رغم اننا قلنا هذا الكلام عدة مرات الا اننا لا بد ان نعيده مرة اخرى ومرات بمناسبة منتدى الصحافة والسياسة الذي نحرص على حضوره منذ ان اسسناه نحن مجموعة من الصحفيين من مختلف الوان الطيف بالتنسيق مع مكتب الامام الصادق المهدي ابتدأ بحضور محدود قبل ان يتحول الى ملتقى فكري جامع يعقد دوريا بمنزل الامام الصادق بحي الملازمين بامدرمان وبرعاية كريمة من اسرته . الامام كعادته في المنتدى ابتدره بكلمة تشخيصية حول الوضع السياسي الراهن بين فيها مواقع الخلل الفكرية والسياسية والاقتصادية‘ولعل المدخل الاهم في هذا التشخيص هو اشارته الى ان نظام الحكم الحالي – رغم التحسينات(الظاهرة)التي اجراهاخلال السنوات الاخيرة- الجملة الاعتراضية من المحرراستنسخ النظام الشرق اوسطي في الحكم والنتيجة دولة الحزب الواحد المسيطر. نبه الامام في هذا الجانب الى ضرورة الاستجابة لنداء البحر الميت الذي اصدره نادي مدريد الداعي لاجراء حوارات بين الحكام والمعارضين للاتفاق على برناج اصلاح سياسي يكفل حقوق الانسان والحريات العامة ويحول دون الانفجارات التي تهدد السلام والاستقرار. اننا في السودان الباقي اكثر حاجة للاستجابة لهذا النداء خاصة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن في ظل استمرار النزاع مع دولة جنوب السودان بتداعياته السالبةعلى بلدي السودان ‘ بعيدا عن الكيد السياسي واسلوب فرق تسد الذي لم يثمر في تحقيق اغراضه. آن الاوان كي تتجه الحكومة بجدية اكثر نحو الحوار مع الاحزاب والفعاليات السياسية والمجتمعية دون استثناء حزب الحركة الشعبية(الشماليه) ان جنح للسلم وتم الاتفاق على تسوية اوضاع قواته المسلحة وفق النظم المتبعة في مثل هذه الحالات‘وان تصدق النوايا ويجد العون لتحقيق تسوية سياسية شاملة. التسوية السياسية الشاملة تستوجب استعجال قيام الملتقى السياسي الجامع الذي لم نمل الدعوة اليه لبلورة ما تم الاتفاق عليه في اتفاقات ثنائية مع الاحزاب والفعاليات السياسية كل على حدة ‘ وصياغتها في اتفاق سياسي شامل حول اجندة قومية يتم بموجبها استكمال السلام في دارفور وتحقيقه في جنوب كردفان والنيل الازرق والاتفاق على ابيي بعد ذلك يمكن الاتفاق على حكومة انتقالية لفترة محدودة وبمهام معروفة في مقدمتها الاتفاق على دستور متراضٍ عليه من اهل السودان والتحضير لانتخابات ديمقراطية يتم بموجبها التداول السلمي للسلطة يقراطيا بعيدا عن كل مظاهر العنف والاحتراب.