كشف عضو المجلس الوطني إسماعيل حسين بصالون الراحل سيد أحمد خليفة عن منع وفد بقيادة وزير الطرق والجسور الاتحادي من الدخول في مثلث حلايب من قبل القوات المصرية التي أشهرت في وجهه السلاح، ولفت الى شروع ثلاث شركات أجنبية في التنقيب عن اليورانيوم بالمثلث لمصلحة مصر. وسبق لحريات ان نشرت فى 4 أكتوبر ان حكومة المؤتمر الوطنى قامت بشطب مثلث حلايب من السجل المدني القومي حيث فوجئ عدد كبير من سكان حلايب المطرودين من المثلث ان سلطات المؤتمر الوطني لا تعترف بوجود المثلث بكامله داخل الاراضي السودانية. فقد تقدم هؤلاء للسجل المدني يطلبون بطاقتهم الالكترونية وسجلوا في صدق وامانة ان موطن ميلادهم وسكنهم هو مدينة حلايب. وكانت المفاجأة ان كامل المثلث في شمال شرق السودان غير موجود في السجل المدني القومي السوداني وطلبت السلطات من المتقدمين لطلب التسجيل ان يختاروا اي موقع جنوب المثلث كميناء اوسيف او دنقناب او بورتسودان. وسبق ان تابعت حريات أيضا تصاعد دعوات “الخديويين الجدد” لاعادة احتلال السودان حيث نشرت حديث الكاتب الإسلامى المصرى محمد مورو ودعواته لإعادة احتلال السودان اذ كتب بصحيفة الدستور في عموده ( نحو الهدف) بتاريخ الاحد 17 يوليو : (... الحل الوحيد الممكن والمتاح ، والذي بديل عنه في هذا الصدد ، هو توحيد مصر والسودان بالسلم او بالحرب ) كما قال المرشد العام للاخوان المسلمين محمد بديع في خطابه بمسجد عصر الإسلام بالاسكندرية 29 مارس ( ... إن البشير رئيس السودان اخبره انه طلب من مبارك زراعة القمح في السودان فرفض وقاله له أمريكا تزعل مني ، وأضاف بديع إن البشير طلب زراعة القمح حتى لا تستورد مصر القمح من أمريكا وأيضا لفتح مجال استثمار في السودان إلا انه رفض...) .كما ذكر توفيق عكاشة اعلامى مصرى فى 5 أبريل انه لا يوجد شعب اسمه الشعب السوداني !! وإن السودان جزء من مصر ، وانه لا توجد دولة اسمها السودان ولا شعب يسمى الشعب السوداني .وقال ان حدود مصر (الحقيقية) من الاسكندرية وحتى الحبشة ، وتشمل السودان ، وكذلك جزء من ليبيا . وتتآمر سلطة المؤتمر الوطنى مع هذه الدعوات الإستعمارية والتى صارت عملية وليس مجرد دعوات . ويواجه نظام البشير المترع بالكراهية لشعبه هذا الإستعمار بقصف المدنيين فى السودان والسكوت عن احتلال حلايب بل ومكأفاة المستعمرين بالتبرع (250) ألف فدان من أراضي الولاية الشمالية لمستوطنين مصريين ظناً منه انه سيستقوى على شعبه بهم ويجد مهرب من حصار إنتفاضات أهل الهامش وإتهامات المحكمة الجنائية خصوصاً مع تزايد احتمال صعود ( الاخوان المسلمين) للسلطة في مصر. ولأن البشير تطارده كوابيس قتل الأطفال فى دارفور ودماء الأبرياء وظلم شعبه يعتقد بنفسية المرعوب ان دعم مصر سيكون له تأثير فى معركته مع شعبه والعالم .كما لايجد حرج من أن يرقص فى هجليج على أنغام “دخلوها وصقيرا حام” والجيش المصرى يحوم ويمنع دخول السودانيين لأراضيهم بقوة السلاح. وسبق وكررت ( حريات) مراراً بان زمن الغزوات الاستعمارية انتهى ، وأكبر مؤامرة على الشعب المصري زجه في مغامرة بالسودان ، تستنزف دماءه وموارده ، وفي المقابل فان من مصلحة الشعبين السوداني والمصري تأسيس علاقة تكامل تنبني على النزاهة والندية وعلى تحقيق المصالح المشتركة للشعبين معاً . وفي غياب مثل هذه العلاقة فان الشعب السوداني قادر على مقاومة المخططات الاستعمارية مهما اتخذت من أغطية وشعارات .