“أنا أتشرف بالتواصل المستمر مع شريحة الشباب بالحزب، وأحرص على العلاقة الجيدة معهم، وأستخدم من أجل تحقيق هذا الهدف كل وسائط الاتصال المتاحة خاصة الإلكترونية، كما أحرص جداً على التشاور معهم وتبادل وجهات النظر حول مجريات الأمور الحزبية والوطنية” هذا الاقتباس منقول من نص حوار مع الصديق الأستاذ حاتم السر أحد أبرز قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، أجرته معه صحيفة الاهرام اليوم السودانية.وقد أسعدني هذا الحديث لأنه يوافق رأيي الذي عبرت عنه مرارا وتكرارا.فبغير مشاركة حقيقية فاعلة من القطاعات الحية وعلى رأسها الشباب والطلاب والمرأة لن تستطيع أحزابنا السياسية وفي مقدمتها حزب الحركة الوطنية الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، أن تجدد أجهزتها وتفعل مؤسساتها وتتصدى للقضايا الكبرى التي تواجه الوطن. من متابعتي لما بذله شباب الحزب الاتحادي الأصل أثناء خوض الصديق القيادي الأستاذ حاتم السر الانتخابات الرئاسية الأخيرة كمرشح للحزب لرئاسة الجمهورية وما بذله شباب الحزب ، فقد كانت مساهماتهم كما قال هو عنها تجربة ثرية و ذكية، حيث كان الشباب في الساحة وتصدوا لحمل المسؤولية وأدوها على خير وجه وبذلوا كل جهد ممكن رغم شح الإمكانيات وضآلة الموارد. فالقيادات الشبابية من الجنسين كانت أكثر حركة وديناميكية من غيرهم من قيادات الفئات والقطاعات التي تتشكل منها مؤسسات الحزب. يصدق هذا في العاصمة وفي غيرها من الولايات التي اتيح لنا زيارتها.فقد كانوا الأكثر جهدا في حشد الطاقات والأعرف باستخدام الموارد المحدودة في إطار العمل الجماهيري ، والاقدر على التواصل مع مختلف الفئات بما لديهم من مبادرات وملكات لاتتوفر لغيرهم. أنا من أنصار المزاوجة بين حكمة الشيوخ وحماسة الشباب في كل الأحزاب السياسية السودانية، بشرط ألا تكون حكمة الشيوخ قيدا على الاستفادة من مبادرات الشباب ، وبحيث لا يتجاوز الشباب بحماستهم الحكمة التي تراكمت للقيادات عبر سنوات من العمل.المسألة في رأيي تحتاج لثقة ولحسن ظن متبادل ولترتيبات تنظيمية تضبط العلاقات بين المستويات والأجهزة الحزبية المختلفة باعتبار العمل السياسي في إطار المؤسسات الحزبية من أهم أنواع تواصل الأجيال، حتى تبقى هذه المؤسسات حية وفاعلة في المجتمع. يلاحظ من المتابعة والنظر في تجربة الأحزاب السياسية السودانية أن التشظي والانقسام الذي أصاب معظمها ، هو في أغلب حالاته صراعات وخلافات شخصية بين القيادات التاريخية من الأجيال السابقة التي شاخت وتقدم بها العمر ، وقد فشلت إزاء هذا كل الجهود التي بذلت لتوحيد الفصائل التي خرجت عن أحزابها ولم شملها في كيان موحد.وربما يتيح فتح الأبواب للشباب للمشاركة في العمل السياسي ولتولي مراكز المسئولية، فرصة لتجاوز المرارت بين القيادات التاريخية ، ولمعالجة هذا الداء الذي استشرى في أحزابنا فيفلح الشباب فيما عجز عن تحقيقه الشيوخ!