يتفق كل المراقبين السياسيين ان ثورة ابناء شرق السودان قد تنفجر بين الحين والآخر. الا ان السيد مساعد رئيس الجمهورية نافع على نافع غابت عنه هذه الحقيقة, او قل صار يتجاهلها مثل الحيوان الذي يدفن راسه في الرمال. فقد قال بالامس بمدينة وقر ان فئة من ابناء الشرق يعدون على اصابع اليد فى لندن وبعض دول الجوار لا يمثلون اهل الاقليم. نعم ان الشرق يتململ منذ اعوام بعد ان اتضحت لهم المؤامرة القذرة التي دبرتمونها واوقعتم فيها بقيادة جبهة الشرق الرخوة لتوقع علي اتفاق هزيل سميتمونه اتفاق سلام الشرق. اغريتم القيادة بالمناصب والجاه وسال المال واستلم من استلم ورفض من رفض, وخان وخان. بالامس تحدث السيد موسي محمد احمد بالتلفزيون السوداني واعترف بان المال الذي قدم لصندوق انماء الشرق حتي مارس الماضي لا يفوق 70 مليون دولار, بينما الاتفاقية تلزم الحكومة بتسليم 600 مليون دولار بنهاية الخمسة سنة من توقيع الاتفاقية. مضت السنون والمبلغ لم يورد. ما ورد تم صرفه علي اشياء لا تهم اهل الشرق. فتم استئجار فلل فاخرة في ارقي احياء الخرطوم لادارة صندوق انماء الشرق, مهيئة بالمكيفات والحدائق الفيحاء وخصصت للادارة العربات المكندشة وعينت لها السكرتيرات الرشيقات. تم صرف مبالغ مأهولة لتشغيل الادارة نفسها, وكلها من منتسبي المؤتمر الوطني, وتم صرف بدلات السفر, وحق دراسات الجدوي, وحق حضور المؤتمرات واللقاءات, والحفلات, أن المبلغ الذي صرف لتصليح شبابيك مدارس هنا وهناك ربما لا يتعدي حفنة من الدولارات. علي ارض الواقع لا يشعر انسان الشرق باي انجاز حققه هذا الصندوق المشبوه, والكل يسأل اين ذهبت ال 70 مليون التي اعترف موسي محمد احمد بتسليمها لادارة الصندوق. لقد خاض ابناء البجا في التسعينات من القرن الماضي معارك جبارة ضد سلطة الانقاذ الاجرامية علي الحدود الشرقية وكبدوها خسائر فادحة, وحرروا مناطق واسعة علي الحدود مع ارتريا, واحتفظوا بها حتي تم التوقيع علي الاتفاقية المشئومة. كما قاوم ابناء البجا ظلم الانقاذ وجبروتها في الداخل بتسيير مواكب سلمية, تطالب بالسلام والتنمية والديموقراطية وبالحكم الاقليمي الحقيقي الذي يحكم فيه ابناء الشرق انفسهم بانفسهم. فكان مصيرهم الضرب بالرصاص الحي بواسطة مليشيات النظام كما حصل بمدينة بورتسودان عام 2005. للبجا قضية يناضلون من اجلها عبر السنين, ضحوا بالغالي والنفيس, وسالت دماؤهم تروي الرمال علي طول الحدود الشرقية, كما روت ارض المالح في بورتسودان. ان اهل الشرق يطالبون منذ عام 1958 بالحكم الاقليمي واشراك كل اقاليم السودان في السلطة المركزية, والا تكون هذه محصورة علي قبائل معينة, كما هو الحال الآن, وبانهاء كل مظاهر التهميش والاذلال الذي يتعرضون له, وبالانماء والتعمير, وبالتعليم وبتحسين صحة البيئة, وبتخصيص موارد الشرق لاهل الشرق من ايرادات المعادن والميناء والطرق والمرافق الاخري. وفوق هذا وذاك بحكم ديموقراطي راسخ يتساوي فيه المواطنون من مختلف الاثنيات والاديان. من اجل هذه الاهداف النبيلة كافح مؤتمر البجا عبر السنين, واتضح ان اتفاقية الشرق لم تحقق اي من هذه التطلعات. فالقضية لا زالت قائمة, وروح النضال لم تخمد, بل تصاعدت وترعرت ونمت. وطالما المشكلة قائمة فلا زال باب المواجهات مفتوحا. نعم يا نافع .. الشرق يتململ وسيثور على الباطل والعمالة والارتزاق والمقطوعين من الجذور الذين باعوا لانفسهم ورضوا بمناصب في القصر دون ان تكون لهم فيها اي سلطة تنفيذية. ان ابناء الشرق يمدون يدهم للثوار في كل مكان, للجبهة الثورية, ولكل الحركات المسلحة, للطلاب والشباب, للعمال والمزارعين, للمثقفين, ولكل قوي المعارضة, مصممين علي اقتلاع النظام الجائر وخلق سودان ديموقراطي تتساوي فيه كل القوميا ت وتعيش فيه في مودة وسلام وعدل ورخاء. نؤكد للسيد نافع بان الشرفاء من ابناء الشرق سيرفعون راية النضال عالية وسيخوضون المعارك ببسالة حتي يتم دك النظام وسحقه تماما وتشييد وطن يؤمه السلام والمحبة. ان البركان سنفجر عما قريب في الشرق.