ما حدث في هجليج مرفوض وهو إعتداء وليس تمردا لا مبرر له في ظل المناخ الذي ساد في أعقاب ما تم في أديس أبابا بين وفدي دولتي السودان وما تم بعد ذلك في الخرطوم إبان زيارة وفد حكومة الجنوب بل أننا ضد الحرب والعنف من حيث المبدأ. واضح من المعلومات التى توافرت وجود مراكز قوى في الحزب الحاكم في الجنوب تريد أن تجر حكومة دولة الجنوب في حرب الخاسر الأول فيها شعب جنوب السودان نفسه، لذلك كنا ومازلنا مع الحراك السياسي السلمي الذي نرى أنه الطريق القويم لمعالجة كل القضايا الخلافية بعيداً عن الحرب والعنف. إننا نثق في قدرة القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى في التصدي لأي عدوان يستهدف أمن وإستقرار البلاد ولكننا في نفس الوقت لن نيأس من الدعوة للحوار خاصة مع أهل الداخل من السودان الباقي سواء من دارفور أم جنوب كردفان أم النيل الأزرق. نعلم التعقيدات الناجمة من علاقة الحركة الشعبية السياسية الشمالية القديمة مع الحركة الشعبية وجيشها لذلك قلنا إن على الحركة الشعبية الشمالية التحول كلية إلى حزب سياسي ومعالجة أوضاع قواتها في إطار إتفاق سياسي شامل نرى أن يكون ضمن الاتفاق السياسي القومي الذي يمكن أن يتم في الداخل وبضمانات شعبية وليس في أديس ولا الدوحة ولا نيروبي ولا في أي مكان خارج السودان. إن الأحزاب والفعاليات السياسية والمجتمعية السودانية لديها من الحس الوطني والوعي بمجمل التحديات التى تواجه البلاد ما يجعلها حريصة على هذا الإتفاق السياسي القومي الممكن وهو في جميع الحالات أقل كلفة من الحرب التى جربنا خسائرها بلا طائل. كل ذلك لا يجعلنا نقفل باب الحوار مع حكومة الجنوب- إذا جنحت للسلم- ليس من أجل سواد عيون الحزب الحاكم الذي يعاني من ذات أمراض الأحزاب الشمولية الحاكمة وإنما من أجل المواطنين البسطاء في الجنوب الذين دفعوا ثمن الحرب ومازالوا يدفعون ثمن الحماقات السياسية الخاسرة، ومن أجل مواطنينا أيضاً لان الفيهم مكفيهم. إننا لن نمل الدعوة والتبشير والسعى لتحقيق الحل السياسي السلمي القومي لاقتناعنا بأنه لابد من السلام وإن طال السفر.