أولا لابد من طرح السؤال الجوهري والملح : من هو الشعب السوداني أصلا ؟ .. هل هو تلك الفئة/ الغالبة / الصامتة/ المغيبة/ المكتوية بلظى النظام جوعا وفقرا وتشريدا ونزوحا ولجؤوا .. تلك الفئة التي تقطعت بها سبل الحياة في واد غير زرع وقذفت بها خارج دائرة العصر ويكابد منتسبوها مشقة البقاء وشظف العيش معا ؟ ..أم أن الشعب السوداني هو تلك الفئة الغارقة في غيبوبة جعلت منها جموعا المجيشة من المضللين والهتيفة والمعتوهين من النفعيين والمرتشين و أصحاب المصالح الشخصية واللحي العارية والذقون المتدلية والأصوات العالية في التكبير والتهليل والتلويح بالعصا أو الأصبع السبابة والمسبحين – ليل نهار – بحمد الانقاذ وبركاته التي لا تنتهي .. أولئك المحتشدين – في غيرما وعي – لاستقبال مشيرهم الهارب من العدالة الدولية وأفراد عصابته أينما حل بهما زمان أو مكان ؟؟. طرح السؤال بهذه الصيغة يعني أن هناك فئتين من شعب إهتزت قيمه الرواسخ وأصاب زلزال ثوابته المعروفة و تمزقت أوصال بنائه القيمي والاخلاقي .. فئة يتحدث باسمها النظام ويدعي انها ( شعب السودان ) حينما يتعلق الأمر بحماية النظام والتغني بأمجاده ومنجزاته التي لا تحصى بل والدفاع عنه والموت من أجله والتضحية بالروح والدم من أجل سواد عيون كل فرد من أفراد عصابته الانقلابية .. وبالمقابل هناك فئة لا تجد من يتحدث باسمها .. الفئة الصامتة والتي يوم أن تتكلم فان الأرض حتما ستهتز تحت أقدام هذه العصابة الانقلابية التي خلطت الأوراق وشوهت الحياة وضيعت الوطن وتوهت الشعب وأدخلت الكل في متاهات التيه والضياع المتجه الى نفق بلا مدى ولا ضوء في نهايته . انها الانقاذ ياسادتي . وان كنا – ولسنوات وسنوات – قد شرقنا وغربنا بالملايين في مراكب الغربة وحار دليلنا .. فان هناك من لا يزال يعيش منا داخل حدود ذلك الوطن المختطف منذ أكثر من عشرين عاما ولكنه أكثر احساسا بالغربة منا مكابدا للأمرين .. وتلك لعمري هي أقسى أنواع الغربة وأكثرها مرارة وايلاما وحرقة .. وتلك هي حالة يعيشها اليوم الملايين من أبناء السودان وهم في أحضانه وعلى ترابه وبين أهلهم وذويهم . ويقفز في الختام – ونحن نتحدث عن حالة من يزدادون إحساسا بالغربة كل يوم وهم داخل وطنهم – السؤال المنطقي بشقيه المتلازمين : من هو الشعب السوداني ؟ .. ومن يحق له التحدث باسم هذا الشعب يا ترى ؟. خضرعطا المنان [email protected]