اختصرت والدة الدكتور المناضل الصامد والرجل المدافع عن حقوق الانسان دون تمييز لعرق او لون بشرى قمر اختصرت والدته فى كلمات صادقة تخرج من قلب مفطور , عبرت عن الاوضاع التى يعيشها النوبة فى كل السودان , فشعب جبال النوبة نساء رجالا واطفالا اصبح بين قتيل وسجين , اما البقية انما تنتظر احدهما , فشعب جبال النوبة الان يواجه الموت وحيدا فى كل مكان داخل السودان وحتى خارجه , فطائرات النظام لم ترحم من لجأوا الى دول الجوار من القصف , والتهديد. المناضل بشرى قمر اعتقل فى 25يونيو الماضى , وقد تمرحلت قضيته فى عدة مراحل من الاعتقال التعسفى فى سجون الامن السياسى الى تحويله الى نيابة الجرائم ضد الدولة والتى اطلقت سراحه قبل اشهر الا ان جهاز الامن كانت له الكلمة العليا وللنيابة والقانون الكلمة السفلى , حيث لم يخرج بشرى قط من مكاتب النيابة ليرى الحرية , بل تم نقله مرة اخرى الى معتقلات جهاز الامن مانعين اسرته من زيارته لشهور , والان وفى يوم 15 مارس الماضى قبلت نيابة الجرائم الموجه ضد الدولة طلب هيئة محامين بشرى قمر بالافراج عنه لعدم كفاية الادلة التى لم يتمكن الشاكى جهاز الامن الوطنى من تقديمها لمدة شهرين كاملين مدة نظر النيابة فى القضية , ووافق وكيل النيابة على الافراج عن بشري بضمان شخصى وبعد ان وقع امر الافراج وفى طريق العودة الى سجن كوبر لاكمال الاجراءات , تلقى المتحري المسؤول عن نقل بشرى مكالمة تليفونية قام بعدها بتمزيق امر الافراج , ومدغه ورمى به , وعندما سأله اخ دكتور قمر المرافق لهم فى السيارة عن السبب قال ان الامن قد استأنف بحجة ان التحقيقات لم تكتمل مع بشرى وان بشرى سيعاد مرة اخرى الى المعتقل . وكما قالت ابنة الدكتور بشرى الطفلة البريئة ذات الاحدى عشر عاما والتى تحطمت امالها فى لحظات فى رؤية والدها حرا مرة اخرى , قالت ” انا بقول انو البلد دى الامن فيها اعلى من عمر البشير ودى بلد ما فيها لا رئيس لا وزير لا مدير ولا عدل ولا مساواة ” , لقد تكشفت حقيقة هذا البلد المنهار والظالم لطفلة عمرها 11عاما , فيا ترى متى يعيها من لازالوا يفاوضون ويتوههمون ان هناك اى طريق اخر سوى القضاء على هذا النظام . ان مايقوم به النظام السودانى من حملة شرسة للقضاء على مقاومة شعب النوبة للظلم والعنصرية والطغيان تصل الى مرحلة حرجة هذه الايام , خاصة وان العالم بدأ يوجه نظره الى مايجرى فى جبال النوبة من جرائم حرب وتطهير عرقى كما يصفها المراقبون والمنظمات الحقوقية الدولية , والتطهير العرقى الذى يقوم به المؤتمر الوطنى عبر الاعتقالات التعسفية فى الخرطوم ومدن اخرى فى الشمال والحملة العسكرية المكثفة فى جبال النوبة , انما هو بداية لمرحلة حذر منها احد كبار موظفى الاممالمتحدة السابقين الذى زار جبال النوبة مؤخرا حيث قال ” ان النظام السودانى يتخذ سياسة الارض المحروقة الان ” وهذه السياسة تعنى ان النظام وصل الى حالة من اليأس فى الخروج من ازماته والعجز التام عن الانتصار فى المعارك التى يخوضها على كافة المستويات الاقتصادية , السياسية والعسكرية , ونتيجة لازدياد اعداد المتورطين يوميا فى جرائم الحرب على مستوى جبال النوبة ودارفور والنيل والازرق , فان المركب الان لا تستطيع التحرك من ثقل حملها وتهدد بغرق الجميع لذلك , يحاول النظام انقاذ نفسه باحراق وقتل واسكات كل من يشهد على جرائمه خاصة الناشطين والضحايا من المدنيين . ان اعتقال الاستاذة جليلة خميس بملابس نومها من منزلها الاسبوع الماضى وعدم الافراج عنها او السماح لاسرتها بزيارتها انما يدل على مدى تمادى النظام فى مخاوفه من ابناء جبال النوبة وخاصة النشطاء الذين يحاولون مساعدة اهلهم فى هذه لمواجهة هذه الحملة العنصرية , وما مقتل عوضية عجبنا فى منتصف الخرطوم ببعيد , واصابة اخوتها ووالدتها بالرصاص فى هجوم مباشر وغادر ولاسباب عنصرية بحتة , ولا تزال طائرات المؤتمر الوطنى تدك قرى المدنيين ليل نهار ففى الامس القريب قتلت طائرة انتنوف عائشة الشيخ مواطنة من قرية كلكدة 15 كلم جنوب كاودا, وجرح عدد اخر من المواطنين جميعهم من النساء . وعندما لا يقتل المؤتمر الوطنى بالرصاص او الطائرات او يعتقل النوبة فى السجون , فانه يمنع عنهم دخول الغذاء والدواء والمعونات الانسانية ليموتوا جوعا . هذا هو حال اهل جبال النوبة الذين ما زالوا وسيظلون يقفون رجالا نساءا واطفالا شامخين مثل جبالهم فى وجه العنصرية والظلم . يبدو ان الحرب التى كانت فى جبال النوبة\جنوب كردفان الى الان على الاقل بمشاهدها الاكثر دموية ورعبا , يبدو ان نظام البشير ينقلها الان الى الخرطوم , محاولا اسكات الاصوات التى تعالت مؤخرا فى كل العالم مدينة ممارساته الاجرامية . ومعاناة مواطنى النوبة فى الخرطوم وفى كافة مدن السودان الشمالى يبدو انها ستزداد فى الايام المقبلة , وعلى العالم ان ينتبه الان الى خطورة ما تقوم به اجهزة امن النظام من ممارسة التمييز العنصرى بصورة ممنهجة عبر اجهزتها الامنية والعسكرية والمدنية ايضا , حيث يواجه الان ابناء جبال النوبة صعوبة بالغة فى استخراج الاوراق الثبوتية , وفى عملية تسجيل المواطنين التى تجرى الان لاعداد سجل مدنى يشمل كل مواطنى السودان فان اجهزة الحكومة ترفض تسجيل النوبة من مناطق جبال النوبة خاصة المناطق التى تعد تحت سيطرة الحركة الشعبية . ايضا توارد الانباء الخطيرة عن اختفاء قسرى لابناء النوبة حول الخرطوم , واعتقالات وممارسات عنصرية اخرى من الشرطة السودانية مثل التوقيف لمجرد الاشتباه كما يحدث فى الاحياء العشوائية حول الخرطوم وكما حاولت الدورية التى قتلت عوضية عجبنا ان تفعل مع اخ الشهيدة باعتقاله لمجرد الاشتباه . يبدو ان النظام السودانى يشعر بالرعب الشديد من جرائمه التى لم يعد العالم مغمضا عينيه عنها ولا ايناء جبال النوبة سيصمتهم التهديد والتنكيل والتمييز , فالدماء التى سفكت للنساء والاطفال وروح عوضية عجبنا وايام السجن التى قضاها بشرى قمر ووحشة الاعتقال التى تعانيها الان جليلة خميس لن تزيد شعب النوبة الا يقينا بعدالة القضية وحتمية النصر , ورغم الوضع الخطير الذى للاسف نعتقد انه سيزداد خطورة فى مقبل الايام ,فى ظل تعنت نظام الخرطوم ورفضه للانصياع للشرعية الدولية وانهاء الاعتداء على المدنيين واطلاق سراح المعتقلين وهو ما دعىت اليه المنظمات الدولية والحقوقية , وتطبيق المواثيق الدولية والقانون السودانى الذى يتم تجاهلة بمكالمة تلفونية كما حدث قبل ايام عند رفض جهاز الامن تطبيق قرار النيابة بالافراج عن بشرى . والتجاوز التام للقوانين والدستور , والعمل خارج شرعية الاتفاقيات الدولية وانتهاك كافة حقوق الانسان التى تمارسه حكومة الخرطوم ضد النوبة يتمظهر ايضا فى التماطل فى اصدار اى قرار من النيابة فى حق قتلة الشهيدة عوضية , كما ان اجهزة الامن من جهة اخرى تضع النوبة تحت سياج من التهديد والاعتقال والمضايقات المستمرة . والمعاملة العنصرية التى يمارسها نظام البشير واجهزتها الامنية والتى تستهدف النوبة قتلا واعتقالا وتمارس هذا الاعتقال بصورة غير ادمية حيث منعت الاستاذة جليلة حتى من لبس ثوبها واختطفت من منزلها فى ظلمة الليل , تمثل التعبير الحقيقى عن العنصرية الممنهجة والممارسة عبر مؤسسات الدولة الامنية والعدليةوالمعبرة عن سياسة دولة باكملها ولكنها ايضا معبرة عن ازمة شعب ووطن , فصمت المجتمع السودانى عن ما يحدث فى جبال النوبة وللنشطاء فى الخرطوم وصمت القوى السياسية وغيرها عن ما يحدث انما مؤشر لا يفسر الا فى اتجاه التماهى مع تلك السياسات وما عبرت عنه والدة المعتقل بشرى حين قالت” انحنا الزرق ديل ما بشتغلو بينا ما ولدى لا جعليين ولا شايقيةولا حمر نحنا زرق ” انما يعبر عن الازمة الاكثر عمقا فى المجتمع السودانى ازمة التمييز العرقى والتى تهدد السودان بالزوال ان لم يتم التصدى لها بقوة ومواجهة حقيقية ودون تأجيل . [email protected] http://www.youtube.com/watch?v=AHwUtMoC57M&feature=player_embedded رابط فيديو ابنة المعتقل بشري قمر http://www.youtube.com/watch?v=N-qJCCj5tu4&feature=player_embedded رابط فيديو شقيقة المعتقل بشري قمر http://www.youtube.com/watch?v=HpSbqyWGnYU&feature=player_embedded رابط فيديو والدة المعتقل بشري قمر