اعتبرت صحيفة ( الاندبندنت ) البريطانية أمس الاحد أن احتمالات نشوب حرب حدودية واسعة النطاق بين السودان ودولة الجنوب تضاءلت على ضوء إعلان دولة جنوب السودان الجمعة سحب قواتها المتواجدة في منطقة هجليج المتنازع عليها. وأشارت الصحيفة إلى البيان الصادر عن حكومة جنوب السودان والذى تعهدت فيه بأنها ستقوم بعمليات “إنسحاب منظم” من منطقة هجليج ، التي احتلتها الأسبوع الماضي ،تنتهي في غضون ثلاثة أيام ،وذلك استجابة منها لمناشدات الأممالمتحدة والمجتمع الدولي بضرورة نزع فتيل الازمة بينها وبين الخرطوم . وأضافت ( إن الهدف من وراء قيام جوبا بهذه الخطوة يعكس رغبة حكومة الجنوب في خلق مناخ مناسب لإستئناف الحوار ، بينما تتناقض الخطوة في الوقت ذاته بشكل صارخ مع تعهد الرئيس السوداني عمر البشير بتحرير الجنوب الذي استقل عن الشمال بفضل دعم شعبي واسع النطاق قبل أقل من عام ) . ورأت الصحيفة أن وصف زعماء حزب (ىالمؤتمر الوطني ) الحاكم بالسودان للجنوبيين ب ( الحشرات ) أدى إلى تصاعد حدة الحرب الكلامية بين الدولتين ” .ونوهت إلى أن الرئيس السوداني عمر البشير لا يزال مطلوبا حتى الأن من قبل المحكمة الجنائية الدولية على خلفية اتهامه بإرتكاب جرائم حرب ، كما أن انقسام السودان تسبب في نشوب النزاعات الحدودية ومنها النزاع داخل منطقة أبيي المتنازع عليها والتي احتلتها قوات الشمال في العام الماضي في تحد للاتفاقات الدولية . وتناولت الصحيفة ما أشار إليه العديد من المراقبين الدوليين حيال تجاهل حكومة جنوب السودان للعديد من الاستفزازات من قبل السودان ومنها قصف اهداف مدنية داخل الحدود الجنوبية وشن هجمات مسلحة داخل أراضيها. وكشفت الصحيفة النقاب عن أدلة حصلت عليها العام الماضي حول حدوث إخفاقات خطيرة من جانب بعثة الأممالمتحدةبجنوب السودان أدت إلى عدم توفير الحماية الكاملة للمدنيين الذين يتعرضون لهجمات من قبل القوات السودانية ، مشيرة إلى دعوة رئيس الجنوب سيلفا كير لمراقبي الأممالمتحدة بأن يتوجهوا لمنطقة هجليج .