اليوم الثالث من مايو.. هو يوم غير عادي في حياتنا نحن الصحفيون ولذا اقطع تسلسل التناول الذي تبع قراءتي للترجمة التي قام بها الزميل سيف الدين عبد الحميد لكتاب دكتور فرانسيس دينق السودان وحافة الهاوية.. لأقف عند الثالث من مايو اليوم العالمي لحرية الصحافة. انا في صف المخلص من أى ديانه يتعبد في الجامع او في الشارع فكلا الاثنين تعذبه الكلمة والكلمة حمل وأمانة انا من صف المخلص مهما أخطأ فالكلمة بحر يركب سبعين مساء حتى يلد اللؤلؤ ان في صف التائب مهما كان الذنب عظيما فطريق الكلمة محفوف بالشهوات والقابض في هذا العصر على كلمته كالممسك بالجمرة استدعيت كلمات أحمد عبد المعطي حجازي من قصيدته دفاع عن الكلمة في الثالث من مايو.. اليوم الذي كرسته الأممالمتحدة للوقوف على حرية الصحافة.. استدعيت رؤية شاعر لعظم شرف الكلمة التي قال عنها صلاح عبد الصبور جل جلالها.. وطافت بذهني كلمات نابليون عندما اطلقها صادقة ( اني اخاف صرير الاقلام اكثر من دوي المدفع). استدعيت هذه المعاني مثلما استدعى ذاك المؤتمر الذي عقد عام 1991 بمدينة وندهوك مقررات الأممالمتحدة متمثلة في اعلان حقوق الانسان في مقررات اليونسكو وهم يناقشون الهم الصحفي في افريقيا وخرجوا باعلان وندهوك الحاوي على ثمانية عشر بنداً غطت كل جوانب متاعب هذه المهنة الرسالة. حرية.. الكلمة.. ذات جرس خاص.. جملة وقفت عندها الانسانية وكثرت حولها التعريفات والمفاهيم.. وظلت هى الغاية والوسيلة معاً وشكلت محوراً لكل النشاط الانساني على ظهر هذه الارض. الحرية قيمة انسانية مطلقة.. قيمة يقاتل من اجلها الفرد وتقاتل دونها الجماعة وتناضل من اجلها الأمم والشعوب وحرية التعبير تأخذ ركناً بارزاً في حياة الانسان إذ ان قيمة التعبير هى التي تجدد درجة الوعي بالانسانية والاحداث والمخاطر وتشكل اولى خطوات العلاج. جميل ان تخصص الأممالمتحدة يوماً عالمياً لحرية الصحافة والاجمل ان تنطلق فكرة اليوم من مؤتمر عقد في مدينة وندهوك بناميبيا يناقش قضايا الصحافة في افريقيا.. قضايا الصحافة بكل عناصرها.. عنصرها البشري الصحفيون وحقوقهم في التدريب وفي حرية التعبير والحركة وفي علاقاتهم بأنظمة الحكم المختلفة وفي عنصرها الصناعي في مدخلات الطباعة والورق وأجهزة جلب المعلومات وجمع المواد. على مدى العشرين عاماً الماضية يمر الثالث من مايو ونتحدث عن حرية التعبير وعن حقوق الصحفيين ولكن تتزايد حالات القهر والاعتداء على حرية التعبير وحرية الحركة للصحفيين.. وفي هذا اليوم تعقد الاحتفالات وتنداح الخطابات من على المنابر وما زال الصحفيون لا سيما في العالم الثالث يعانون ويساقون الى المعتقلات بلا محاكمات. بمناسبة هذا اليوم يسأل جميع الصحفيين في السودان عن زميلهم جعفر السبكي الذي ظل في المعتقل قرابة الخمسة اشهر بلا محاكمة.. نسأل الجميع عن أى ذنب ارتكبه سوى انه صحفي.. يلتزم بشرف الكلمة وقدسية الخبر. في الثالث من مايو اليوم العالمي لحرية الصحافة اتقدم بتحياتي الحارة لجميع الصحفيين والصحفيات الذين يلتزمون شرف الكلمة وقداسة الخبر. هذا مع تحياتي وشكري