اندلعت اشتباكات بين جيشي السودان وجنوب السودان في عدد من المناطق الحدودية المتنازع عليها انتهت إلى سيطرة الجيش الشعبي على حقل هجليج النفطي. واتهم كل من الجانبين الاخر في تصريحات صحفية الاثنين بالمسؤولية عن بدء القتال الذي يأتي قبيل اسبوع من من زيارة مرتقبة للرئيس السوداني عمر البشير الى جوبا لعقد قمة مع رئيس جنوب السودان تهدف الى خفض التوتر بين البلدين، وألغيت على إثر ذلك الزيارة المزمعة. ووصف متحدث باسم القوات المسلحة لجنوب السودان في جوبا لبي بي سي الاشتباكات بأنها أكبر مواجهة منذ انفصال جنوب السودان في يوليو 2011م. واتهم رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت الطائرات والقوات البرية السودانية بالقيام بعدة هجمات الاثنين على عدد من المواقع في مناطق حدودية غنية بالنفط في جنوب السودان. وقال سلفا كير لدى افتتاح اجتماع للحزب الحاكم في العاصمة الجنوبية عصر أمس “هذا الصباح جاءت القوات الجوية (السودانية) وقصفت … مناطق في ولاية الوحدة” مشيرا الى ان هجوما للقوات المسلحة السودانية وميليشيات قد اعقب هذا القصف العنيف.واكد سلفا كير ان قوات جنوب السودان ردت على الهجوم واجتازت الحدود للدخول الى الاراضي السودانية وسيطرت على حقل نفط اهليلج الذي يطالب به الطرفان. “مواجهات محدودة” من جهته قال الصوارمي خالد سعد المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية إن اشتباكات وقعت في المناطق الحدودية بين ولاية جنوب كردفان وولاية الوحدة في جنوب السودان، بيد انه لم يحدد بدقة المواقع التي وقع فيها القتال.ووصف المتحدث السوداني الاشتباكات بأنها “مواجهات محدودة” وقعت بين الجيشين على طول الحدود المشتركة. واوضح المتحدث باسم جنوب السودان فيليب اغوير أن المواجهات ظلت متواصلة حتى قبل ساعة من هبوط الليل، مؤكدا سقوط ضحايا فيها بيد انه لم يحصر عددهم قائلا ” لا نملك كل المعلومات. وآخر اتصال كان صعبا جدا فلا تزال المعارك مستمرة”. وكانت العلاقات بين البلدين تدهورت منذ يناير 2012م بعد خلاف على الصادرات النفطية لجنوب السودان والرسوم التي تأخذها حكومة الخرطوم مقابل استخدام انابيب النفط لتصديرها، وقد اضطرت جوبا اثر ذلك الى ايقاف انتاجها النفطي الذي يمثل 98 في المئة من عائداتها. من جهتها تأكدت (حريات) إن هجليج تم السيطرة عليها بالكامل وتم إخلاء العاملين في حقل البترول السودانيين إلى خارج البلدة. وفي سياق متصل اعلنت الحكومة السودانية مساء الاثنين 26 مارس عن تعليق زيارة الرئيس السوداني عمر البشير لجوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان والتي كان من المقرر ان يقوم بها يوم 3 ابريل القادم، وذلك على خلفية الاشتباكات بين قوات البلدين التي اندلعت في بعض المناطق الحدودية. وقد قال الحاج آدم نائب الرئيس السوداني في حديث بثه التلفزيون السوداني: “لا حديث عن زيارة او اتفاقيات او تفاوض مع جوبا الى حين انجلاء الوضع الامني في منطقة هجليج” الواقعة بولاية جنوب كردفان السودانية والتي شهدت الاشتباكات بين القوات السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان. وطالب نائب الرئيس السوداني سلطات جنوب السودان بان تقوم بتنمية بلادها بدلا من الدخول في صراعات مسلحة، مؤكدا ان الاعتداء على هجليج يوضح عدم وجود ارادة سياسية لدى الجنوب للتعايش السلمي مع السودان. هذا وكان من المقرر ان يزور عمر البشير جوبا ليلتقي مع سلفا كير ميارديت ويناقش معه اتفاقية الحدود والاتفاقية حول تسوية اوضاع السودانيين داخل البلدين. الزيارة التي دار حولها لغط كبير داخل الحزب الحاكم وفي البرلمان. فقد أكد البرلمان أن سفر رئيس الجمهورية لدولة الجنوب حوله محاذير أمنية، إلا أنه رجع وأكد أن الجهات الأمنية هي التي تحدد السفر من عدمه، وأكّد هجو قسم السيد نائب رئيس المجلس الوطني، عدم وجود مخاوف من سفر االمشير عمر البشير الى دولة الجنوب، وقال: لا نتخوّف من سفره ونرجو أن يتم خلال الزيارة اتفاق يخدم البلدين. وقال هجو للصحفيين أمس، انه ليست للجنوب مبررات لاعتقال الرئيس، فضلاً عن عدم عضويته في الجنائية، وأكد الثقة في الجنوب، وأضاف أن جوبا لن تقدم على خطوة كهذه لجهة أنها بمثابة إعلان حرب، وأكد هجو أن أجهزة المؤتمر الوطني ومؤسساته وافقت على زيارة البشير للجنوب، ولفت إلى أن تصريحات د. قطبي المهدي القيادي بالوطني في الخصوص رأي شخصي وليست رأي الحزب.كل ذلك حتى جاء انفجار الحرب أمس ليضع حدا فاصلا لهذا اللغط ويلغي الزيارة. هذا، وأرسل مكتب الإعلام الخاص بالحركة الشعبية في جوبا نشرة إعلامية حول إعلان احتلال هجليج مدعما بالصور التي تعبر عن فرحة أعضاء الحركة لحظة إعلان سلفا كير عن الخبر.