الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تقارير: القوات المتمردة تتأهب لهجوم في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الترابي، حسين، أدوك، موديستو، فاروق إبراهيم، سارة نقد الله، شقيقة عبد الخالق وآخرون يؤبنون الفقيد الراحل نقد
نشر في حريات يوم 26 - 03 - 2012

أقام الحزب الشيوعي عصر أمس الأحد تأبينا للراحل المقيم محمد إبراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي الذي ووري جثمانه الثرى بمقابر فاروق صباح أمس، وقد كانت خيمة العزاء الضخمة حاشدة بآلاف الحضور. وتحدث في مناسبة التأبين لفيف من القادة السياسيين مذكرين بمناقب الفقيد والمعاني التي تمثلها حادثة وفاته وتشييعه صباح ذلك اليوم.
(حريات) حضرت جانبا من التأبين وتنقله لقرائها الكرام مع الاستفادة من تغطية صحفتي (أخبار اليوم) و(الصحافة).
تحدث في بداية التأبين الأستاذ يوسف حسين الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي السوداني وقال إن الجموع الهادرة التي تقاطرت لتشييع سكرتير الحزب الراحل محمد إبراهيم نقد صباح أمس تعبر عن الرفض القاطع للأوضاع القائمة في البلاد منذ 22 عاما ورفضا للشمولية والحزب الواحد والهوس الديني الذي يخرج من عباءة النظام، وإن الشعارات التي رددتها الجماهير في موكب التشييع الهادر في صباح نفس اليوم (حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب) هي طريق الشعب للخلاص من النظام وإسقاطه. مبينا أن الوطن يعاني من الاستبداد والفساد وأن الشعب يرفض دولة الحزب الواحد والحروب والهوس الديني، فهذه الحشود دليل على التفاف الشعب السوداني حول تحالف المعارضة والحزب الشيوعي، وأن هناك هجرة إلى اليسار واقتناع بأطروحات الحزب الشيوعي. وقال إن الراية ستظل عالية في سماء السودان تلهم الأجيال جيلا بعد جيل وتغذي فيهم روح الصمود، نقد قائدنا وصديقنا ولكن رغم المصيبة الكبرى نقول اللهم اجعلنا في زمرة الصابرين ومن (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) معبرا عن الرضا بالقضاء والقدر وان لكل شيء بداية ونهاية.
وقال إن برنامج الحزب الشيوعي ملتزم بالتداول السلمي للسلطة بلا إلحاد ولا زندقة وأنه يهتم بقضايا الشعب ويقف إلى جانبها ومع المزارعين والعمال، وإن نقد تمسك بالمبادئ رغم بطش الأنظمة الشوملية والسجون والمعتقلات التي فرضت عليه الاختفاء الطويل للقيام بمهام إدارة الحزب، إنه عبقري متسامح ويتمتع بعلاقات طيبة مع كل القوى السياسية وقد تواصلت مسيرته السياسية لمدى ستين عاما خلالها ألف العديد من المؤلفات. وقال إن الحزب الشيوعي سيظل موحدا في النهج الثوري وأن أمثال نقد لا يموتون وقد مضى مثلما يمضي أي شيوعي في أداء مهامه صعودا للمنابر أو المشانق أو توزيع قصيدة فهي مهمة.
تحدث الدكتور بيتر أدوك وزير التعليم العالي بحكومة الجنوب ومبعوث الرئيس سلفا كير للمشاركة في مراسم التشييع والعزاء مترئسا وفدا يضم عدد من القيادات الجنوبية، وقال إن هذا يوم عظيم لنا كشعب سوداني في الشمال والجنوب داعيا الحزب الشيوعي أن يحول حزنه بفقدان نقد الى اعياد لأن نقد في حياته كلها كانت مليئة بالتضحيات وقال انه لا يعتقد أن يكون هناك رجل قضى كل حياته في النضال والتضحيات مثل ابونا واستاذنا واخونا نقد. وطالب المناضلين بضرورة التماسك والشجاعة لأن المشوار طويل والنضال مستمر. لأن هذا الكفاح الذي قاده نقد وزملاؤه أمثال التجاني الطيب وعبد الخالق محجوب وجوزيف قرنق وغيرهم لا يزال مستمرا حتى النصر وتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية في هذا البلد. وقال أدوك إنه على المستوى الشخصي انضم للحزب الشيوعي السوداني عام 1974م بعد ثلاثة أعام من التطور الفكري ورفع الوعي النضالي في بورتسودان آنذاك ولم أخرج من الحزب الشيوعي إلا لرفع النضال من السلمي إلى المسلح، وفي الحقيقة لا يوجد تناقض كبير. نحن لم نخرج من الحزب ولكن في لغة الأكاديميين في إجازة وفي أي وقت نرجع. وقال إن انفصال الجنوب لم يكن من أولوياتنا إلا أن هناك من دفعنا دفعا حتى اختار شعب جنوب السودان الانفصال.
وتحدث د.بابكر محمد الحسن من التضامن النقابي ورئيس نقابة أساتذة جامعة الخرطوم، وذكر مناقب الفقيد وقال: هو مسلم ابن مسلم ابن مسلمة رغم انف من قال غير ذلك، وقال إنه في الآونة الأخيرة شهد شرودا وقلقا على محيا نقد وشعر بالقلق عليه وتساءل في نفسه هل هذا من عبء السنين ام الداء ام العنت المتراكم عبر سنوات النضال المديدة؟ وقال إن محمدا بدأ النضال قبل أن يبلغ العشرين وكان في عمر مبكر مناضلا ملتزما منضويا لتنظيم شديد الانضباط، وأنه كان مشاركا بفعالية تامة في نشاطات الاستنارة والتغيير، وتعرض لأنواع من العنت والعذاب وتعايش مع ثلاثة أنظمة شمولية، تعرض لعذابات الاعتقال والسجن والاختفاء تحت ظروف بالغة التعقيد، تعاقبت السنوات وأخذ كل من النظم الشمولية يطور من أدوات القمع وأجهزته القمعية ليعوق العمل الوطني ويضيق الخناق على المختفين في محاولة يائسة لشل حركة النضال ولكن محمدا وزملاءه مارسوا الاختفاء بمسئولية ومهنية عالية، ما كان الاختفاء خوفا من حاكم او هروبا من النضال ولكن ممارسة النشاط الفكري والتنظيمي بدون ان تعوقهم الديكتاتوريات وقال إن محمدا قال إن الاختفاء ليس نزهة ولا مؤامرة ولا مزاج فهو قرار سياسي بل هو عمل واع ليس نتاج خوف، وقال إن محمدا مر بلحظات حالكة حتى في عهد الديمقراطيات قصيرة المدى وسرد ما حدث في الديمقراطية الثانية اذ اكتسح الشيوعيون دوائر الخريجين وبعض الدوائر الجغرافية فأفزع الأحزاب الأخرى فتآمروا على الحزب وحلوه وعلى نوابه المنتخبين ديمقراطيا فطردوهم بل مارسوا عنف البادية هذه بعض العذابات للتاريخ كان هذا عنف البادية الأول أما الثاني فكان في 1971م حيث تم إعدام القيادات العليا وزج باعداد في المعتقلات والسجون ودفع الحزب ثمنا غاليا لجريمة لم يرتكبها وظل نقد ورفاقه يعانون من العنف والملاحقات مما اجبرهم على الاختفاء مرة أخرى في ظروف عنف ومقاساة وقسوة وظلوا يعملون مع تنامى العنف والمغالاة في القسوة في عهد الإنقاذ. ورجع د. بابكر لسؤاله: هل هو عبء الداء أم السنين أم المرارات المتكررة؟ وأجاب: كل هذه الأشياء عانى منها محمد إبراهيم نقد، وقال إنه اختار طوعا وعن وعي وقناعة تامة ان يحقق حلم التغيير فناضل من اجل ترسيخ دعائم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وإنه كان يحلم لإرساء الوطن المستقيم وكفالة العدالة والديمقراطية.
وقال إن مما يتميز به الفقيد اضافة لخصائله السمحة اعتقاده الجازم أن القراءة فعل ثوري ضروري من خلالها توضع العلامات المضيئة لفهم الواقع السياسي الاقتصادي والاجتماعي وهي ليست من أجل المتعة فقط انما محمد كان يسعى لأن يوظفها في نشر وإشاعة الاستنارة ولا شك ان كثيرا منكم اطلع على كتبه أمثال “قضايا الديمقراطية” و”علاقات الأرض” وقد كان له فكر ثاقب ان كل التخطيط للاراضي لا بد يؤخذ في الاعتبار فيه التاريخ من تاريخ الفونج والفور والارض، وعندما تناول علاقات الرق لم يطبطب فوق الظهور بل واجه المشكلة كحقيقة واقعة وربطها بالإنتاج والاقتصاد. وقال إنه وهب حياته كلها وكان يكره الغرور والأنفة ويعتبرها من طبائع الاستبداد.
وقال: نؤكد على حقيقة جوهرية وهي قدرة الديمقراطية وإن مناصري الحزب باتوا على يقين ان مسيرة العمل الجاد للحفاظ على الحزب والتحالف الموجود شيء مهم يستتبعه التحول السلس في قيادة الحزب فنحن أكيدين من أن الانتقال سيتم بكل سلاسة ويستمر التحالف كما كان. وختم حديثه بالقول: رحم الله نقد.
وتحدث الأستاذ عصام عبد الماجد أبو حسبو من الحزب الاتحادي الموحد، وقال إن هذه مناسبة جد حزينة تستدعي منا الوقوف اجلالا لفقد رجل عظيم نؤبنه بعد أن غاب عنا في وقت نحن أحوج ما نكون إليه، نترحم على الرجال الشهداء العظماء الذين ذهبوا في ذات الدرب وبذات الدافع والوطنية في هذه المناسبة الحزينة الجليلة. لقد قُدّمت بعبء يحمل تاريخا كبيرا على كاهلي (أشار مقدم البرنامج إلى أبيه السيد عبد الماجد أبو حسبو وتاريخه النضالي) بذكر نضال جيل الرواد الأوائل للحركة الوطنية الذين ما انفككنا نعتز بذكراهم وما قدموه لنا في الحركة الوطنية السودانية التي كانت لها قضية اساسية هي حرية واستقلال السودان وانتظم فيها اليسار واليمين والوسط الى ان حققوا ما ارادوا في 1956م. أود أن استحضر أن أدب التأبين يلتزم بفكرة أساسية هي مناقب وإيجابيات المؤبن ولن يسعفنا الوقت في ذكر كل مآثر الأستاذ نقد، إن وجود الحزب الشيوعي في أي مجتمع حديث هو متلازمة وظاهرة ضرورية لأي مجتمع حديث وباليسار نعني الحزب الشيوعي السوداني مؤسس للحركة الوطنية ودافع لها ومساهم بقدر لا يقل عن رصفائه في الأحزاب الأخرى ولا يصح ان يكون هناك يمين ان لم يكن هناك يسار ونحن الاتحاديون نمثل الوسط. الأستاذ نقد له خاصية أخرى بالإضافة لما ذكر وهو رجل مفكر وهو الوحيد من القادة الشيوعيين الكبار الذين اعتز بحديثي المباشر معهم صحيح كان يسخر من الاشياء لكن فيه من الحكمة ما فيه. في مؤتمر جوبا كان لي شرف أن أجالسه في أوقات كثيرة علمت منه الحس الوطني المتقدم الذي لا يملك اي انسان الا ان ينحني له. لقد امتحن امتحانا عسيرا وظل على راس الحزب يتحمل مسئولية هذا العمل الشاق للفترة الأطول في تاريخ الحزب الشيوعي السوداني منذ أن اغتال نظام نميري قادة الحزب، تقلدها برجولة وحنكة ودراية ووطنية وأعلى ما تكون المسئولية التي جعلت منه قائدا فذا ودونكم هذاالحضور الكريم الذي يعرف مكانته المتقدمة. إنه من الرهبان الذين وهبوا حياتهم وأوقفوها تماما لقضيتهم كغاندي ودون ذلك سقط عنه لم يهتم بحياته الشخصية ولا أسرته نذر حياته للعمل الوطني لا نملك إلا أن نحتذي به مثلا يقدر في العمل القومي وليس فقط اليساري ونترحم عليه وندعو له بالرحمة والمغفرة والقبول.
ثم تحدثت السيدة فاطمة محجوب عثمان شقيقة الراحل الشهيد عبد الخالق محجوب قائلة: دمعة حرى في وداع المناضل نقد: إلى زعيمنا ومثلنا الأعلى وهو يودعنا في رحلة اللاعودة إننا لفراقك لمحزونون، تظلل على مشاعرنا سحابة قاتمة سوداء لكنها لا تحجب رؤيانا عما تركت فينا ان الإنسان اقدر على تخطي الصعاب والوقوف على رجليه وهو اقوى مما كان عليه ذي قبل .. ها انت ايها المناضل الجسور عندما تحملت عبء العمل في ظروف سوداء ودماء رفاقك لا زالت سيلا هادرا، تحديك لهذه العاصفة كان درسا تعلمنا منه الا تهز خطانا ولا يهتز كياننا وتعلمنا منه كيف نتجاوز المحن والاحن ونقف على ارجلنا ونحن اقوى ما يكون، لولاك انت ايها الرجل الفذ وانموذجك الذي كان نبراسا لضاع منا الجسد والعقل. نودعك اخا الشهداء وانت تودعنا لدار القرار ونقسم بالله العظيم وبطهر لسانك وقلبك نحن على الدرب سائرون الى ان نرى شمس الحرية والكرامة في هذا الوطن الحبيب لك من الله الرحمة والغفران ولنا فيك الصبر وما تركته من القيم والمثل العليا وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وهنا قالت الشابة التي تقوم بالربط: لن يفلت المجرمون لن نترك الكيزان يعبثون!!
ثم قدمت الأستاذ إبراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني الذي قال: منذ ثلاثة أشهر استضافتني قناة أم درمان في برنامج “أجندة” وسالني مقدم البرنامج كلمات وجيزة عن الاستاذ الراحل نقد. السؤال لم يفاجئني فطالما تأملت في سيرة هذا المناضل الفذ فأجبت في غير تردد إنه آخر الرجال المحترمين، إنا لفراقك لمحزونون يا نقد، اللهم اغفر له وارحمه مع الأولين واغفر له وارحمه مع الآخرين اللهم اغفر له وارحمه مع الأنبياء والمرسلين، يا أهل السودان المحتشدين في هذا الصيوان نقد رمزكم كما العلم حمل العبء وقاتل وناضل من أجل السودان، وفدى هذه البلاد مرات ومرات قدم لها أغلى ما يملك انضر سنين عمره وحياته عاش عمره كله مطاردا ومختبئا ومتخفيا وهنا وهناك لا هم له إلا السودان وأهل السودان. لا شاغل له إلا البحث عن الحرية والديمقراطية ورفاه شعبه، حرم نفسه من دفء الأسرة والزوجة والولد من يصدق أن نقد الذي قارب عمره الثمانين عاما لم يعرف ترف العيش في المنازل والبيوت والأسرة الا في العام 2005، اختفى كل سني عبود ثم سنين النميري السوداء ثم سنين الانقاذ العجفاء، كل هذه السنين لم يساوم ولم يهادن لم يشتر ولم يبيع ولم يكن ابنا عاقا ولم يكن خائنا ولا سارقا ولا فاسدا، في أقسى الظروف وأحلكها لم يغادر أرض الوطن لم ينزح ولم يلجأ اذ التصق بالأرض حد الذوبان فيها حبا وعشقا للسودان واهل السودان اعطى ولم يستبق شيئا يوم كانت المقاصل والمشانق منصوبة للسودانيين في يوليو 1971م ويوم كانت تقتل الشيوعيين دون فرز كان قدره ان يكون القائد المكلف باسم الشيوعيين لم يرتعد ولم ينكص على عقبيه بل قال انا لها ها هو الحزب الشيوعي الان باق بجهد الرجال امثاله هم على العهد باقون كما قالوا في موكب التشييع اليوم رايات حمراء اكتسبت حمرتها من دماء شهدائهم الغالي عبد الخالق والبقية، كذلك يا نقد نحن زملاؤك واخوتك وابناؤك نحن في حزب المؤتمر السوداني ومؤتمر الطلاب المستقلين نقول اننا على العهد والميثاق حبا لهذه الارض ونرى في موتك عبرة والهاما لا يدانيه الهام فموتك ملهم لنا وروحك هادية لنا ومن مسيرتك نشحذ العزائم ونوقد المصابيح انت باق فينا ما حيينا. لو أن هذه البلاد تعرف أقدار الرجال لأعلنت الحداد لثلاثة ايام ولنكست الأعلام ودوت المدافع. يا بني السودان واهل السودان نقد رمزكم كمكا العلم فقوموا له دقيقة حداد ما دام دولتكم لم تفعلها، وأقول: ان شوارعنا ومياديننا ستحمل اسمه يوما نراه قريبا، لقد صادروا كل شيء لكنهم لم يستطيعوا ان يصادروا اسمك محمد طوبى لك. طوبى لك.
السيد ميرغني عبد الرحمن من الحزب الاتحادي الديمقراطي قال: قال رسول الله انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ونحن نشهد بأن فقيدنا كان يتصف بكل مكارم هو السوداني ود البلد البسيط حسن السيرة والسريرة الشجاع المقدام. عاشرته لفترة من الزمن في سجن كوبر في عنبر واحد هو ورفيق دربه التجاني الطيب وكان معنا د.حسن الترابي وإبراهيم السنوسي فك الله اسره، حفظت له كثيرا من الصفات الحميدة كنا نرتب امر معيشة المعتقلين واخترنا عددا للإمداد بالطعام وأردنا أن نعفيه باعتبار أنه أعزب ولكنه رفض ذلك وأصر بأن يشارك بملاح الكداد الذي كانت تطهوه والدته عليها الرحمة. في إحدى المرات قابلني صباح يوم باكر وقال لي “انت بتشبهنا في حاجات كثيرة في صفاتنا وطبائعنا” قلت له لقد بدات بالأبيض عضوا في حركة حدتو واحفظ كل شعر كمال حليم والابيض كانت تحفظ شعره، وفي الابيض الاميرية كان اساتذتنا وفي المدرسة الثانوية كلهم كانوا من الشيوعيين الذين يقتدى بهم. عندما فتحت ادارة السجن حوش الطوارئ اعتلى منصة المشنقة ومثل دور الرجل الذي ينفذ عليه الإعدام كان موقفا مخيفا تهيبه كثيرون ولكنه كان يعد نفسه لأن يلاقي نفس مصير زملائه عبد الخالق ورفقائه الذين شنقوا. كان له دور واضح في وضع ميثاق التجمع الوطني الديمقراطي في كوبر. الدين النصيحة كما ورد عن رسول الله (ص) وكان لا يتوانى في قولها مهما كلفت من امر كان شجاعا صادقا في قول النصيحة. وقال (ص) الدين المعاملة وكانت معاملته طيبة، في مرة طلب مني مولانا السيد محمد عثمان الميرغني ان اعد طعام الافطار للدكتور الترابي كان صائما واحترت لأني ليست لي أية خبرة في إعداد الطعام ووجدت نقد في المطبخ اعد الفطور له وكان صائما هذه مواقف قل ان نجدها ولكن هذا هو التاريخ لو كتب بشجاعة.أيسال الله ان يتغمده بواسع رحمته رجل ركل زينة الدنيا (المال والبنون) من اجل الوطن والبؤساء والمحرومين ركلها حتى لقي الله سبحانه وتعالى وقد اختاره في ليلة الجمعة وكثير من الصالحين يسألون الله لقائه فيها، نسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يجعله في الفردوس الأعلى.
ثم تحدث د. فاروق محمد إبراهيم الأمين العام للهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات، وقال: لا أظن أني أستطيع أن أضيف شيئا عن شخص الصديق الرقيق الراحل محمد إبراهيم نقد بأكثر من مشهد استقبال جثمانه في المطار والمسيرة الى داره هنا والى مركز الحزب الشيوعي ثم الى مقابر فاروق وهذا الجمع الحاشد، أود أن أشير فقط لنتيجتين لهذا الانعطاف، هؤلاء الموجودون هنا الآن (إشارة للحشد الكثيف في خيمة العزاء) أغلبيتهم ليسوا أعضاء في الحزب الشيوعي. والانعطاف هو رفض السودانيين لدعاوى التكفير. كتب في صحيفة السوداني اليوم د عبداللطيف البوني عن “الرجل الصالح نقد” ويتكلم بمعنى الكلمة. المصلون بمسجد الديوم ونقد نائبها الشرعي، حينما كفر الإمام الشرعي الراحل نقد رد عليه مصلون ونحن نعرف ذلك، الناس يعرفون القرآن وأن دعوى التكفير لا أساس لها في القرآن بتاتا (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) و(وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) والذي أسلم وجهه إلى الله هو الذي يملك زمام أمره ولا يخضع لأي طاغوت وكان نقد مالكا زمام نفسه غير آبه بأي طاغوت، لذلك رفض الناس دعوى التكفير. اليوم في السودان استقطاب واضح فهناك جبهة الدستور الاسلامي وكلنا يعلم انها جبهة المنتفعين بالدستور الاسلامي، ومن جهة أخرى كافة السودانيين المطالبين بالحقوق والحريات. النتيجة الثانية ان هذا مؤشر لمشروع وطني جديد قديم، الحزبين الكبيرين ادوا دورهم في الاستقلال ولم يكن لهم مشروع بعد الاستقلال وحينها فإن المدارس تقدمت بمشروعين: الشيوعيين ومن معهم والأخوان المسلمون ومن معهم، هذان المشروعان تناوبا في السلطة الأحزاب التقليدية كانت في فترة الهدنة تحكم صوريا من تغيير لتغيير، مشروع اليسار كان يقول بالاستيلاء على السلطة للتغيير ةالتجربة برهنت فشل هذا المشروع، نقد والحزب الشيوعي صححوا موقفهم من هذا المشروع وصاروا يدعون للرابط الأساسي الإنساني والروابط القائمة على مواثيق حقوق الإنسان هذا هو التغيير الذي كان يعمل له. مايو التي ابتدأت بالمشروع اليساري ثم انتهت السلطة لزمرة من الانتهازيين وتجار السياسة كانوا يحكمون البلد في نهاية ايام مايو. المشروع الاسلامي الذي اسسه الدكتور حسن الترابي وهو بيننا الآن هذا المشروع الاسلامي قام به ناس مؤمنين وانتهى الى زمرة من الذين يتاجرون باسم الدين واكبر دليل على فشله ان الدكتور حسن الترابي والمؤتمر الشعبي يعمل بجدية وصدق لتصحيح هذا الموقف الآن. البديل قيام نظام ديمقراطي حقيقي كانت العقبة امامه هذين المشروعين، مشروع وطني قديم ولكنه الآن جديد لأن العوائق زالت من أمامه كل قوى الاجماع تقف معه اليوم ويقوم على الحقوق الطبيعية للإنسان وتبادل السلطة بين الناس بينما الحقوق ثابته، الالتزام بها حقوق وحريات هي اساس المشروع الجديد الذي تطور بلادنا في طريقه وقيام الهيئة القومية للدفاع عن الحقوق والحريات انعكاس لذلك فقوى الاجماع اتفقت على قضية الحقوق والحريات لكنهم يريدون ناس التزامهم المطلق بها وقالوا نتفرغ لمواجهة النظام، واستنهاض حركة الشعب للحقوق والحريات والسلام نتركه لهذه الحركة المستقلة هذا الانعطاف الحاد لهذا المشروع لناس جايين من مشارب مختلفة لتحقيق العدالة والحرية في وطنا. وفي النهاية قال: له الرحمة وشكرا جزيلا.
وتحدث السيد جوزيف موديستو القيادي بالحزب الشيوعي بجنوب السودان وقبل أن يعتلي المنصة ردد مذيع الربط: (بكرة الشمس تسطع والكان بعيد يرجع ونوحد السودان القالوا اتقطع) قال مودستو: آتي لكم بتعزية اخوانكم وزملاءكم في جنوب السودان الذين اسسوا تنظيما جديدا اسمه الحزب الشيوعي بجنوب السودان تعزية لعائلة الفقيد المناضل الجسور قائدنا حتى الآن محمد إبراهيم نقد، ولأعضاء واصدقاء الحزب الشيوعي السوداني ونقول لكم ان نقدا لم يمت لأن النضال لا يموت، يعيش نضال الشعب السوداني، ويعيش نضال الطبقة العامة فإنه لا يموت. إن فقدكم وأحزانكم هي احزاننا ولو انتم في مصيبة فنحن معكم. حقيقة البلد اتقسمت كما قال اخونا د بيتر ادوك لأنهم جبرونا دفعونا بالسياسات البطالة التي ارتكبها المؤتمر الوطني السياسات التي تخلي عقيدة الناس في مضايقات وتخلي نسوان الجنوبيين في السجون الجنوبيون تعبوا كثيرا لذلك انفصلوا نحن عندنا ايديولوجية واحدة وتنظيمات مستقلة هي الماركسية اللينينية. الفقيد نقد بالنسبة لنا في الجنوب محبوب جدا واكثر تصويت في جوبا كان له لأنه محبوب والمنا فقده كثيرا. كان ديمقراطيا مهتما بآراء الناس في اي قضية في دارفور الناس هم الذين يأتون بالحلول نفس الشيء في الجنوب كان يسأل أولا الشيوعيون الجنوبيين ما كلامهم في هذه القضية؟ في المؤتمر الخامس ورقة جنوب السودان عملوها الجنوبيين بأنفسهم وتبناه الحزب الشيوعي السوداني. نقد متواضع حينما كنت في اللجنة المركزية لم يكن ابدا رئيسا للاجتماعات. هذا دليل التواضع. وأشاد بالحريات الأربعة وقال إننا نحتاج لحملة كبيرة جدا من القوى السياسية في الشمال والجنوب حولها. وحث القوى السياسية في الشمال خاصة ونشطاء حقوق الإنسان الاهتمام بأوضاع الجنوبيين في الشمال ونصرة حقوقهم التي تنتهك، وقال: نحن معكم في النضال، والنضال مستمر في الشمال والجنوب، ووضعنا هو مثل وضعكم أيضا فهناك شمولية في الجنوب، وسنعمل بأسلوبنا وانتم تجربتكم في الشمال واسعة. في الجنوب لدينا تنظيم للحزب الشيوعي سيعمل من أجل الديمقراطية. نحن معكم ونقول لكم مع السلام.
ثم تحدث الأستاذ سيد أحمد سر الختم عن الحزب الاتحاي الديمقراطي الأصل مندوبا عن السيد محمد عثمان الميرغني، وقال: الحمد لله القائل: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً)، و(وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي وزعامته سيادة مولانا محمد عثمان الميرغني نقف نؤبن اليوم فقيد السودان بأسره وليس الحزب الشيوعي فقط (سؤال من البعض أين كان السيد محمد عثمان؟) كان أبو هاشم حاضرا في لندن وفي السودان في لحظة التأبين كان نجله حاضرا. نشهد للفقيد بالعفة في اللسان والفعل والقول والنضال والصمود في وجه التحديات الكبار، وقاد الحزب في أحلك الظروف في مايو وبعده. لقد فقدنا بالأمس القريب محمد الحسن سالم حميد ثم فجعنا بفقد نقد. نؤكد وقوف الحزب الاتحادي الديمقراطي قيادة وقاعدة مع الحزب الشيوعي من أجل استعادة الحرية والديمقراطية.
ثم تحدثت الأستاذة سارة نقد الله من حزب الأمة القومي (وقبل استلامها المايكرفون ردد مذيع الربط: لو صاح أصحّ من النساوين الرجال، أنثى ولا دستة رجال) وقالت: لأهل السودان جميع نساء ورجال أقول الله يجبر كسركم، وجبرة كسرنا بتبقي يوم يفوتوا الطغاة من وشنا ويوم يتحرر السودان، ويوم يتحقق كل ما ناضل وجاهد وبذل وصبر وغالب أخونا الغالي محمد إبراهيم نقد من أجله. محمد إبراهيم نقد سوداني كامل السودانية والمواصفات وهو مفخرة لكل سوداني وسودانية، كاذب من يقول سمع منه شينة أو كلاما ليس في محله. متواضع وفاهم وعارف وشايل هموم بلده كل هذه السنين لم يذق فيها حلوا، لكن عزاءه أنه في يوم من الأيام ستشرق الشمس وتكون الإنقاذ لا تحكمنا، وأن يصبح صباح يكون فيه هؤلاء الذين كسروا كل أركان الشخصية السودانية وكسّروا كل أركان السودان غير موجودين، ولنبني ما كسروا فنحن محتاجين لتكاتف جهودنا كلنا وأن نرتص صفا واحدا قويا نقلع به هؤلاء ليكون محمد إبراهيم نقد مرتاحا في قبره. أتمنى يكونوا رأوا المشهد الذي فيه أعطى الشعب السوداني محمد إبراهيم نقد قميته وقال له انت في قلبنا كلنا و(حقنا كلنا)، وأنت لم تناضل من أجل سليمان حامد أو بثينة خراساني (أي عضوية الحزب الشيوعي) بل كنت تناضل من أجل حقوق الشعب عامة يتمتع بها كله إذا تحققت. في مشهد اليوم الشعب السوداني بإذن الله رجعت له كل كرامته ونخوته، إنه موقف لي قدام، وبعده (ما يبقى كلام) محتاجين لفعل، كل من خدمهم محمد إبراهيم نقد في حياته لا تكون حسرتهم (فاتت ساكت) نعاهدهم بإذن الله تعالى إن السودان يتحرر للمرة الثالثة والأخيرة بإذن الله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
أخوانا ناس د. بيتر أدوك الذين قطعوا قلبنا بانفصالهم نقول لهم إن الذي بيننا لا يكسره ناس الإنقاذ ولا (يشلعوه) فهو دم ووشائج صحيح كانت هناك مظالم وأخطاء لكن حينما يذهبون سوف نعود وطنا سودانيا بمليون ميل مربع وسوف يعودون ويجد كل حقوقه وكل المواطنين يجدون حقوقهم، لكن هذا يتطلب منا الوقفة الصحيحة لكي تكون ميتة محمد إبراهيم نقد الأيقونة التي نمشي بها إلى الأمام.
كلمة الحبيب الإمام الصادق المهدي في لحظة الدفن في المقابر صباحا لم يسمعها كثيرون لمحدودية المايكرفون ولذلك فقد سلمني الأحباب بمكتبه نسخة من الكلمة سلمتها للجنة المنظمة لتكون ضمن كلمات التأبين. وأقول إن السودانيين في كل المهجر في مشارق الأرض ومغاربها لديهم اليوم خيمة عزاء لمحمد إبراهيم نقد، وقبل أن تنفض نعاهد كل منا الله، والله سوف يسألنا من نضال نقد ماذا فعلنا فيه، وبإذن الله يوم نلتقي أمام الحق عز وجل نكون متذكرين ناس الإنقاذ ولننظر أين سيكونون؟ (في إشارة لأنهم سيكونون في الجحيم) والسلام عليكم ورحمة الله.
وتحدث الأستاذ يوسف محمد زين من الحزب الوطني الاتحادي وقال إن اليوم كان يوم استفتاء أن السودان هو السودان وأن الألوان السياسية مكون لشخص واحد فينا مثله وجسده الأستاذ محمد إبراهيم نقد، إن الحرية التي مات دونها هي نحن ونحن بلا حرية كأننا لسنا أحياء هذاالجمع الكريم لهذا الشعب الكريم يمثل شرفاء السودان ولا ينبغي له أن ينكسر. إن موت نقد ومن قبله وردي الذي غنى لنا وزرع الآمال فينا وغنى للصبح ينبغي أن يكون حاضرا في أنفسنا. وهذا النظام الذي يخاف من الجنازات ويحرسها يجب أن يذهب.
وفي نهاية التأبين الذي اختتم قبل مغيب الشمس بقليل تحدث الدكتور حسن الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي وقال إنه يذكر الله وفي إطار ذكر الموت إننا كلنا راجعون إلى الله عز وجل. في النظام العالمي والوطني ضحايا للاستكبار وعلى الناس أن يعملوا لتحرير أنفسهم من الاستكبار أولا ثم التحرر والحرية، وقد كنت ونقد في شمال السودان جمعتنا المدرسة السودانية التي قدر لها البريطانيون أن تكون بعيدة عن المدن ويعلمون الطلاب بلسانهم الإنجليزي وتقليدهم حتى في الملبس لإخراج جيل جديد واندثار الأجيال القديمة وقدر الله أن أكون ونقد ممن رفض ذلك التطبيع وقد جمعنا هذا الإطار رفضا لإطار الإنجليز الضيق وكنت الأسبق منه في في الدفاع عن هذا الإطار وذهب إلى الشرق من أجل تأسيس إطار جيد يحفظ التوازن في العالم. وقد توثقت بيننا العلاقات وبدأنا إدارة حوار بالرغم من الأفكار التي كانت بعيدة إلا أن نقد من خلال مجادلته لا تشعر بأنك بعيد عنه، والتقينا في الجامعة في السنة الأولى ولكنه تعرض لما تعرض له وخرج من جامعة الخرطوم واتجه شرقا وبالرغم من أنني تعلمت غربا فكان بعدنا من أول يوم ليس بالبعد التقليدي. كانت النخب السياسية التقليدية يومئذ لا تعرف الجنوب وبعض الأحزاب كانت لا تجد ولا حتى مائة من عضويتها من الجنوب ولم تكن أيادي الشمال تمتد لتضم أبناء الجنوب في الوقت الذي كنا نظن بأننا نستمد فكرنا من العالم وليس فقط النظر تحت أرجلنا وتراث أجدادنا كنا نبسط آفاقنا. وجمعتنا مرة أخرى الجمعية التأسيسية لكن فرقتنا مرة أخرى وفي مايو جمعتنا تلك الأيام في غرفة واحدة بالسجن وسوى علاقات الطعام والكلام والأنس كنا نتحاور حوارا عميقا نبدي من خلاله تطورا، الفكر اليساري نفسه بدأ يتطور وتتجلى فيه هذه التطورات وكذلك الفكر الإسلامي الذي ينتسب فيه للسلف المتخلف بدأ كذلك يتطور كذلك. كنت والراحل نعذر بعضنا بعضا ولم تنقطع الزيارات بيننا وقد جمعتنا جامعة التجارب المتطور، كنت أحاور الحزب الشيوعي في فرنسا وبعض من أوربا وغيرها والبعض ينتسبون للإسلام ومنهم سلفيون وتقدميون، الإسلام نفسه تقدم من طوره الأول ولكن حزبنا والحمد لله خرج من هذه العباءة القديمة.
الحياة أصلا تقوم على الحرية في كل شيء، والزواج يقوم على الحرية إلا أن البعض في السودان لا يشاور البنت لأنها لابن عمها، هذا خطأ ولا بد أن يتقدم السودان الذي قال إنه لا يتقدم، إلا أن تعامل جميع السودانيين فيه كشركة مساهمة عامة كل شخص يقدم سهمه متساويا عبر فكره مسألة مطلوبة. التقيت مع نقد قبل اجتماع قوى الإجماع في جوبا وأقربنا إلا أن البعض لا يصدق. عندما تحررنا من البريطانيين كما أحزاب جبهتين نؤمن بالحرية كلها والعدالة بين الناس بالرغم من تغير الطبقات وحتى الأقاليم لا يظلم بعضها الآخر نريد في السلطة نفس هذه المعاني، الذين يقولون هؤلاء لا يؤمنون بالله كاذبون. كان نقد طلب مني تفسيرا للقرآن ليس مثل الذي صدر قبل عدة قرون وهذا هو الذي جعلني اجتهد وأكتب تفسيرا والحمد لله زرته في أيام علته الأخيرة فأنا أقطن معه في حي واحد.
وبمثل الذي قاله ممثل الحزب الشيوعي في جنوب السودان، نحن كذلك في المؤتمر الشعبي في كل ولاية في الجنوب لدينا عدد من الأعضاء فهذه وحدة شعبية لا يمكن قطعها برغم انفصال الجنوب.
إن الطاغوت أصلا لا يجتمع ويؤدي للانفصال، وأمامكم الدول الأوربية بعد صراع طويل بين الطواغيبت فيها توحدت، انهم مزقوا السودان بالرغم من انه كان بالإمكان توحده مع تشد وإثيوبيا وغيرهما. إن الإنسانية أعلى قيمة من الوطنية وصحة العالم أصبحت واحدة الآن وتجارب بلد واحد يمكن الاستفادة منها في كل العالم.
إذا كان الناس يدعون في الجنازة اللهم لا تفتنا بعده فهذا دعاء حقيقي ومطلوب ونحن مطمئنون إلى أن الحزب الشيوعي لا يقوم على التوريث كما تعاهدنا في طرقنا الصوفية ونعوذ بالله من تلك الصورة، نريد ألا تحدث فتنة في السودان بين القوى السياسية وذلك لأن الراحل نقد كان يتفاوض مع الآخر، لا نريد أن تنقطع هذه الصفة غذا لم نستدرك ذلك سنكون صومالا آخر.
وتفاءل الترابي بإمكانية رجوع الجنوب والشمال الى بعضهما مثلما يحدث في الأسرة من طلاق ودعا الله أن يغفر سيئات نقد وقال كلنا خطاءون معددا مآثره وأنه كان طيبا جدا منذ أن عرفته في الثانوي لا يقسو على أحد وكان طيب المعشر وكان متسامحا بدرجة أكبر من المتوسط عند أهل السودان وكان يحاور وداعية إلى فكر حتى يمد الناس بأفكاره على الطريقة العالمية.
وقال: لا يحسب أحد أن الحزب الشيوعي سينهار لأن ذلك ليس صحيحا، هم بدلوا اقتصاد الغرب واعتدل حتى كاد يتساوى في الميزان والعالم يحتاج للتوازن، والأمم المتحدة الآن فيها نظم وسلطاتها لا تسمح لأي قطر في العالم أن يظلم شعبه وهي فكرة واحدة لكل المستضعفين في الأرض، إن الوحدة الحقيقية الشعبية أصلا لا يمكن أن تفصل. وقال إن السودان يسير الآن إلى الخلف بدليل تقطيع السكة الحديد والطوائف تقطعت وذلك لعدم توفر العدالة، إن مهمتنا ليست إسقاط النظام فقط ولكن بناء البيت من جديد الأمر الذي لا يتأتى إلا بتجميع كل الناس مع بعض كما جرى من حولنا في الثورات العربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.