ذكرالجيش السوداني الخميس 9 ديسمبر انه هاجم الحركة المسلحة الوحيدة في دارفور التي وقعت اتفاقية سلام 2006 قائلا انها قررت الانضمام (للمتمردين) الذين ما زالوا يقاتلون الحكومة مما يوجه ضربة قوية للاتفاقية التي تواجه صعوبات. ووقعت حركة تحرير السودان بزعامة مني اركو مناوي مع حكومة السودان اتفاقية سلام دارفور – التي توسط فيها المجتمع الدولي – في العاصمة النيجيرية ابوجا في مايو ايار 2006. لكن حركتي المعارضة الرئيسيتين الاخريين في دارفور قاطعتا الاتفاقية . وقال الصوارمي خالد المتحدث باسم الجيش السوداني ان اشتباكات وقعت الاربعاء 8 ديسمبروان الجيش ألحق بالمتمردين الهزيمة. وأضاف ان المتمردين كانوا يتجهون جنوبا وان الجيش السوداني هاجمهم واوقع بهم الكثير من الاصابات. وقال خالد الاسبوع الماضي ان قوات حركة تحرير السودان تتحرك نحو جنوب السودان وهي منطقة تتمتع بحكم شبه مستقل خاضت حربا اهلية مع الخرطوم ومن المتوقع ان تنفصل العام القادم. وقال ان حركة تحرير السودان تنوي الانضمام للمتمردين الذين ما زالوا يقاتلون الحكومة وأعلن ان الحركة باتت هدفا عسكريا. وبعد انتخابات ابريل نيسان لم يتم اعادة تعيين مناوي مساعدا للرئيس وهو المنصب الذي كان يشغله بموجب اتفاقية 2006 ويعيش منذ شهور في جوبا عاصمة جنوب السودان. وقالت قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي انها تلقت تقارير عن وقوع اشتباكات في ولاية جنوب دارفور القريبة من الحدود مع جنوب السودان لكنها لم تذكر اي تفاصيل اخرى. وتشير تقديرات الاممالمتحدة الى وفاة نحو 300 الف شخص في الازمة الانسانية التي نشبت بعد ان شنت الخرطوم حملة عسكرية في 2003 ضد حركات دارفور التي تطالب بنصيب اكبر للاقليم في الثروة والسلطة. وتطالب المحكمة الجنائية الدولية باعتقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير لمواجهة اتهامات بجرائم حرب وابادة في دارفور لكن الخرطوم ترفض اي سلطة للمحكمة عليها وتنحي باللائمة على وسائل الاعلام الغربية في المبالغة في صراع دارفور . وفي ذات السياق قال مني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان إنه يدعم الحوار مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم، لكنه مع ذلك مستعد للحرب إذا أراد الحزب ذلك، جاء ذلك ردا على تصريحات للجيش السوداني قال إنها تدعو للحرب. وقال مناوي متحدثا للجزيرة من جوبا ( نحن صابرون ولن نعلن الحرب على الحكومة، بل هدفنا كيفية إيجاد حل لأزمة إقليم دارفور، وإيجاد أرضية وإرادة حقيقية للحوار مع صقور حزب المؤتمر الوطني). لكنه قال -ردا على ما اعتبرها تصريحات مستفزة من ناطق باسم الجيش السوداني هدد فيها حسب مناوي بشن حرب على جيش تحرير السودان- “نحن جاهزون للحرب إذا أرادوها”. وأضاف كبير المساعدين السابق لرئيس الجمهورية السوداني أن “باب الحوار سيبقى مفتوحا إذا أرادت الحكومة ذلك، لكننا لن نهرول وراء الحوار ولسنا محتاجين له”. وردا على سؤال عن بقائه في جوبا عاصمة الجنوب السوداني عندما كان رئيسا للحكومة الانتقالية في دارفور، قال “كنت في جوبا لأنها ما زالت جزءا من السودان، وهي إقليم غير مستقل حتى الآن، إضافة إلى أنني لا أشغل منصبا دستوريا حتى الآن يجبرني على الاستقرار في مكان واحد من السودان”. وبخصوص مفاوضات الدوحة للسلام في إقليم دارفور، قال “أنا أحترم الإخوة المتفاوضين في الدوحة بشأن أزمة دارفور، وأؤيد هذه المباحثات، لكني أشك في نوايا المؤتمر الوطني بشأنها”.