"بناء الدولة وفق الأسس العلمية".. كامل إدريس يدعو أساتذة الجامعات للاسهام في نهضة البلاد وتنميتها    الجيش السوداني: كادوقلي تصد هجوم متمردي الحركة الشعبية    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    مونديال الأندية.. فرصة مبابي الأخيرة في سباق الكرة الذهبية    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    أكثر من 8 الاف طالب وطالبة يجلسون لامتحانات الشهادة الابتدائية بسنار    كيف تغلغلت إسرائيل في الداخل الإيراني ؟!    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    أردوغان: الهجوم الإسرائيلي على إيران له أهداف خبيثة    المتّهم الخطير اعترف..السلطات في السودان تكشف خيوط الجريمة الغامضة    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    فيكم من يحفظ (السر)؟    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حقائق جديدة أخري ومثيرة حول شريط فيديو ( عمر البشير يجلد الفتيات في السودان ) , وحول مسيرة الثلاثاء النسائية التي قمعها نظام الانقاذ ؟
نشر في حريات يوم 15 - 12 - 2010


مقدمة ! ….
ذكرنا في مقالة سابقة , أن ويكيليكس السودانية أنزلت ( يوم الاربعاء 8 ديسمبر 2010 ) في موقع اليوتيوب الالكتروني بالشبكة العنكبوتية شريط فيديو ( 130 ثانية ) لعملية تنفيذ حكم بالجلد لشابة سودانية , بعد ادانتها بجريمة الأفعال الفاضحة ( لبس بنطلون ؟ ) ! كما نشرت ويكيليكس السودانية هذا الفيديو , علي بعض مواقع الانترنيت السودانية ( الراكوبة اكثر من 96 الف مشاهد ) , وعلي بعض مواقع الجرائد والمجلات العالمية , ومررته لقناة الجزيرة مباشر , ولبعض القنوات العالمية , بما في ذلك محطة
CNN
التي عرضته بدورها ! وصادف نشر هذا الشريط احتفال المجتمع الدولي باليوم العلمي لحقوق الانسان ( الجمعة – 10 ديسمبر 2010 ) , مما اعطاه قيمة أضافية ؟
عم شريط الفيديو القري والحضر , من استوكهولم الي راس الرجاء الصالح , ومن القامشلي الي أسوان !
المشاهدون من غير السودانيين ( المتعاملون مع الانترنيت – والذين يعتبرونه من ضروريات الضروريات كالماء والهواء ) كانوا أضعاف أضعاف من شاهد شريط الفيديو من السودانيين ( الذين لم يتعودوا علي الانترنيت بعد – والذين يعتبرونه من كماليات الكماليات , تماما كالكسرة … أو كما قالت عنقالية سودانية بخصوص الكسرة في سودان الانقاذ ؟ ) .
وضرب المجتمع الدولي أخماسه في أسداسه !
ويمكنك ان تصدق او لا تصدق جريدة لو فيجارو الفرنسية ( عدد الثلاثاء 14 ديسمبر 2010 ) , التي حكت أن مراهقة فرنسية في مدينة ديجون الفرنسية , قد توترت عند مشاهدة شريط الفيديو , وجلد وصراخ الفتاة , فلم تتمالك نفسها , بعد ان ركبها الخواجة ( الجني ) , فقامت بتهشيم جهاز الكومبيوتر امامها بيديها المجردتين , مما استدعي نقلها للمستشفي للعلاج !
هؤلاء القوم لا يصدقون ان هكذا ممارسات يمكن ان تقع في نهايات العقد الاول من القرن الحادي والعشرين !
نصحت جريدة لو فيجارو الفرنسية الرئيس البشير بأن يصرف النظر , بعد حادثة شريط الفيديو , عن احتمال تجميد أمر قبضه الصادر من محكمة الجنايات الدولية , لمدة سنة قابلة للتجديد ! أكدت جريدة لو فيجارو أن حكومة ساركوزي سوف تسقط في نفس اليوم الذي توافق فيه علي هكذا تجميد ! وسوف يقذف المجتمع المدني الفرنسي بالرئيس ساركوزي وحكومته الي مزبلة التاريخ , اذا تجرأت حكومته علي الموافقة علي تجميد امر قبض الرئيس البشير !
أذن … باي باي لتجميد أمر قبض الرئيس البشير !
هذا من اول واهم تداعيات نشر شريط فيديو الفتاة المجلودة !
الرئيس البشير اصبح العدو نمرة واحد لنساء اروبا وامريكا !
نساء اروبا وامريكا يعتبرون الرئيس البشير قدو قدو بلاد السودان !
ولكن حمالة الحطب , هيلري كلينتون , مقيدة اليدين بحبال وجنازير الاستفتاء ! سوف تتمسكن هيلري الي ما بعد الاستفتاء ! سوف تكبت غيظها , وتعض علي اناملها سرأ ! وسوف تقول قولأ لينا , ولكنه مغموس في السم ! سوف لن تحدر ! سوف لن تحمر ! سوف تبتسم أبتسامات صفراء ساكتة !
أما بعد الاستفتاء ؟
فسوف تبدأ العجاجة في الهببان !
محمد معانا ما تغشانا !
سوف تبدأ كلاب اللوبيات الصهيونية في النباح والخربشة والعض !
سوف تفتح ابواب جهنم التسعة عشر علي قدو قدو السودان !
أفأمن قدو قدوات السودان وابالسته أن يأتيهم الامر الامريكي بياتأ وهم نائمون ؟
أوأمن قدو قدوات السودان وابالسته أن يأتيهم الامر الامريكي ضحي وهم نائمون ؟
أفأمن قدو قدوات السودان وابالسته مكر الله ؟ فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون!
وحتي في بلاد السودان النائمة انترنيتيأ , لم تدع نساء السودان حادثة شريط الفيديو تمر دون أثبات موقف , ووقفة أحتجاج .
وعرفت نساء السودان ان أساس المشكلة :
+ ليس شرطي النظام العام الذي يتكسب من القبض علي الفتيات,
+ وليس ضابط الشرطة المناوب في أقسام الشرطة , الذي ينتهك حرمة الفتيات , ويفض بكارتهن , بالقانون ,
+ وليس قاضي محاكم النظام العام , الذي يطبق القانون ,
+ وليس قدو قدو , الذي يكربج الفتيات وهو يضحك من عويلهن وصراخهن !
عرفت نساء السودان أن أساس المشكلة هي مواد القانون الجنائي المميزة ضد النساء , وبالاخص قانون النظام العام والمادة 152 من القانون الجنائي !
وكرد فعل مباشر ولا شعوري لحادثة شريط الفيديو المشين , وفي صباح الثلاثاء 14 ديسمبر 2010 , سيرت مبادرة ( لا لقهر النساء ) مسيرة سلمية الي رئاسة وزارة العدل في الخرطوم , لتسليم مذكرة معنونة للسادة :
+ رئيس المجلس الوطني ,
+ رئيس المجلس التشريعي بولاية الخرطوم ,
+ وزير العدل .
طالبت المذكرة بالاتي :
+ الغاء قانون النظام العام والمادة 152 من القانون الجنائي ,
+ مراجعة والغاء جميع مواد القانون الجنائي الاخري المميزة ضد النساء ,
+ نشر كل ما تتوصل إليه لجان التحقيق للمواطنين.
المشاركات في هذه المسيرة السلمية كن عصارة عصارة , وزبدة زبدة , وصفوة صفوة نساء السودان !
اعتدت قوات الامن بالضرب الوحشى والعشوائي علي المسيرة النسائية السلمية , واعتقلت مجموعة من قادة المسيرة , وقذفت بهن في زنزانات القسم الشمالي لشرطة الخرطوم !
نذكر منهن , علي سبيل المثال لا الحصر :
رباح المهدي , احسان فقيري , هادية حسب الله , ورشا عوض !
قال المتحري لواحدة من المقبوضات :
اديني اسم قبيلتك ؟ والا قولي لي رافضة ؟
قالت !
رافضة !
وهتفت المقبوضات في وجه المتحري :
سودانية مية المية !
ورفضت كل واحدة منهن تسمية قبيلتها !
كل واحدة سودانية وبس !
وجه المتحري حديثه للسيدة رباح المهدي :
.
عرفناك انتي دنقلاوية !
قالت :
خطأ … لم يكن الإمام المهدي دنقلاويا ! ثم هو عرف أسرته بشكل فيه قبائل شتى ! وفي دمي كل قبائل السودان ! ولا أعرف لي قبيلة !
قال :
لكن الدكتورة أختك قالت انها دنقلاوية؟
قالت :
انت كذاب!
فضحك المتحري !!
ولم تضحك أي من المقبوضات !
كل واحدة منهن كانت كنداكة !
هولاء اخواتي فجئني بمثلهم اذا جمعتنا , يا انقاذي , المجامع !
حدثت هذه الحادثة المشينة في الخرطوم العاصمة القومية , المحكومة بالدستور الانتقالي ( الذي يسمح بحرية التجمع ) , واتفاقية السلام الشامل ( التي تسمح بالمظاهرات السلمية ) , والمضمونة والمراقب – تنفيذها دوليأ !
حدثت هذه الحادثة قبل الاستفتاء وانفصال الجنوب !
فماذا يخبئ لنا ولنساء السودان القدر , بعد الاستفتاء وانفصال الجنوب , وزوال الدستور الانتقالي الذي يسمح بحرية التجمع , وزوال اتفاقية السلام الشامل التي تسمح بالمظاهرات السلمية , وزوال الضمان والمراقبة الدولية !
بعد ان تصبح الخرطوم الطالبانية … عاصمة الشريعة !
وقتها سوف تشم دم النساء السودانيات قوات الفريق شرطة , العاجب الانقاذي , نائب مدير شرطة ولاية الخرطوم ! سوف يورينا , ومعنا نساء السودان , الفريق العاجب الانقاذي , العجب والصيام في رجب !
العاجب … ما عجبتنا قبل الاستفتاء ! وقطعأ لن تعجبنا بعده !
في يوم الاربعاء 15 ديسمبر 2010 , يجتمع في لوساكا ( زامبيا ) رؤساء دول المؤتمر العالمي لمنطقة البحيرات العظمي ( انجولا , بروندي , افريقيا الوسطي , الكنغو , الكنغو الديمقراطية , كينيا , رواندا , السودان , يوغندا , تنزانيا وزامبيا ) .
وكالعادة سوف يتخلف الرئيس البشير عن المشاركة في هذا المؤتمر !
وأزكي له أن يتخلف ! فسوف يناقش المؤتمر موضوعا مفتاحيا , له علاقة مباشرة بشريط فيديو البت المجلودة !
سوف يناقش المؤتمر سبل ووسائل وقف العنف الجنسي , وكل مظاهر العنف الاخري , ضد النساء والفتيات في منطقة البحيرات العظمي , وبالاخص في بلاد السودان !
سوف تعرض منظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق المرأة شريط فيديو الفتاة السودانية المجلودة , وتحكي عن الاغتصاب اليومي للفتيات والنساء في دارفور , وفي مراكز الشرطة في الخرطوم , عاصمة المشروع الحضاري الاسلاموي الانقاذي !
وسوف نستمع , نحن السودانيين …
+ الذين اول من استانس البقر في تاريخ البشرية في دولة كرمة , ثلاثة الاف سنة قبل ميلاد المسيح ,
+ الذين اول من استعمل الصرف الصحي في قصر الكنداكة اماني … أعظم من حكم مملكة مروي القديمة (40 سنة قبل الميلاد) ! الكنداكة التي حكمت المصريين سنين عددا ! الكنداكة التي هزمت جيوش الرومان في نبته في عام 24 قبل الميلاد.
+ الذين ابتدعوا اللغة الوحيدة ( اللغة المروية ) التي لم يتمكن العالم من فك رموزها , حتي يوم الدين هذا !
+ الذين فجروا الثورة المهدية الاولي , وهزموا جيوش الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس , شر هزيمة ! اول هزيمة لجيوش الامبراطورية التي وصفها الانجليز انفسهم , بانها هريمة نكراء , تذكر بهزيمة جند فرعون , وهم يتعقبون النبي موسي واهله الفارين !
+ الذين نشروا الاسلام الصحيح ( المدابر لاسلام الانقاذ ؟ ) ! والذين أول من أخترع مفهوم المسايد في افريقيا ! المسايد كانت النسخة السودانية للحرم المدني في عهد النبي “صلى الله عليه وسلم” , ففيها تقام الصلوات، ويعلم القرآن، ويكفل الأيتام، ويستشفى المرضى، وتمارس الرعاية الاجتماعية , وتحترم حقوق المرأة !
+ الذين كسوا الكعبة الشريفة واطعموا واسقوا الحجيج كل سنة طيلة 500 سنة مما تعدون من السنين !
اعلاه بعض البعض مما كان من امر السودانيين ؟
نعم … سوف نستمع , نحن السودانيين , للافارقة , خصوصأ من رواندا والكنغو , يقدمون لنا النصح في حسن معاملة المراة , وعدم جلدها واغتصابها , وحبسها ,
وتعذيبها !
سوف نستمع اليهم , وهم يمتنون علينا بجنودهم , التي تحمي السوداني من ظلم اخيه السوداني !
سوف نستمع اليهم , وهم يمتنون علينا بجنودهم التي تحفظ السلم والامن , وتضمن ان مليشيات الانقاذ الجنجودية لا تعتدي علي المدنيين السودانيين , وعلي النساء والفتيات في دارفور وجنوب السودان !
هذه ليست مبالغات … بل عين الحقيقة !
فالسودان , وما يحدث فيه من تجاوزات لحقوق الانسان , وبالاخص حقوق المرأة , سوف يكون البند الرئيسي في المؤتمر !
بلاد السودان صارت ملطشة افريقيا في زمن الانقاذ !
ولكن الي متي , يا هذا ؟
ماذا يمنع التغيير الفوري , وقد بلغ السيل الزبي ؟
دعني احكي لك هذه الحكاية لتعرف ان التغيير سوف يتاخر شيئأ !
حكاية !
أدعي كل من الرئيس البشير والسيد الامام أبوة الطفل ( الوطن السوداني ) ! فذهبا للنبي سليمان ليحكم بينهما !
أفتي النبي سليمان بشطر الطفل الي قسمين , يأخذ كل واحد منهما قسمأ !
وافق الرئيس البشير علي القسمة الضيزي !
وتبرع السيد الامام بنصفه للرئيس البشير حتي لا يموت الطفل ! ويبقي الوطن سالمأ , حتي في قبضة الرئيس البشير !
أتخذ السيد الامام هذا القرار , الذي يبدو انهزاميا وسلبيأ , والذي سوف يعطل , شيئأ , عملية التغيير , لسببين :
اولا :
يؤمن السيد الامام بان المعارضة لنظام الانقاذ معارضة وطنية بامتياز !
تضع مصلحة بلاد السودان واهل بلاد السودان اولا وثانيا واخرا !
هي قطعأ ليست معارضة سياسية انتهازية !
هي معارضة لا تضع , في سلم اولوياتها , مصالحها الذاتية , ومصالح احزابها وبالتالي الاطاحة بالنظام , تحت كل الظروف , حتي تحت حمامات الدماء السودانية !
المعارضة التي يقودها السيد الامام تستبعد تخريب البلد , خصوصا والبلد يفور بالحركات الحاملة للسلاح , والمليشيات الاخري المسلحة ! مع وجود ضغائن ومرارات وشعور بالظلم وغبائن ! ومع وجود صراعات اثنية وعنصرية وجهوية وثقافية ودينية وشعور بالتهميش والظلم !
السيد الامام يقدر ان بلاد السودان قنبلة موقوتة , تنتظر الشرارة لكي تنفجر ! ويرفض السيد الامام ان يكون هو او حزبه من يقدم هذا الصاعق ! بل علي العكس يجاهد السيد الامام لتفكيك القنبلة سلميا , بالتعاون مع اخوانه العقلاء في المؤتمر الوطني ! لان انفجار القنبلة سوف يقضي علي الجميع , ولن يكون هنالك منتصرا , ومهزوما ! بل علي العكس هي معادلة صفرية , لا منتصر فيها ! الجميع خاسرون !
كما في مركب النبي موسي المثقوبة !
منطق التحول السلمي المتراضى عليه هو الذي يعطل شيئأ التغيير الفوري , ويقيد ايادي السيد الامام , وكانه اليتيم تحت رحمة لئام الانقاذ !
ذلك ان صقور المؤتمر الوطني تريد استغلال هذا الموقف الوطني المسالم من جانب السيد الامام لمصلحتها , ولضمان استمراريتها في السلطة , كما هي , وبدون تغيير , ورغم ما يحيط بالبلاد من مخاطر , تشيب لها الولدان !
السيد الامام يعرف ان موقفه الوطني هو نوع من القيد الطوعي الذي , يضعه هو وبنفسه , في اياديه ! ولكن حبه لبلاد السودان واهل بلاد السودان هما ما يدفعانه لتبني , والثبات علي هذا الموقف الوطني !
ثانيأ :
السيد الامام يريد المحافظة علي اتفاقية السلام الشامل بدون شق او طق ! ويقبل السيد الامام بالانفصال الطوعي , ويرفض الحرب لضمان استمرار السودان موحدأ , رغم انف الجنوبيين !
ولذلك فان السيد الامام يسعي لكي تنتهي اتفاقية السلام الشامل , في 9 يوليو 2011 بهدؤ وفي سلاسة , حتي لو ادت للانفصال !
يعتبر السيد الامام اتفاقية السلام الشامل نوع من القيد الطوعي الذي يضعه هو , وبنفسه , علي اياديه ! حتي لا يشقلب الريكة , ويجعل عاليها سافلها ! اذا حاول تفكيك نظام الانقاذ , بدون تنسيق مع ناس الانقاذ , وبدون رضائهم !
يسعي السيد الامام لان تنتهي اتفاقية السلام الشامل في 9 يوليو 2011 بسلام !
وبعدها لكل حدث حديث , ولكل مقام مقام , كما قال سيدنا الامام المهدي , عليه السلام !
وجاء رجل عنقالي من اقصي المدينة يسعي !
قال :
يا قوم … التغيير قادم قادم ! وطفق يردد في بعض ايات سورة الفجر :
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ﴿6﴾ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ﴿7﴾ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ﴿8﴾ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ﴿9﴾ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ﴿10﴾ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ ﴿11﴾ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ﴿12﴾ !
مصير نظام الانقاذ كمصير عاد , التي لم يخلق مثلها في البلاد , وكمصير ثمود العظيمة , وكمصير فرعون ذي الاوتاد ! ذلك ان ابالسة الانقاذ قد طغوا في البلاد , واكثروا فيها الفساد ! وسوف يصب ربك عليهم صوت عذاب ! ان ربك لب المرصاد !
ثروت قاسم
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.