أ/ عزيز كافى تصبر الشعوب على زعمائها عندما يكونون صادقين وساهرين على رعايتها ويقومون بواجباتهم نحوها من توفير الأمن الغذائي والأمن العام، ويعيشون عيشة الكفاف مع شعوبهم فهنا تعذرهم الشعوب، ولكن عندما يعيشون في بروج عاجية وينهبون ثروات البلاد ويصادرونها إلى أرصدتهم في الخارج ولا يبالون بأي وادٍ هلكت شعوبهم فحينئذ ينفذ صبر الشعوب وتقوم الثورات. ما تمارسه الحكومة اليوم من التضليل والتزييف والترغيب والترهيب للشعب ثم البكاء والنحيب على مشاكل السودان المتمثلة في الحروب الاهلية والتدهور الامني وسوء الاوضاع المعيشية التي تعيشها البلاد بسبب الازمة الاقتصادية الطاحنه، فهذا نوع من الإستخفاف الرخيص بالشعب والأمة، هذه الحكومة تتباكى على الشعب وتقتله بالجرعات المتتالية والضرائب الباهظة وتسرق ثرواته بالإعتمادات الإضافية وغيرها، وجعلت معظمه تحت خط الفقر، سلبت منه التعليم المجاني والصحة المجانية وحرمته الماء والكهرباء وجعلت معظم شبابه يعيش بطالة دائمة لا منتهى لها ورغم هذه الممارسات السيئة ظل الشعب صابراً، ولكن الحكومة تقابل هذا الصبر بالإساءة له بسبب انها تستمد شرعيتها في الحكم من خلال ثقة الشعب وتأييده ويستندون في زعمهم هذا دون شك الي واقع التزييف الممنهج في الانتخابات الاخيرة ولم تتوقف عن الإساءة و تقول ايضاً ان الشعب السوداني كسول ويحب النسنسة وفي رواية اخري ان الشعب السوداني إستهلاكياً ولا يعيش قدر حاله ثم تقول آشربوا من ماء البحر وأخيراً تدعو الشعب لترشيد الإنفاق وأن لا يسرفوا. هذا الكلام يدل دلالة قاطعة على أن الحكومة تعيش بعيداً عن واقع الشعب الذي معظمه لا يجد لقمة العيش فكيف يقتني اموالاً حتي يسرف؟ أين يعيش هذا النظام؟؟؟! ايها المغيبون من آهل السودان، لقد ثبت علي وجه اليقين و بالتجربة الحية المره، التي عاشها السودانيين خلال المدة المنصرمة منذ إنقلاب ما يسمي بثورة الإنقاذ الوطني علي الديمقراطية ان لا امان، ولا ضمان، ولاحقوق شرعية او قانونية للفرد والجماعة، ولا كرامة للإنسان.فقد ضاع العدل وفقدت المساواة ، وقد شخص هذا الداء الذي اصاب عقول بعض رموز الإنقاذ وفئات الجهل والتخلف الذين انطلقوا من مصالحهم الذاتيه واطماعهم الشخصيه بنعرات فئويه وعنصرية متطرفه وتعصب ديني ومذهبي بغيضين ، هذا الداء شخص بالتجربه والممارسه الفعليه من معظم السودانيين، ومن قبل كل المراقبين السياسين في الخارج والداخل ، أنه نظام حكم متخلف ، وان العله تكمن إبتداءً في طبيعة الدوله السودانية الحاليه التي بنيت على اساس ديني طائفي مذهبي ، وفكر رجعي متخلف لا يستند الى اية نظريه او برنامج علمي ، بل اتخذ من المحاصصات الطائفية الضيقه نهجا واسلوبا لحكم البلاد . كانت نتائج السنوات القريبه الماضيه مؤلمه ومخيفه ، فقد اصبح إستخدام السلاح والقوه المفرطه من قبل مليشيات الدفاع الشعبي – الجنجويد والمجاهدين المنسوبه الى الحكومة التي جعلت من العنف الدموي وسيلة من اجل استمرارهم في السلطه، ومن اجل مكاسب مادية بخسة نتيجتها الأعتداء على حياة الناس وترويعهم وقتلهم عنوة . وغدت هي سمة الوضع السياسي القائم والحكومه عاجزة عن حماية ارواح الناس وشاع الدمار والخراب في كل انحاء السودان بما فيها العاصمة القومية فقد ضاعت المقاييس وشوهت الإرادات واصبح الحكم بيد المليشيات . بعد ان غاب الامن والعدل واستهين بالقانون على حساب حقوق المواطنه وسيادة مبدأ المساواة بين الناس بغض النظر عن إنتمائاتهم . وحل الفساد المالي والاداري والتدهور الاقتصادي والثقافي وجرى تخريب للبنية التحتية ، واصبحت حياة المواطنيين لا تطاق جراء فقدان حاجاتهم المعيشية اليوميه الضرورية في ظل انفلات الامن والامان ، وانتشرت البطاله ، وزاد الفقر، وارتفعت نسبة الجريمه ، وكثر الايتام والارامل والمشردين ، وغيبت حقوق شغيله الفكر واليد، وإنتهكت آعراض النساء ، وحًلل قتلهن هذا الوضع عاد بالسودان سودان العزة والكرامة الى الاف السنين الي الوراء. ان الامور مرهونة بظروفها الموضوعية وبحكم نضوج مراحلها الذاتيه، وحيث ان الوضع اصبح مرفوض رفضا باتا وغير مستساغ من معظم الجماهير الواسعه وإستحقاقات المواطن العادي ، لا سياسيا ولا امنيا ولا اجتماعيا او اقتصاديا! فلابد من تحرك ! لابد من تغيير النظام نحو الاحسن. الشعوب لا يعنيها كثيراً الآطروحات السياسية التي تعتمد علي الاقوال الرنانة والخطابات المحفوظة المكررة عن ظهر قلب منذ 23 عاماً، آبسط مطالب الشعب انه يريد الطعام والمأوي والعلاج والتعليم، من واجب اي نظام يريد السيطرة علي زمام الامور ان يفكر منذ البداية في كيفية علاج مثل هذه القضايا الاقتصادية، بحل مشاكل البلد التي تسبب ازمات إقتصادية وعدم الاستقرار الامني بالإنتقال من الحرب الي السلام التي تعود بالضرورة علي البلد للإنتقال بالمواطنيين الي مشارف النمو الاقتصادي والاجتماعي السريع والقادر علي توفير الرفاهية والرخاء لجماهير الشعب فلابد للنظام ان يكون لديه تصور وفكر عن كيفية تناول مشاكل الإقتصاد. هكذا تدار الحكومة البلد فهل فهم الشعب و بعض النخب الواعيه من قادة سياسين معارضيين ومواليين ومثقفين ورجال فكر مخلصين وبينهم رجال دين آفاضل، والإعلان عن نداء تاريخي، نداء وطني خير ومدروس ، نابع عن فهم وإدراك من آجل سودان حر! من آجل الخلاص ! من آجل التوجه لبناء سودان جديد متحضر آسوة ببلدان العالم المتحضره ! ويكون عنوان النداء ( لبناء الدوله الديمقراطيه المدنية السودانية . نداء موجه لبعض السودانيين اصحاب الوجع في السودان ودول المهجر لآن الضرر الذي لحق بهم وباقي المكونات من الشعب لا يحصي ، فقد جرى تهجير او هجرة من سلم منهم من موت محقق الى جميع اصقاع العالم شرقها وغربها ، ولا يمكن ان يصدق تعداد السودانيين في دول المهجر الذي يبلغ الملايين، وصحيح ايضا ان الضرر والمأساة اصاب الجميع ولكن الآقليات من مكونات هذا الشعب من كافة المهمشين كان ضررهم اعم واعمق من غيرها ، كل هؤلاء الجمع مدعون ايضا لتوقيع النداء المذكور ودعم الحمله الوطنية القائمه ومساندتها بكل الطرق الممكنه ، مدعون لجمع الشمل واعادة بناء اواصر الاخوة والتعايش السلمي بين مكونات الشعب السوداني كافة، إنطلاقا من إدراك الحقيقة الثابته ان نيل الحقوق والعيش بكرامه ، وضمان الحياة السعيده ومستقبل افضل للفرد والمجتمع ، لا يمكن تحقيقه الا من خلال دوله سودانية حرة ، ديمقراطيه، مدنيه، علمانيه. دولة ذات مؤسسات دستوريه وقانونية ، تحترم حق المواطنه والحقوق الاساسيه للانسان ، والكل متساون رجالا ونساء بالحقوق والواجبات لا تمايز او تفاضل بينهم الا بالعمل والاخلاص لهذا الوطن ، و وضع الشخص المناسب في المكان المناسب استنادا الى مبدأ تكافؤ الفرص. وخلاصه القول، اذ اوجه دعوتي هذه لأخوتي ابناء جلدتي السودانيين لأني اعلم انهم تواقون للديمقراطيه وهم ديمقراطيون بطبعهم ومخلصون ومسالمون وميالون للعلم والتقدم والتعابش السلمي مع الاخرين، وهم وطنيون ومن اهل السودان الكبير المتنوع المتعدد، وليكن توقيع النداء خطوة اولى تليها خطوات العمل المثمر البناء وبذل الجهد للمساهمة والإشتراك مع جميع السودانيين الشرفاء لأنجاح الحملة وتحقيق بناء الدوله الديمقراطيه المدنية العلمانيه السودانية.