حذرت منظمات غير حكومية في جنوب السودان الثلاثاء من ان ابناء السودان وجنوب السودان الذين نزح الالاف منهم بسبب النزاع الحدودي بين البلدين، يواجهون حاليا موسم الامطار الذي قد يحول الوضع من (ازمة) الى (كارثة) . وأضافت أن الأمطار الموسمية الوشيكة في السودان وجنوب السودان سوف تزيد الظروف السيئة سوءاً في مخيمات اللاجئين، إذ ستقيد السفر والنفاذ، وترفع مخاطر الإصابة بالأمراض. فالأمطار، التي بدأت تهطل في بعض المناطق بالفعل، سوف تجعل العديد من الطرق غير قابلة للاستخدام، وتحبس البعض في مناطق غير مستقرة، وتعمق من أزمة الجوع الحالية. ويتوقف إنقاذ حياة الناس في تلك المناطق بحسب المنظمات على توفير نفاذ واسع ومستقر للمساعدات، وحرية الحركة للمدنيين، وإمكانية زراعة محاصيل العام الحالي، ولن يتحقق ذلك بشكل كامل إلا بوقف الأعمال العدائية بين الدولتين، وداخل كلٍ منهما. ينبغي على المانحين أن يزيدوا مرونة التمويل من أجل ضمان تمكن الوكالات الإنسانية – بما فيها الأصغر حجماً والوطنية منها – من الاستجابة للاحتياجات العاجلة، والمتزايدة. وقال جونسون بياموكاما عضو منظمة اوكسفام غير الحكومية، وهي احدى المنظمات الانسانية الخمس التي اطلقت هذا التحذير بشان الوضع في السودانين (نحن الان ننتقل من ازمة الى كارثة) . والمنظمات الاربع الاخرى هي كريستيان ايد وانترناشيونال ريسكيو كوميتي وريفوجيز انترناشيونال وسايف ذي تشيلدرن . واضافت هذه المنظمات في اعلان مشترك ان (الامطار الموسمية المتوقعة في السودان وجنوب السودان تزيد الوضع الكارثي بالفعل سوءا في مخيمات اللاجئين وتحد من حركة التنقل وتزيد خطر انتشار الامراض) . وتتوقع ، عن ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ، أن يؤدي استمرار عدم الاستقرار في الولايتين، إلى عدم استطاعة الكثيرين أن يزرعوا بذورهم، وهو ما قد يؤدي إلى نقص حاد في الغذاء، في وقت لاحق من السنة. كذلك يمنع انعدامُ الأمن الأطفالَ من الذهاب إلى المدارس. لذلك، فهناك حاجة ماسة للنفاذ إلى كل المناطق قبل أن تزيد الأمطار من صعوبة الوصول بالمساعدات إلى الكثير من المجتمعات. لقد دفع النزاع والجوع في جنوب كردفان والنيل الأزرق أعداداً قياسية من السكان إلى عبور الحدود، حيث تقدر أعداد اللاجئين، من الولايتين في إثيوبيا وجنوب السودان بنحو 151,000 لاجئ. وفي مايو، وصل، في يوم واحد، إلى معسكر ييدا بولاية الوحدة بجنوب السودان، 700 لاجئ؛ وذلك مقارنةً بمتوسط 287 في اليوم في أبريل، و83 في فبراير ومارس. تلك الأعداد الأخيرة ارتفعت بإجمالي عدد اللاجئين في ييدا إلى نحو 30,000 لاجئ، مما زاد الضغط على الوكالات التي تعاني أصلاً للتكيف مع ضغوط المياه، والصرف الصحي، والعنف، والصحة الإنجابية، وحماية الأطفال. وقال بياموكاما ان (الامطار المقبلة يمكن ان تجعل حياة اللاجئين غير محتملة وتجلب معها خطر الامراض الناجمة عن المياه). واضاف (على العالم ان يعي الكلفة الحقيقية للنزاع على الاشخاص الذي عانوا بالفعل من الحرب لسنوات طويلة). وحذرت الاممالمتحدة ايضا الثلاثاء من تدهور اقتصادي في جنوب السودان والذي سيكون مدمرا جدا في الاسابيع او الاشهر المقبلة . وحذرت المنسقة الانسانية في الاممالمتحدةلجنوب السودان ليز غراندي ان (عدد الاشخاص الذين سيحتاجون الى مساعدة عاجلة سيزداد اذا لم يستأنف انتاج النفط). والنفط يشكل مع الخلاف الحدودي صلب التوترات بين الشمال والجنوب منذ استقلال جوبا. وورث جنوب السودان ثلاثة ارباع موارد نفط السودان مع انفصاله عن الشمال، لكنه يرتهن للبنى التحتية الشمالية للتصدير. وبسبب عدم التوصل الى اتفاق حول رسوم عبور النفط بين البلدين، يعمد الشمال الى سحب قسم من النفط الخام الذي يعبر اراضيه. ودليلا على الاستياء، اوقفت جوبا انتاج النفط في يناير. وتقول الاممالمتحدة انها لا تزال بحاجة الى 500 مليون دولار لتمويل انشطتها في جنوب السودان. لان الحاجات المالية، بحسب لويز غراندي، ستنمو اكثر اذا لم يستانف الانتاج النفطي. وقد ادى اقفال صنابير النفط الى شح في السيولة في الجنوب ودفع الى ارتفاع التضخم. ففي السوق السوداء، يجري التداول بسعر الدولار مقابل خمسة جنيهات جنوب سودانية مقابل 3,5 في يناير . وقالت غراندي (مع تدهور سعر العملة (…)، يزداد سعر المواد الغذائية — وفي بعض الاماكن، نشهد زيادات حتى 300 في المئة) . وفي مطلع مايو، طلبت الاممالمتحدة من جوبا والخرطوم استئناف المفاوضات الاربعاء على ابعد تقدير لحل خلافاتهما. لكن على الرغم من ان المعارك هدات على الحدود المشتركة، فان مصادر ميدانية تعتبر ان المحادثات لن تستانف قبل اسبوع على الاقل .