* من الواضح بعد زحف القوات المسلحة وقوات الدفاع الشعبي صوب هجليج من أجل استردادها من المحتلين الجنوبيين قد لخبط حسابات حكومة الجنوب وقيادات الحركة الشعبية وبدأت لهجتهم تتغير من التشديد علي عدم الانسحاب إلى الانسحاب المشروط وأخيراً للانسحاب المهادن ولقد استمعنا لتصريحات نيال دينق نيال وزير خارجية دولة جنوب السودان عقب اجتماع سلفاكير بجوبا بوزير الخارجية المصري والذي أشار إلى أنهم يمكن أن ينسحبوا من هجليج ولكن انسحابهم لا يعني تنازلهم عن تبعية هجليج للجنوب وكان صوته في الجزء الأول عالياً وفي الفقرة الأخيرة خافتاً. * واذا حاولنا أن نؤكد علي ما ذكرناه بالاسطر اعلاه نجد أن الرئيس الجنوبي عقب تلقيه الاتصال الهاتفي من الأمين العام للأمم المتحدة ومطالبة بان كي مون بالانسحاب الجنوبي الفوري من هجليج قال سلفاكير أنه ليس موظفاً يعمل تحت مارة الأممالمتحدة أو الولاياتالمتحدةالأمريكية وانه يرفض الانسحاب من هجليج بل انه يطلب من حكومة السودان سحب جيشها من ابيي أوانه سيقوم باحتلالها كما احتل هجليج. * ثم توالت التصريحات منخفضة تدريجياً مع توزيع للأدوار والأمكنة فعندما بدأت القوات المسلحة وقات الدفاع الشعبي استعداداتها لاسترداد المنطقة وبعد أقل من 48 ساعة من تصريحات سلفاكير المشار إليها صدر هذه المرة ما أطلق عليه (البيان الرئاسي) وأعلن من داخل سفارة جنوب السودان بنيروبي وجاء في البيان: (يمكن أن يحدث مثل هذا الانسحاب إذا التزمت الأممالمتحدة بنشر قوات محايدة في هجليج يمكنها أن تظل بالمنطقة إلى حين التوصل لتسوية بين الطرفين). * وبعد يوم صدرت تصريحات من مندوبة دولة جنوب السودان بالأممالمتحدة جاء فيها: (جوبا تدعم دعوة الأممالمتحدة لإنهاء القتال ومستعدة للتفاوض). * ثم بعد يوم بعد أن كثفت القوات المسلحة وقوات الدفاع الشعبي استعدادها لاسترداد هجليج ربط وزير إعلام دولة الجنوب انسحاب بلاده من هجليج بشروط هي وقف الهجمات الجوية والبرية وانسحاب القوات السودانية من ابيي ونشر مراقبين دوليين على طول المناطق المتنازع عليها لحين التوصل لاتفاق حول ترسيم الحدود. * ويوم أمس الثلاثاء قال الناطق باسم الجيش الشعبي : (إذا تقدمت القوات السودانية نحو هجليج فإننا مستعدون للرد عليها). * وتأكيداً لان الجيش الشعبي بدأ تنفيذ سياسة الأرض المحروقة بهجليج لإدراكه بان إخراجه منها أصبح مسألة وقت ووقت قصير جداً فقد أشار الناطق باسم جيش الجنوب إلى أن الحرائق مازالت مشتعلة في حقل نفطي بضاحية هجليج بعدما اندلع علي حد زعمه يوم أمس الأول الاثنين نتيجة قصف الطيران السوداني وكما أوردنا بنقطة نظام أمس نقلاً عن مصادر عسكرية مأذونه عليمة فان القوات السودانية لم تقم حتى الآن بأية عمليات قصف داخل المناطق البترولية ومدينة هجليج وأنها تزحف نحو المنطقة من كافة المحاور وأن هذه التصريحات تهدف لتبرير ما قد يكون ارتكبه الجيش الشعبي بهجليج وقد أوردنا بالأمس انه قام بنهب نصف مليون جالون جازولين من هجليج وأرسلها للجنوب الذي يعاني من أزمة بترولية خانقة خاصة في العاصمة جوبا. وكما قلنا فإن الجيش اذا قام بتخريب المنشآت النفطية السودانية بهجليج فإنه يكون قد فتح بابا جهنم لحرب بترولية لن تبقي ولن تذر ولا ننسي أن السودان يعلم كل شاردة وواردة عن آبار ومنشآت النفط بالجنوب والتي كان يملكها كاملة قبل التوقيع على اتفاقية السلام ولقد أعطت الجنوب نصف إنتاجها في الفترة الانتقالية ثم الآبار والمنشآت النفطية الواقعة في أراضيه بعد الانفصال وحتى 9/7 الماضي. * أردت أن أقول بان على أبناء الشعب السوداني أن لا يتعجلوا أو ييأسوا ويثقوا تماماً أن قواتهم المسلحة ستقوم باسترداد هجليج والمسألة لم تصبح استرداد هجليج فحسب بل قفل كل المنافذ والثقرات التي يمكن أن تؤدي لمثلما حدث لهجليج.. والذي يعيد قراءة التصريحات التي أشرنا إليها يمكن أن يحس بحجم ما تقوم به القوات المسلحة من استعدادات ومعارك من خلال التصريحات المتخبطة والمتناقضة لقادة الجنوب . وكانوا قد أعلنوا قبل عدة أيام أنهم اسقطوا طائرة ميج (29) وقد استفسرت يومها الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة والذي نفي هذا الأمر جملة وتفصيلاً وبالأمس عادوا الرواية الأولي وذكروا أنهم اسقطوا طائرة عسكرية ميج (22 بولاية الوحدة واتصلت مساء أمس بالناطق الرسمي باسم القوات المسلحة وقالي لي أنه وبالمصادفة يجلس إلى جانبه قائد القوات الجوية ولم يبلغ بفقدان أية طائرة وأضاف بان مثل هذه التصريحات تجئ من بابا الحرب النفسية والانصرافية. *وسألته عن مزاعم حكومة الجنوب بقصف الطيران لمعسكر تابع للأمم المتحدة فأجاب بأن هذه مجرد فرية وأن معلوماتهم أن حكومة دولة الجنوب قد استجلبت بعض (الخواجات) وقامت بهذه التمثيلية لتخفيف الضغط الدولي والإقليمي عليها والمطالب لها بالانسحاب الفوري من هجليج. ونلاحظ أن هناك محاولات مستميتة من جانب حكومة الجنوب لتخفيف الضغط وزحف القوات المسلحة تجاه هجليج. وبالأمس أفادني قيادي مسيري كبير أن الجيش الشعبي حاول أمس الدخول للموقع الوحيد جنوب بحر العرب الذي تسيطر عليه الحكومة بتنفيذ هجوم كبير وقد اشتبك معهم فرسان من المسيرية واستشهد أحدهم وهو (محمد عبد الله حريكة آدم) وجرح (29) وتم نقلهم لمستشفي المجلد. نقطة النظام: قلنا ونكرر أن المخطط كبير وخطير وقد استلفت انتباهي أمس تقرير أخباري مصري وجاء فيه ما يلي: مصر: مخطط أمريكي – إسرائيلي لإشعال حرب بالسودان البشائر: أكدت لجنة الشئون العربية في مجلس الشعب المصري خلال اجتماعها أمس برئاسة جمال حنفي وكيل اللجنة وجود مخطط (أمريكي إسرائيلي) لإشعال حرب بين شمال وجنوب السودان. وقالت اللجنة إن هذا المخطط يرمي للسيطرة علي مناطق النفط المشتركة بين البلدين، مشيرة إلي أن الدعم الأمريكي الإسرائيلي الكامل لحركات التمرد في السودان كان وراء الدفع بهذه الحركات. وأضافت اللجنة: ذلك التحرك يهدف لمساندة الجنوبيين علي احتلال منطقة إنتاج النفط في منطقة هجليج لضرب اقتصاد شمال السودان في مقتل، حيث يمثل إنتاج النفط من هذه الحقول المورد والأهم للاقتصاد السوداني. وحذرت لجنة الشئون العربية في مجلس الشعب المصري من وجود هدف آخر إستراتيجي لأمريكا وإسرائيل في المنطقة وهو خلق منطقة صراع واسعة جنوب مصر بصورة تهدد الأمن القومي المصري لشغل القوات المسلحة المصرية بتأمين أمنها القومي في الجنوب أكثر من المنطقة الشمالية الشرقية علي حدودها مع إسرائيل. انتهي – وقلنا ونكرر أن المخطط الماثل لا يستهدف حكومة أو حزب حاكم بل يستهدف الوطن كله تقسيماً واستيلاءً علي ثرواته والمطلوب أن نتناسى خلافاتنا الحزبية وأن نوحد جهودنا لرد الخطر الماثل والذي لن تفرق نيرانه بين حاكم ومعارض وحسنا فعل قادة المعارضة بإعلانها أمس الأول سودانية هجليج ومطالبتهم لحكومة الجنوب بسحب قواتها من المنطقة ونأمل أن تتلوها خطوات لجمع الصف الوطني وتوحيده لمواجهة المخاطر المحقة بالبلاد والتي يعتبر احتلال هجليج مجرد بداية لمخطط شرير يستهدف ابتلاع السودان كله. نقطة النظام الثانية: شر البلية ما يضحك.. فبالرغم من الاعتداء الجنوبي الصارخ علي الأراضي السودانية فقد كشف المجتمع الدولي والذي تقود مجلس أمنه الدولي في الدورة الحالية الولاياتالمتحدةالأمريكية وتترأسه سوزان رايس المعروفة بعدائها السافر للسودان وموالاتها غير المستترة لجنوب السودان إذ ساوي مجلس الأمن الدولي بين المعتدي والمعتدي عليه ولنطالع معاً هذا التقرير الذي وصلنا في الساعات الأولي من صباح اليوم حول مخرجات اجتماع مجلس الأمن الدولي حول الحرب الحدودية الدائرة بين السودان وجنوب السودان بعد احتلال الجنوب لهجليج السودانية: مجلس الأمن يناقش فرض عقوبات علي السودان وجنوبه الأممالمتحدة: رويتر قالت المندوبة الأمريكية في الأممالمتحدة سوزان رايس أن مجلس الأمن الدولي ناقش أمس الثلاثاء إمكان فرض عقوبات علي السودان وجنوب السودان ما لم يضع البلدان حداً للاشتباكات الحدودية التي يخشي أن تتصاعد إلي حرب شاملة بينهما. وفي إطار الاشتباكات استولت قوات جنوب السودان قبل أسبوع علي حقل هجليج النفطي من السودان الأمر الذي أدي إلي تفاقم الأزمة. وأكد مجلس الأمن الدولي من جديد دعوته إلي وضع نهاية "كاملة وفورية وغير مشروطة" للقتال ووقف الغارات الجوية التي تقوم بها القوات السودانية وانسحاب قوات جنوب السودان من هجليج وقالت رايس للصحفيين "ناقش أعضاء المجلس سبل ممارسة نفوذ المجلس لحمل الطرفين علي تنفيذ هذه الخطوات ومن بين ما شملته هذه المناقشات إمكان فرض عقوبات." ولم تذكر رايس التي ترأس مجلس الأمن لشهر ابريل نيسان مزيدا من التفاصيل بشأن العقوبات التي قد يفرضها المجلس وقالت "عبر الأعضاء عن قلقهم البالغ بشأن الموقف وهم ملتزمون بالقيام بكل جهد ممكن لإقناع الطرفين بوقف العمليات العسكرية والعودة إلي طاولة المفاوضات" وعبرت مندوبة جنوب السودان في الأممالمتحدة أنييس أو سواها عن أملها في أن يساعد العمل الدبلوماسي في منع نشوب حرب لكنها حذرت من أن بلدها لن يتخلي عن أراضيه وقالت للصحفيين "لن نبادر بالهجوم لأننا دعاة سلام لكننا سندافع عن أراضينا" واتهم جنوب السودان الخرطوم بشن غارات جوية علي مناطق نفطية في ولاية الوحدة الجنوبية. ونفي السودان أنه شن أي هجمات جوية لكنه قال أن قواته البرية هاجمت مواقع المدفعية الجنوبية التي أطلقت النار علي الشمال. نقلاً عن صحيفة أخبار اليوم 18/4/2012م