نتابع بقلق تداعيات الحرب اللعينة التي فرضت علينا نتيجة العدوان الغاشم عى هجليج وهو عدوان استنكرناه وادناه منذ ساعات الاعتداء الاولى وساندنا قواتنا المسلحة التي تصدت ببسالة في الدفاع عن ارض الوطن‘ لكننا في نفس الوقت اكدنا حرصنا على عدم استمرار الحرب وتوسيعها لاننا خبرنا اثارها السالبة من قبل بلا طائل. اننا ندرك ان هذا القتال كتب علينا ولكننا ندرك ايضا انه كره لنا كما قال جل جلاله في محكم التنزيل : كتب عليكم القتال وهو كره لكم‘لانه سبحانه وتعالى انما جعلنا شعوبا وقبائل لنتعارف لا لنتعارك ونتنازع خاصة مع الجيران الذين لابد من الحرص على حسن جيرتهم فما بالكم بالذين كانوا جزءا منا وخرجوا من رحم السودان الكبير . لذلك فاننا نؤيد ما جاء في بيان حزب الامة القومي الذي صدر امس الاول حول تداعيات هذه الحرب اللعينة وسبل محاصرتها‘ ونناشد الاسرة الدولية التحقيق في العدوان على هجليج والاعتدءات الاخرى والزام المعتدي بدفع التعويضات للمتضررين والمساهمة في اعمار المناطق والمنشآت التي دمرتها الحرب. نرى في نفس الوقت ان اعلان حالة الطوارئ فى الولايات الحدودية مع دولة جنوب السودان يضر بمواطنينا خاصة اولئك الذين يعتمدون في حياتهم الاجتماعية والاقتصادية على التداخل والانتقال في غالب اشهر العام الى داخل دولة جنوب السودان‘ونطمح في ان يعلو صوت العقل لتمكين المواطنين في هذه المناطق من ممارسة حياتهم في امن وامان بعيدا عن النزاعات الفوقية المفروضة عليهم. في ذات الوقت نرى العودة الى نهج التهدئة واعادة الاوضاع الى حالتها الطبيعية بدلا من تصعيد حالة التعبئة والحشد السياسي والاجتماعي والنفسي دون ان يعني ذلك التفريط في حقنا في التصدي لاي عدوان او المطالبة بالحقوق والاستحقاقات التي تضمن حسن التعامل بين بلدينا‘ ونرى ضرورة عدم استغلال حالة الاستنفار حال استمرارها في التضييق على الحريات او التعدي على حقوق المواطنين لان ذلك يزيد من حالة الاختناقات والتوترات وربما النزاعات المكلفة بلا طائل. نبارك ايضا مبادرة حزب الامة القومي الداعية لعقد مؤتمر سلام شعبي تتنادى له الاحزاب والفعاليات السياسية والمجتمعية في بلدينا بما في ذلك الحزبان الحاكمان هنا وهناك لبناء آلية شعبية تحمي السلام والاستقرار في بلدينا وبينهما. نرى ايضا بل قبل المؤتمر الشعبي ضرورة تأمين وصول الاغاثات الانسانية للمتضررين بمن فيهم المتضررون في جنوب كردفان والنيل الازرق واستعجال الاتفاق على المسائل العالقة لتامين السلام والاستقرار في بلدي السودان وعدم العودة مرة اخرى الى جحيم الحرب.