتقالي الليبي ومستشاره الأمني أن قطر والولايات المتحدة الأميركية تقفان وراء محاولة انفصال إقليم برقة، معتبراً في تصريح صحفي له أن دعوات رجال القبائل الانفصالية مدعومة من أطراف خارجية معروفة وهي تحديداً الولايات المتحدة الأميركية وقطر. وقال إن هاتين الدولتين تعملان على بث الفتنة والفوضى في ظل تدهور الوضع السياسي وتفاقم الانفلات الأمني في ليبيا، أضف إلى ذلك الفراغ السياسي الموجود في البلد بسبب التباين بين القيادات الرسمية في المجلس الانتقالي أو الحكومة ما أفسح المجال أمام هذه الدول لتتدخل في ليبيا وتحاول استقطاب أي شخص يخدم أجنداتها.
وأكد المسؤول الليبي أن هذا يندرج في مخطط أميركي صهيوني سبق أن أعلنت عنه وزيرة الخارجية الأميركية السابقة/كونداليزا رايس/ حينما دعت إلى ما يسمى الشرق الأوسط الكبير، موضحاً أن كل ما يحدث في المنطقة إلى الآن هو مخطط له بما في ذلك الانفصال الممنهج لإقليم برقة، متسائلاً ماذا يفعل المستر جون في برقة عندما دعا مجلس إقليم برقة إلى اعتماد الفيدرالية. وقال إنهم يدعمون عملية الانفصال والتقسيم مادياً ولوجستياً وخاصة أن المنطقة معروفة بثرواتها النفطية وقطر هي الأداة المنفذة لهذا المشروع الأميركي وحذر من أنه في حال تم تقسيم ليبيا فسيؤدي ذلك إلى ضياع تونس ومصر وبقية دول الجوار وستتواصل الحرب الأهلية في ليبيا.
بعد هذا الخبر المؤلم عن ليبيا ليسأل الشعب السوداني نفسه هل تم خديعته من قبل رجال الإنقاذ؟ وهل في المؤتمر الوطني من هم يعملون بخفية لصالح الولايات المتحدة الأمريكية؟ وهل السودان مرشح للمزيد من التمزيق؟ فالسودان بلا شك هو باكورة الشرق الأوسط الكبير وليس ليبيا التي تعتبر الثانية في الحلقة. ثم ما هو سر طبيعة علاقة الحكم في السودان بقطر؟ فبدلا من أن تتحفظ الدبلوماسية السودانية من دولة قطر تزداد العلاقة قربا وقوة ولصالح تقسيم ثلاثة أقاليم سودانية أخرى، تدار الحرب فيها تحت عناوين ساذجة ومضللة!! وحين نرى كيف أحتضنت قطر حركات المعارضة الدارفورية المسلحة لمدة ثلاثة سنوات سنفهم إنها رغبت في دراسة عقلية هذه المنظمات وجس نبضها لصالح الانفصال وليس لحل مشكل دارفور!!
إلى الآن أثبتت سلوكيات وقرارات المؤتمر الوطني إنها في صالح مشروع الشرق الأوسط الكبير. إحدى هذه السلوكيات المريبة هي غموض كيفية أخذ القرارات السياسية والاقتصادية التي لا يُعرف كيف تؤخذ ومن الذي يصيغها وكيف تمر إلى نهايتها، وهذا شيء غريب لا يحدث في أعتى الأنظمة دكتاتورية وقباحة في العالم!! لقد لف الغموض وعدم الشفافية الفئات الحاكمة، ولقد تعود الشعب السوداني على هذا الغموض وأسقطه بشكل خاطئ على طبيعة الإسلاميين ولم يدرك أن هذا الغموض أيضا قد يفسر لصالح القوى الأجنبية التي أخترقت السودان منذ نظام جعفر النميري!! إضافة إلى ثبات تلك الوجوه المرعوبة التي حول الرئيس وسقوط بعض الطائرات بشكل متكرر مريب، نكتشف أن هذا النظام الإسلامي (!) طبق قرارات صندوق النقد الدولي والشروط الأمريكية بخفية تتميز بالذكاء والدهاء إلى درجة لم يفهمها الشعب السوداني نفسه قط على أنها ارتماء في حضن الاستكبار العالمي!! وأكثر ما يثير الريبة في المؤتمر الوطني نهبه لموارد البلاد المالية وعداوته واحتقاره للشعب السوداني، وبعد فصله للجنوب أخذ يعادي شعب الجنوب بشكل غريب...بل مريب!!
ثم عمل المؤتمر الوطني بقوة ضد النظام الوطني الليبي، وضد النظام السوري الصامد – بل يحدوني الشك أن كل تلك الاتفاقيات والبروتوكولات السياسية والاقتصادية التي وقعها علي عثمان محمد طه مع سوريا لم تك سوى كشف حال للنظام السوري!! وفي الجهة الأخرى تعامل المؤتمر الوطني مع نظام صدام حسين المشكوك في عمالته للولايات المتحدة الأمريكية من ضربة البداية!! وكذلك وقف المؤتمر الوطني ضد شعب اليمن حين وقف مساندا لألاعيب دول الخليج التي دعمت وأوعزت لعميلها علي عبد الله صالح أن يتعنت ضد شعبه حتى يصبح الصخرة التي قد تتفتت عليها الأقاليم اليمنية!! وحين شعرت دول الخليج أن مكونات ثورة اليمن "متحدة بصلابة" رغم كل الدسائس والاغتيالات لكبار السياسيين اليمنيين لصنع الفتنة، ومراح تنظيم القاعدة في اليمن بدعم عميل السعودية علي عبد الله صالح نفسه بشكل يشابه ما فعله المؤتمر الوطني بدعمه للسروريين في السودان، ورغم ضرب بعض القبائل بعضها ببعض وسحق الحوثيين بطائرات الأف- 18 السعودية أدركوا أن الثورة اليمنية ستقلع عميلهم السعودي مثل الريح من جذوره...فبادروا مهرولين لإنقاذ الموقف بمبادرة سياسية!! في القضية اليمنية ألتزم المؤتمر الوطني دور الإمعة ووقف في ركاب دول الخليج!! بل كان المؤتمر الوطني مساندا بقوة للنظام الفاسد الذي ترأسه علي عبد الله صالح..ذهب علي كرتي بنفسه لليمن وأفتخر بهذه الزيارة وقتها كمال حسن بخيت بسذاجة!! لا يعلم معظم السودانيين أن "يمن علي عبد الله صالح" لعب دور الحاضنة للبعثيين الصداميين، وأن بضعة مليارات من الدولارات التي نهبها حزب البعث قبل سقوطه تقبع في البنوك اليمنية!!
وفي علاقته مع مصر لم يشذ المؤتمر الوطني عما فعله ضد الشعب اليمني، أنحاز المؤتمر الوطني لنظام العميل مبارك ضد الشعب المصري – وهذا ليس غريب حقا!! وقد تبدو هذه العلاقة (المؤتمر الوطني- حسني مبارك) ظاهريا مبررة بسبب عقدة محاولة اغتيال مبارك في الحبشة 1995م!! إلى اليوم لا تفهم تفصيليات دور السودان في هذه الحادثة!! هل هي محاولة اغتيال حقيقية أم هي مسرحية ملعوبة لتوريط السودان عبر المزروعين داخل المؤتمر الوطني؟ حين نقارن سيارة رفيق الحريري التي تبخرت في الهواء وتمثيلية رشق سيارة حسني مبارك المصفحة ببضعة رصاصات.عليك أن تحك جلد رأسك مرتين!!
أما دولة الجزائر - فأمام أنظار علي كرتي هدد حاييم بن جبر آل الثاني الوزير الجزائري على طاولة الجامعة العربية بصدد تجميد عضوية سوريا قائلا: إذا لم توافقوا..ستحتاجون لنا..لأن الدور قادم عليكم!! أسأل نفسك ايها القارئ الكريم لماذا يوافق علي كرتي على هذا التهديد الصريح لدولة الجزائر ولماذا صمت وأبتلعه؟ بل السيد علي كرتي يركب ركاب حاييم بن جبر وينصح في حضور الأسد وفي عرينه السوريين...يأن يتفاهموا مع الدول الغربية!! فرد عليه وزير الخارجية وليد المعلم وافحمه: وماذا جنيتم من التفاهم مع الدول الغربية سوى فصل الجنوب!!
أما القضية البحرينية فقد نطق كبير السحرة بالمجلس الوطني إبراهيم الطاهر مؤيدا ملك البحرين ضد الشعب البحريني الشيعي..هل بشر المصطفى بالملوك أيها الدعي!! ألم يصفهم القرآن بالفساد!! تقول آخر الأخبار عن هذا البلد الصغير الذي يسحق شعبه في سلسلة من المذابح عتم عليها الإعلام الخليجي، لكي يفلت ملك البحرين من الثورة الشعبية التي ستطيح به ربما يضم بلاده تحت حكم التاج السعودي، ولكن هذه الرغبة تصطدم بعقبة قانونية إذ يستوجب عليه أن يعمل استفتاءا شعبيا!! وقطعا لن ينال الموافقة من شعبه عبر الاستفتاء!! ملك (!) البحرين يذبح الشعب البحريني الشيعي ويصمت المؤتمر الوطني..بل يبارك هذه المذبحة!! بالرغم من مشروعية منطلقات الثورة البحرينية على الملكية الفاسدة، فالإطاحة بملك البحرين تصب ضمنيا في مشروع الشرق الأوسط الكبير، عندما يصبح سلوك وموقف دول الخليج وعموم عملاء أمريكا الإقليميين في تضاد مع حقوق الشعب البحريني، وعندما يستغلون إرهاصات هذه الثورة الشعبية في تعزيز الصدام المذهبي إقليميا. الصدام المذهبي هو أهم آليات تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير!!
وماذا كان موقف المؤتمر الوطني من إيران؟ كل المؤشرات السياسية تشير أن موقف المؤتمر الوطني من إيران هو نفسه الذي طبقه مع سوريا، كشف حال!! ولكن الإيرانيين بطبعهم أكثر حذرا!! ومع ذلك يطلق المؤتمر الوطني الكثير من الدعاية والشعارات الزائفة بقوة العلاقة ما بين المؤتمر الوطني والجمهور الإسلامية الإيرانية!! وصلت هذه الدعاية الرخيصة قمتها أن إيران أو حزب الله سيقاتلان في دارفور..لصالح المؤتمر الوطني!! ولقد سقط في شرك هذه الدعاية بعض صحفي صحيفة رأي الشعب المخترقة "سلفيا" حين نشروا بعض الفبركات السعودية نقلا عما كتبته صحفها -صحيفة عبد الرحمن الراشد الخضراء وصحيفة إيلاف- لعلاقة تسليحية، ومع ذلك، تم اعتقال الصحفيين ومصادرة صحيفة رأي الشعب وإغلاقها!!
خلاصة هذه المقالة في المؤتمر الوطني!!
هنالك عملية مزدوجة - دول الخليج هي التي في الأغلب تصطاد رجال المؤتمر الوطني والإيقاع بهم في حبال العمالة والتخابر لصالحها، بينما الولايات المتحدة الأمريكية "العليمة" تقوم بالابتزاز!! هذا الابتزاز المزدوج يشل عمل أي دولة، وهذا ما فعلوه بالسادات ثم بحسني مبارك ونظامه، ولا يمنع أن يكون بعض السودانيين سقطوا مبكرا في العمالة لصالح الولايات المتحدة ومباشرة – خاصة في دائرة المايويين الذين تأسلموا وقت المصالحة في السبعينيات!!
وللتدليل على صحة هذا التحليل السياسي، لقد تم اعتقال أحد كبار موظفي وزارة الخارجية متلبسا بالعمالة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ونكرر أعتقل متلبسا في كمين نصبه له جهاز الأمن، والقضية ثابتة ومشهود بها، ومع ذلك لم يتم اعتقاله أو محاسبته، ولم يتم إعفائه من منصبه وترك حتى اكمل سنوات عمله ونزل للمعاش مبجلا مكرما!! وقد يبدو هذا الموقف تجاه هذا الجاسوس العميل من قبل دولة المؤتمر الوطني غريبا، ولكن إذا تمعنا لماذا ترك هكذا...سنكتشف حتى لا ينتبه الشعب السوداني أن في بيته عملاء...!! نتحدى كل أجهزة المؤتمر الوطني أن تتحدث عن جاسوس وزارة الخارجية وأن تفسر لماذا لم تتم محاسبته!! أضعف الإيمان ان يعفى من منصبه!! أليس كذلك؟
شوقي إبراهيم عثمان
(كاتب) و (وحلل سياسي)
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.