.. الثالث من مايو من كل عام ، يوم عزيز على الصحافة والصحفيين فى كل العالم . فهو اليوم العالمى لحرية الصحافة الذى أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة لرفع الوعى وتعزيزه بأهميّة حرية الصحافة . ولتذكير الحكومات بهذا الإلتزام الذى يتمثّل فى صون الحق فى حرية الرأى والتعبير المنصوص عليه فى المادة 19 من اإعلان العالمى لحقوق لإنسان . وهو يوم هام وخاص جدّاً للصحفيين فى أفريقيا ، يحييون فيه الذكرى السنوية لإعلان ويندهوك (1991 )،الذى يعتبر بمثابة بيان مبادىء أسسية لحرية الصحافة فى أفريقيا . فيما يحتفل العالم و المجتمعات الصحفيّة من حولنا بهذا اليوم الهام فى تاريخ البشريّة ، يتم قهر وقمع الصحفيين والصحافة الحرّة فى بلادنا بمختلف الأشكال . وتزداد وتيرة حملات إنتهاكات حرية الصحافة والتعبير بصورة مضطردة . ومازال جهاز الأمن يمارس الرقابة على الصحف (قبليّاً وبعديّاً) . فتمنع مقالات قبل النشر. وتصادر صحف قبل التوزيع و تغلق دور صحفيّة بقرارات أمنيّة جائرة . وهاهو جهاز الأمن يتمدّد فى ما تبقّى من مساحة للحريّت الصحفية وحرية التعبير ، فيصدرالأوامر الأمنية بمنع عدد من الصحفيين والصحفيات من الكتابة . هذا الواقع المزرى يشكّل خطورة على حرية لصحافة و التعبير . و يفضح إى إدعاءات تطلقها الحكومة أو أبواقها الإعلامية بإحترام حرية التعبير و الصحافة فى السودان . فى مثل هذا اليوم الخالد ، لاسبيل سوى المزيد من النضال للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير لإنتزاع الحقوق . ولا مناص من سد الصفوف الصحفية وتكثيف حملات مناصرة حرية الصحافة والتعبير بمختلف الأشكال . و ثقتنا فى شعبنا كبرة و فى طلائع الصحفيين و الصحفيات فى منظمات مجتمعهم المدنى . و حتماً سننتصر لقضيّة حرية الصحافة والتعبير .والتحيّة لكل القابضين والقابضات على جمر القضيّة .وهذا الصمود و التصدّى فى مواجهة الإنتهاكات ، سيتراكم و ستندلع نار الحريّات الصحفية من لهيب المقاومة الباسلة .و حتماً،ما ضاع حق وراءه مطالب .