تأجل إفتتاح مصنع سكر النيل الأبيض من يوم الخميس إلى موعد يحدد لاحقا بعد إفتضاح خديعة إدارة المصنع بتعبئة سكر مصنع كنانة في جوالات عليها علامات المصنع الجديد . وكان من المقرر ان يفتتح يوم غد المشير عمر البشير ومعه ممثلو (56) دولة اسلامية موجودون حالياً بالسودان في إطار اجتماعات البنك الإسلامي للتنمية الذي ساهم ب (63) مليون دولار في تكلفة المصنع . وقبل أشهر من الإفتتاح إكتشفت إدارة المصنع أن الشركة الهندية التي إستجلبت منها برنامج التشغيل وكيلة لشركة امريكية وتلتزم بالتالي بالعقوبات الامريكية المفروضة على حكومة السودان . وأخفت الإدارة المعلومات عن مجلس إدارة المصنع ومجلس الوزراء وحاولت حل المشكلة عن طريق (الفهلوة ) والاستهبال ، وحينما عجزت وازفت مواعيد مراسيم الإفتتاح قررت إستخدام الخداع ، فاستجلبت سكر من شركة كنانة وعبأته في جوالات عليها علامة مصنع سكر النيل الأبيض لإيهام عمر البشير والضيوف بتشغيل المصنع ، ولكن بعض العاملين بالمصنع سربوا أمر الخديعة مما أدى إلى إلغاء الإفتتاح وإلى إستقالة وزير الصناعة عبد الوهاب عثمان أمس . ورفض المشير عمر البشير إستقالة الوزير ، ربما في إشارة إلى ان (الخداع) ممارسة معتادة لدى مسؤولي النظام و( شقي الحال يقع في الفضيحة) ! ووجه جهاز الأمن الصحف في الخرطوم مساء أمس بعدم نشر المعلومات عن (الفضيحة) والإكتفاء ببيان وزارة الصناعة والقرار الجمهوري بتشكيل لجنة تحقيق . جدير بالإشارة ان تغيير برنامج التشغيل يكلف ملايين الدولارات ، وكان متاحاً منذ البداية لإدارة المصنع معرفة ان الشركة الهندية التي تتعامل معها تتبع لشركة امريكية ، ولكن إدارات الإنقاذ تهتم بالعمولات أكثر من إهتمامها بالمعلومات .