نور الدين بريمة… بدءا اؤكد عدم قبولي لعمليات التخريب والدمار واهدار الارواح وجرح الانفس من دون وجه حق في أي مكان وزمان كان، وما اعظم الامر عندما يكون في حقول العلم والمعرفة والاستنارة، لذا اعرب عن بالغ اسفي لما دار في جامعة نيالا يومي 15 و 16 من هذا الشهر لهذا العام، مما ادت الى جرح حوالي ثمانية عشر طالب وطالبة، واحراق مقر طلاب المؤتمر الوطني ودراجتين بخاريتين …. نعم هذا امر مؤسف بحق وحقيقة على الرغم من رأيي في المؤتمر الوطني الذي اوصل البلاد الى ما نحن فيه الآن … لم تمض أيام من تلك الاحداث وبالضبط في يوم 21 من هذا الشهر والعام، علمنا ان مجلس عمداء جامعة نيالا اصدر قرارا قضى بموجبه فصل خمسة عشر طالب وطالبة فصلا نهائيا، وثلاثة اخرين تم فصلهم لمدة عام، الامر الذي يدفعك الى التوقف خاصة اذا وقع القرار بين يديك… اولا: القرار غير ممهور بتوقيع مدير الجامعة ولا أي مسؤول رسمي، وليس به خاتم يؤكد رسميته وتبرئته للزمة، فبالله عليكم كيف تحكمون؟ في ظل كثرة وانتشار مراكز الطباعة والتصوير التي تتوافر عندها بعض شعارات المؤسسات؟ مما تسهل عمليات التزوير، افيدوني افادكم الله … آه ثم آه ويا حليل زمان الخدمة المدنية التي تحفظ وتعرف الحقوق والواجبات. ثانيا: من المعروف ان أية قضية مهما صغرت اوكبرت، سيما وانها متعلقة بمصير وحياة طلاب، كالذي حدث بجامعة نيالا، وما اتخذه مجلس عمدائه من قرار، ومن البديهي كان ينبغي ان يتم اخضاع ما حدث الى لجنة تحقيق، ثم من بعد ذلك يمكن للجامعة ان تتخذ قرارها استنادا الى نتائج لجنة التحقيق، الامر الذي يدفعني الى التساؤل: هل تم اخضاع هؤلاء الى التحقيق؟ ومتى؟ وكيف؟، واذا لم يتم ذلك الا يعد هذا القرار باطلا من الناحية القانونية يا اهل القانون؟ …. معليش هذا مجرد سؤال يا ناس … خاصة وان القرار اشار الى أن بعض الطلاب كانوا يحملون الاسلحة داخل الجامعة، هل هذا وحده كافيا؟ وكيف عرفتم واثبتم ذلك؟ ام انكم اخذتم الناس بالشبهات. ثالثا: لماذا لم تجيبو على التساؤل التالي: لماذا وصل الطلاب الي الحال الذي هم فيه الآن؟ اليس لغياب اتحاد الطلاب بالجامعة، وغياب الخطاب والفاعليه السياسية، بل والاسوأ من ذلك غياب الحوار الفكري لدى الطلاب وقياداتهم دور في ذلك؟ نعم هذا صحيح واضيف اليه واقول ان ادارة البلاد بطريقة الاقطاعيات وغياب المؤسسية في الادارة وغيرها من الاسباب الاقتصادية والاجتماعية، كلها اسباب دامغة ودافعة لما حدث بالجامعة. رابعا: اقول لاخوتي الطلاب عليكم الانتباه الى انفسكم لان ما يدور من صراع يجب علينا ان نضعه في اطار الصراع مع المركز والهوية، التي يجب علينا جميعا وبمختلف تبايناتنا السياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها ان نتحاور ونجد صيغة مثلى للتعايش ومعرفة العدو الحقيقي، الذي ظل يعمل بسياسة فرق تسد، واضرب العبد بالعبد، فعليكم ان تفيقوا اخوتي من سباتكم العميق، وتلتفتوا الى ما تعيشه دارفور من ازمة، لنعمل جميعا من اجل ايجاد الحلول ومحاربة العدو الحقيقي وكلكم تعرفونه جيدا، وارجو ان تفتحوا منابر للحوار والنقاش الفكري الناعم والبناء بدلا عن المخاشنة بالسلاح والايدي. خامسا: اقول لاساتذة الجامعات خاصة في ولايات دارفور ترووا وارفقوا في اتخاذكم للقرارات واجعلوا الحوار والنقاش سبيلا بينكم وابنائكم الطلاب، لان الخاسر الاول والاخير هي دارفور، وبالله التوفيق نور الدين بريمة [email protected]