وأنت لا زلت فى مكانك ترتدى الزى العسكرى الملئ بالنجوم والنياشين تخطب و(تجلط) وترقص، ويغنى لك (المسطحون) .. دخلوها وصغيرها حام .. ويهتف لك الأرزقيه والمطبلاتيه ويوهمونك بأنك مؤيد من الشعب وأنه راض عنك، والشعب مريض ومنهك وجوعان. ومعلومه بيع (الكليه) ليس مقصود بها (المخاطب) الذى ادمن الأستبداد والطغيان ولا الطبيب الذى أجرى العمليه ولا (السماسره)، الذين يتاجرون فى اعضاء البشر ومن بينهم سودانيين كثر، فهؤلاء جميعا ضحايا انظمه فاسده جعلت همهم كله منصب فى جمع المال وفى طلب المتعه والحياة السهله بكل الطرق وبشتى الوسائل، والمقصود الحقيقى هو (ضمير) المثقف والمفكر والسياسي والشباب وطلاب الجامعات، اضافة الى من يدعون علاقة تربطهم بالله ودينه، وهم يعلمون أو لا يعلمون قد خسروا دنياهم وآخرتهم لأنهم يؤيدون رئيسا يحكم بلدا قسمه الى نصفين قاصدا متعمدا ثم فتت الباقى وجوع شعبه وأهانه وأذله حتى يضطر احد مواطنيه (البسطاء) الأنقياء، أن يأتى بأبنه الى بلد آخر ويبيع كليته بمبلغ 10 الف جنيه (مصرى) فقط .. لا 10 الف دولار، لكى يعيش بها باقى اخوته لعدد محدود من الأيام، بينما الأرزقيه (والمصلحجيه) ومطبلاتية النظام مشغولين بتنظيم الأحتفالات فى مصر ولبنان بعودة (هجليج) من قبضة أخوتنا فى الجنوب الذين اضطروهم لأختيار الأنفصال ولرد العدوان. هذه (الوطنيه) عندهم .. تعنى الاساءة (للجنوبى) وكل صاحب بشرة سمراء بأنهم (حشرات)، وتعنى الأحتفال الزائف المكذوب باستعادة (هجليج) .. الوطنيه عندهم تعنى العنصريه البغيضه ومن عجب أن اغلب من يردد تلك العبارات العنصريه هم من يعانون منها فى بلاد أخرى وهم اصحاب (الأنوف) الفطساء الذين لا يتشرف كثير من (العرب) العاديين بسفرائهم ضمن المدعوين فى مناسباتهم الخاصه أو العامه، بل يضطرون لذلك مجاملة وكنوع من الترضيه أو الطمع فى ارض أو مشروع استثمارى، يحصل من خلاله المسوؤل (المدعو) على اتاوة ورشوه قبل أن يبدأ المشروع وزقبل أن تعد دراسة جدواه؟ وهذه عينه للذين يطبلون لنظام الفساد ولرئيسه الذى فصل وطنه الى جزئين ولا زالت يده تعمل على تفتيت ما تبقىمن أجزاء الوطن. أحد الشعراء .. أى والله (شاعر) فى احدى دول المهجر قرأ قصيدة احتفالا بعودة (هجليج) قال فيها: جينا من مليون مربع!! وهو يقصد انه جاء من وطن كانت مساحته مليون ميل مربع، أظن (الشاعر) المحترم لم يعرف بعد أن خريطة وطنه اصبحت مثل (الفستان الكلوش)!! وفى امارة خليجيه ظهرت لافته خلف (المسرح) الذى تقام فيه احتفالية (هجليجيه) مكتوب فيها بالبنط العريض: ” أكسح .. أمسح”! لا أدرى ماذا تقول الأجيال القادمه بعد 10 أو 50 سنه على الأكثر عن مثل هؤلاء؟؟ ماذا تقول الأجيال القادمه التى اشعر منها (بالخجل) ومن (الآن) حينما تعلم بأن (رئيس) دولتها فى يوم من الأيام كان مرحب به فى (ايران) ومدعو لزيارتها بينما رفضت زيارته (امرأة) افريقيه هى رئيسة (ملاوى)!! آخر كلام:- . اذا كانت تلك (وطنيتكم) فأنى برئ منها ولا علاقة لى بها، فهى تذكرنى بطرفة كانت تكتب على (سبورة) ملاعب كرة القدم السودانيه، مثل (الوطن ضد الأتحاد) أو (المهديه ضد الحريه) .. ففرحتكم الزائفه هذه ضد (وحدة) السودان وضد بناء علاقات طيبه وحميمه مع أخواننا فى (الجنوب) وهم اخواننا ابى من ابى وتنكر لذلك من تنكر من اصحاب (الأنوف) الزنجيه الفطساء الذين يظنون بأنهم عربا خلص! . يبيع أب كلية ابنه بعشرة الف جنيه مصرى بسبب (الحاجه) فى دولة (الزكاة)، وفى وقت لا يمنح فيها المرضى المسافرين للخارج عملات صعبه الا بصعوبه، يحصل (تبع) النظام وأزلامه على الاف الدولارات من أجل قضاء شعر العسل (الثالث) فى منتجعات وشواطئ الدول الأجنبيه! [email protected]