محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    سألت كل الكان معاك…قالو من ديك ما ظهر!!!    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أنشيلوتي: فينيسيوس قريب من الكرة الذهبية    هجوم مليشيا التمرد الجمعة علي مدينة الفاشر يحمل الرقم 50 .. نعم 50 هجوماً فاشلاً منذ بداية تمردهم في دارفور    حمّور زيادة يكتب: ما يتبقّى للسودانيين بعد الحرب    عاصفة شمسية "شديدة" تضرب الأرض    مخرجو السينما المصرية    تدني مستوى الحوار العام    «زيارة غالية وخطوة عزيزة».. انتصار السيسي تستقبل حرم سلطان عُمان وترحب بها على أرض مصر – صور    د. ياسر يوسف إبراهيم يكتب: امنحوا الحرب فرصة في السودان    هل ينقل "الميثاق الوطني" قوى السودان من الخصومة إلى الاتفاق؟    كلام مريم ما مفاجئ لناس متابعين الحاصل داخل حزب الأمة وفي قحت وتقدم وغيرهم    الأمن، وقانون جهاز المخابرات العامة    مرة اخري لأبناء البطانة بالمليشيا: أرفعوا ايديكم    تأخير مباراة صقور الجديان وجنوب السودان    الكابتن الهادي آدم في تصريحات مثيرة...هذه أبرز الصعوبات التي ستواجه الأحمر في تمهيدي الأبطال    شاهد بالصورة.. حسناء الفن السوداني "مونيكا" تشعل مواقع التواصل الاجتماعي بأزياء قصيرة ومثيرة من إحدى شوارع القاهرة والجمهور يطلق عليها لقب (كيم كارداشيان) السودان    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    بالصور.. معتز برشم يتوج بلقب تحدي الجاذبية للوثب العالي    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    محمد سامي ومي عمر وأمير كرارة وميرفت أمين في عزاء والدة كريم عبد العزيز    مسؤول بالغرفة التجارية يطالب رجال الأعمال بالتوقف عن طلب الدولار    مصر تكشف أعداد مصابي غزة الذين استقبلتهم منذ 7 أكتوبر    لماذا لم يتدخل الVAR لحسم الهدف الجدلي لبايرن ميونخ؟    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    مقتل رجل أعمال إسرائيلي في مصر.. معلومات جديدة وتعليق كندي    توخيل: غدروا بالبايرن.. والحكم الكارثي اعتذر    النفط يتراجع مع ارتفاع المخزونات الأميركية وتوقعات العرض الحذرة    النموذج الصيني    غير صالح للاستهلاك الآدمي : زيوت طعام معاد استخدامها في مصر.. والداخلية توضح    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    إسرائيل: عملياتنا في رفح لا تخالف معاهدة السلام مع مصر    الجنيه يخسر 18% في أسبوع ويخنق حياة السودانيين المأزومة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    الولايات المتحدة تختبر الذكاء الاصطناعي في مقابلات اللاجئين    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انتهت اسطورة جيشنا جيش الهناء..!!.
نشر في حريات يوم 18 - 06 - 2012

نعم كانت القوات المسلحة السودانية على مر عهودها وحتى العام 1989م من أشهر المؤسسات العسكرية في العالم لها سمعتها الناصعة البياض في الشجاعة والاقدام والوفاء بالعهود، وقد وثقت صولاتها وجولاتها مراكز التوثيق العالمية، تلك القصص الحافلة بالمشاهد البطولية وبالصُور والخُرط وأسماء الأبطال والأوسمة الرفيعة التي استحقوها وقد كانوا علامات بارزة في صفحات التاريخ السوداني.
منذ طفولتنا ونحن نحتفظ لقواتنا المسلحة بكل ما هو جميل وزاهي، والمشاعر المُعبرة عن وجدان الشعب السوداني، وفي العهد المايوي وايام المرحوم جعفر محمد نميري كنا لصيقي الصلة بالقوات المسلحة، نشاركها احتفالات الذكرى السنوية ل 25 مايو من خلال العروض العسكرية بشارع النيل بالقرب من قاعة الصداقة بالخرطوم، كنا في الطلائع والرواد، وفي الكشافة البحرية والبرية، وكانت تنظيمات مايو الفئوية تزرع حب الناس للقوات المسلحة عندما كانت تسمى بالفعل والحقيقة والواقع (قوات الشعب المسلحة).. ولم يحدث أن أطلق عليها أي شخص -قوات الاتحاد الاشتراكي- أو -قوات نميري-..!!.
كانت قوات الشعب المسلحة عندما كان يدخلها الوطنيون الشرفاء الذين يدافعون عن الوطن وترابه وشعبه، وليس دفاعاً عن قبيلة أو شخص أو طائفة من الناس، وكانت قوات الشعب المسلحة عندما كانت تضم كل أبناء السودان بمختلف سحناتهم وقبائلهم لذا كانت في حدقات العيون لأنها كانت تنتصر للشعب لا للتنظيم الحاكم ولا لرئيسه..!!.
وعندما كانت قوات الشعب المسلحة حقيقةً لم تكن تحرق القُرى ولا تقتل الناس لأنها كانت من صلب الشعب منه وإليه حينها كانت الكلية الحربية لا يدخلها الناس بالواسطة ولا بالتزوير لكن بالكفاءة، وكانت صفوفها تضم أبناء الوسط وأبناء كردفان ودارفور وأبناء الشمال والجنوب، وأبناء الشرق، حينها كانت في سويداء القلوب، وكان منسوبيها مكان فخرنا وعزنا ومجدنا، وهل كان هناك بيت سوداني على أرض (المليون) ميل ليس فيه منسوب للقوات المسلحة..؟!.، كانت مثار إعجاب وفخر لكل العالم لذا كان يُسند إليها المهام الأممية كما حدث في لبنان بداية السبعينات..لكن..
في هذا العهد (الانقاذي) الذي دمر البلاد وشرّد العباد تم التخلص من القاعدة الكبيرة للقوات المسلحة صاحبة التاريخ والصولات والجولات، والاستعاضة عنها بمؤيدي النظام، ولم يكن غريباً أن منسوبيها في مستوى قادة المؤتمر (الوطني) في اهانتهم للشعب السوداني والتنكيل به، وضربه بالطائرات القاذفة للهب كما حدث في كل من الجنوب ودارفور وجبال النوبة، لكن المؤلم حقاً أن تنسب أعمال قتل النساء والأطفال والعجزة للاسلام ولشريعته الغراء.!!.
الهروب من المعارك..!!.
هؤلاء الذين ما فتئوا يكيلون السباب للشعب السوداني شرطوا آذاننا ببطولات (الجيش) الوهمية عبر قنواتهم الفضائية من أناشيد وأغاني الحماسة التي فقدت معاناتها وروعتها، استخدمت في تضليل المشاهدين وفي تجنيد واستقطاب المُغنين الشباب ومن العطالة وفاقدي الضمير، ولا زالت قنوات المؤتمر (الوطني) تبث الأكاذيب دون باقي قنوات العالم المتحضر وتلتف على الحقائق وكأن الناس على رؤوسهم الطير، وليّ في ذلك شواهد بل صُور انطبعت في ذهني بل في أذهان الآلاف من (المجاهدين) وقد كنا جميعاً نرى هروب (الجيش) ومن أول بدايات المعارك، وحداناً وزرافات كانوا يمرون بالقرب منها بلا حياء، وكنا في قمة الاندهاش بينما كان (المجاهدون) يتقدمون ويلتحمون في القتال كانوا هُم يهربون وبأسلحتهم وعتادهم..!!.
ليس مشهد واحد في معركة واحدة..بل مشاهد كثيرة، و في معارك امتدت لسنين وثقتها عيون وأفئدة الشباب.
في العام 1994م دخلت قوات الحركة الشعبية منطقة مقوي وفرجوك أقصى الجنوب، وكان للجيش هناك معسكر كبير للغاية ومزود بالمؤن والذخائر والمعدات منها حوالي 140 سيارة (ky) محملة بالعتاد ومخازن أرضية مكدسة بالمؤن والغذاءات وعدد كبير جداً من الدبابات والمدافع الكبيرة والراجمات وفي أول خمس دقائق لبدء الهجوم على المعسكر هرب (الجيش) وترك المكان بما فيه، وكانت تلك العملية أكبر انتصار للحركة الشعبية في تاريخها من حيث المعدات التي اغتنمتها وأصبحت رصيد كبير للحركة في مقبل الأيام، وقد اعترف كبار الضباط بهذه الفضيحة وكنا نتحدث معهم بعد رجوعنا من هناك ولم يكن لديهم ما يقولونه..لكننا نعرف جيداً الأسباب التي جعلتهم يهربون..!!.
إن مسألة هروب منسوبي القوات المسلحة في أرض العمليات فضلاً عن عدم خبرة الضباط في قيادة جنودهم في المعارك نتج عنه إزهاق الأرواح بأعداد كبيرة لغاية ووقوع البعض في الأسر لدى قوات الحركة الشعبية، لذا كانت الكثير من مجموعات (المجاهدين) وخاصة الذين تمرسوا في العمليات العسكرية النوعية التي تشبه حرب العصابات أصبحوا يتحركون بدون مرافقة أفراد القوات المسلحة وللأمانة حققوا الكثير من النتائج بأعداد قليلة للغاية عكس القوات المسلحة كانوا يهاجمون بأعداد مهولة وتقع بينهم الخسائر الفادحة.
هذا الامر حفز الشباب وخاصة وأنهم قد تمرسوا في القتال في الجنوب وخبروا الأساليب العسكرية القتالية حفزهم لعمل ضخم وكبير، فعند رجوعنا من الجنوب في خواتيم عام 1995م اجتمع نفر منهم في منزل (الشهيد) عابد النو في مدينة الخرطوم بحري في لقاء تاريخي وعابد النو هو من المقاتلين الذين عُرفوا بالبسالة وسط مجموعة كبيرة كان لها صيتها في كل ربوع البلاد ومنهم المُعز عبادي وصلاح كبيري وحمدي مصطفى وعلي عبدالفتاح وعمر صديق وحسين دبشك وميسرة عثمان، و معاوية أبوتراب والبادرابي والمنصوري والقائمة تطول..اجتمعوا في عصر يوم جمعة وقرروا أن يشكلوا قوة خاصة ل(المجاهدين) وذلك بعد أن أقنعوا الرئيس عمر البشير بكل ما يدور في مناطق العمليات وما تحدث فيها من مفارقات، شرحوا له الفكرة فوافق على الفور، وبالفعل قاموا بتأسيس هذه القوة بدعم مالي ومعنوي كبير، واتخذت هذه المجموعة من جبل كرري شمال امدرمان معسكراً للتدريب وتم توفير كل المستلزمات التي تم شراؤها من المنطقة الحرة بدبي.
وعندما بدأت هذه القوة عملها على الأرض حرّرت الكثير من المناطق التي كانت في قبضة المعارضة المسلحة بمناطق شرق السودان، الأمر الذي دل على أن الجيش السوداني في عهد الأنبياء الكذبة هؤلاء ليس له وجود على الأرض.، وكانت هذه المجموعة من شباب غض نضير غالبيتهم من طلبة الجامعات، فإن اسطورة (جيشنا جيش الهناء) قد انتهت بلا رجعة، لأن التصوير بالملابس العسكرية وحمل السلاح في اليد مع الابتسامات الكاذبة والظهور على الشاشات التلفزيونية لا تعني شيئاً لأن ميدان المعارك دائماً كان هو الفيصل وهو مكان التمايز ما بين معاني الرجولة الحقة والهروب الكبير المعبر عن الانكسار النفسي والمعنوي لأن النظام الحاكم أصبح هو الشر المطلق ما دامت السجون والمعتقلات تكتظ بالنساء الحرائر لأنهن صدعن وقلن لا في وجه السطان الظالم الجائر، وبرغم ذلك لا يستحوا ويبثوا أغاني الحماسة والبلاد منزوعة الشرف..
اي شرف وشجاعة ورجولة يدعيها النظام الحاكم وهو يعتقل النساء بدون محاكمات وبدون أي مبررات..؟!.
أي شرف وشجاعة تتغنى بها أجهزة اعلام الكذب ويقتل ضابط شرطة الشابة عوضية عجبنا بدون أسباب منطقية والقاتل يسرح ويمرح مفتخراً برجولته أن أطلق النار على شابة جاءت تدافع عن شقيقها بلا سلاح..وتطوي وزارة الداخلية ملف القضية وكأن شيئاً، ولازالت معتقلات الأمن من بين معتقليها كل من الاخوات علوية كبيدة،وجليلة خميس والعشرات من نساء بلادي، ويغني المغني:
المدفع الرزام طلقاتو من صدرك
يا جبل الضرا المافى سيل حدرك
النار ولعا واتوطا فوق جمرك
لزام التقيله والعاطله دراجه
وروني العدو واقعدوا فراجه
كان ما اشت شملهم واديهم الحاجه
ما برجع تانى للزندو عاجه
من عصرا كبير حس النحاس قحّ
الفارس برز والخايف اتنح
وقت الشوف بشوف اخوكى يا السمحه
فرتاك الصفوف أقلّ من لمحه
نعم هؤلاء هم فرسان المؤتمر (الوطني) الذين يعتقلون ويغتصبون النساء ويضربون الطالبات داخل غرفهن بمقر سكنهم داخل الجامعات، حيث لا حصانة اجتماعية ولا اخلاقية ولا دينية إذا ما قامت طالبة بالهتاف ضد الحزب الشاتم..!!.
أين تذهب حملات دعم القوات المسلحة من السكر والدقيق والزيوت..؟.
تبث لنا الفضائيات السودانية كل يوم مشاهد التبرعات واحتفالات دعم القوات المسلحة من الولايات والمحافظات والمؤسسات الحكومية ويأتي السؤال من هو المستفيد من هذه المُؤن التي تشمل السكر والدقيق والصابون والزيوت والسيارات، ولاسيما وأن 75% من ميزانية البلاد تذهب للقوات المسلحة التي لا نعرف لها وجود، وفي أي أرض تعمل، لأن ما نراه هو قوات جهاز الأمن (الوطني) وقوات الشرطة..!!!.
فإن علميات التضليل الاعلامي الذي تُمارسه الحكومة عبر الفضائيات السودانية من خلال البرامج الموجهة عسكرياً وسياسياً ويدفع فيها الشعب السوداني دمه وقوته، وراحته، أفضل أن توجه هذه الأموال لإفطار طلبة المدارس، و المستشفيات الخالية من الأدوية ومن الحقن الفاضية، إن الملايين المتلتلة التي تدفع للمُغنيين والمُغنيات صباحاً ومساء ولمطبلي الحزب الحاكم في الصحف البائرة والمواقع الالكترونية أولى بها أطفال المايقوما، ومعاهد ومراكز ذوي الإحتياجات الخاصة، فالمواطن السوداني أصبح في حالة وعي سياسي كبير لا تؤثره فيه عمليات التضليل ومحاولة تغطية الشمس بغربال، هذه الاموال كما علمنا الله سبحانه وتعالى َسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يزول النظام بلا رجعة بإذن الله الواحد الأحد.
استخدام الشعوذة ليس في التنقيب عن الذهب فحسب بل في العمليات العسكرية أيضاً ..!!
كنت قد ذكرت في مقال سابق قبل سنوات أن القوات المسلحة كانت تستخدم أهل الشعوذة في معرفة تواجد قوات الحركة الشعبية في المحاور العسكرية المختلفة، والغريبة ان إدارة الاستخبارات العسكرية بقيادة اللواء الدابي آنذاك كانت هي من تقوم بالتنسيق مع أحد الدجالين والمشعوذين وكان يلقب ب( الدكتور) وفرت له كل المعينات ومن بينها سيارة لاندكروزر دفع رباعي، وبحبوحة من المال، كان يتبختر بالسيارة سفراً من الخرطوم للشمالية ولمناطق أخرى، و يفتخر بانه يتعامل مع (السُفلي) بالعياذ بالله، لذا أخوتي القراء لم اندهش مثلكم عندما قرأتم بأن الحكومة تستعين ب(الجن) في التنقيب عن الذهب..!!.
نسنسة غازي صلاح الدين ..!!.
النسناسين والكسولين هي آخر إضافة في قاموس شتائم قادة المؤتمر (الوطني) للسودانيين بدرت من الذي كان يعتبر عقلاني في نظر الكثيرين هو الدكتور غازي صلاح الدين، وذلك في ندوة عقدها في النرويج التي تعاقب قوانينها حتى الاساءة للحيوانات، ولكنه يؤكد وهو الموصوف بالعقلانية والثقافانية وسط من بقي من الاسلاميين أن عقلانيته التي يتفرد بها وسطهم تشمل كذلك استخدام قاموس شتائمهم ولكن بأسلوب أخف عن الشتائم التي أطلقها أقرانه من تشبيه بالقمل أوشرف إغتصاب عرق لعرق آخر أونعوت الشحدة واضعاً لنفسه كذلك مكاناً عقلانياً في قاموس الشتائم موازياً لعقلانيته السياسية التي يدعيها.
مهاتير محمد المحسوب على الإسلامويين أصبحت مبادئه التي بنى بها ماليزيا التي يحج اليها الشتامون محور دراسة في علم الاقتصاد لم يصف شعب الملايو بالكسل أو النسننة وإنما كان يتحدث بمصطلحات مهذبة عن ظواهر سلبية تعيق التنمية عالجها طوال مسيرته الاصلاحية بصبر من خلال برامج وخُطط ليجعل ماليزيا في ما هي عليه في الوقت الراهن، وقد فتح الله على السودانيين بنخبة غير منتخبة لا هم لهم سُوى الشتم والعجز عن سبيل مهاتير فأصبحوا هم الظاهرة السالبة الكبرى التي تعيق مسيرة شعب بأكمله ولا حلول لهم سوى مزيداً من الشتم للنهضة بالشعب بعد التخلف الذي وجدوه فيه كما يزعمون.
المرجعية الشاتمة..!!.
صالح الورداني كاتب مصري قضى أكثر من خمسة عشر عاماً في دائرة الحركة الإسلامية في مصر، بداية من فترة السبعينات ونهاية بفترة الثمانينات، عايش خلالها ظهور تيارات ونهاية تيارات، ونمو ظواهر ووقوع أحداث وبروز شخصيات واختفاء أخرى، أُدخل السجن في قضية اغتيال المرحوم السادات، قال صالح “لقد كنا نستيقظ في السجن بأكمله كل صباح على صوت المعارك الضارية بين أنصار عمر عبد الرحمن وأنصار عبود الزُمر الأول يتعصب له أبناء الصعيد، والثاني يتعصب له أبناء الوجه البحري مستندين على رواية عدم جواز إمامة الأعمى مع كيل من الشتائم والالفاظ البذيئة بين الفريقين الاسلاميين !!!.”.
لم يترك صالح الورداني بسبب الشتائم التنظيم الاسلاموي فحسب وإنما المذاهب الأربعة..!!، فقد صُدم الرجل أيما صدمة في تنظيم يدعي أنه جاء ليواصل تتمة مكارم الاخلاق والنهوض بالأمة التي تخلفت عن الأمم، وحق لصالحاً أن يُصدم كما حق للسودانيين غير الاسلامويين أن يُصدموا من الطبعة السودانية لقاموس الشتائم الإسلاموية، ولا يزال غازي عقلانياً بين شتامين..!!!.
غازي لا زال في أزمته بين دولة الشتم الإسلاموي والدولة الحديثة التي يستقيل مسئولوها بسبب زلة لسان أو خطأ إداري أقل بكثير عن فضائح الأسمدة الفاسدة، أو إختلاسات الحج والعمرة أو صفقة الدبابات العاطلة، وتوصيفه للسودانيين (بالكسل) الذي زاد عليه ب (النسننة) يجعله أسير كُتب بالية كانت تصنف الناس إلى (سوقة) و(وجهاء) و( أُمراء) إلخ، وهو العالِم بأن الدولة الحديثة ألغت ذلك التوصيف بمصطلحات المواطنين (الجماهير)، (المجتمع المدني)، (الرأي العام).إلخ ولم يعد هناك سوقياً مهما كانت مهنته بعد أن علمت الدولة المسؤولة الناس واجباتهم نحوها وحقوقهم عليها ، أما تحصيل العلم ففرص لو اتيحت لأناس كثيرين فضلوا المُهن والحرف لبرزوا فيها وتفوقوا على حملة دكتوراة لا يزالون يقبلون ويدفعون بإمامة الشّتامين والهمّازين واللمازين للمسلمين.
الشخصية الشتامة في علم النفس هي شخصية تعاني من إضطرابات النرجسية ومن سماتها الشعور الذاتي المفرط بالأهمية، والانغماس في أوهام النجاح اللامحدود، والسعي المتواصل لجذب الإنتباه، والحساسية الشديدة تجاه الإخفاق، والتقلب بين الاعجاب بالذات وانعدام الأمان، والميل لإستغلال العلاقات بين الأفراد، والغطرسة، والأنانية إلخ… مهما بلغ المرء من العلم والثقافة والانفتاح والعقلانية فما مبرر بقائه أو دفاعه عن مسيرة فاسدة (بشهادة مؤسسها الأول) إن لم تكن إضطرابات الشخصية النرجسية أو بعضاً منها.
الاسلامويون في السودان ومنذ اعتلائهم السلطة في البلاد لم تكن لهم أدنى فكرة أو رؤية لتغيير سلوكيات الشعب السوداني بل كانوا هم من يحتاج لتغيير السلوك، إمتلكوا القنوات الفضائية لكنهم شوهوا صورة الشخصية السودانية وجعلونا شعب راقص وكاره لبشرته ولخلقته، نيقاً وعشرون عاماً بإمكان الاعلام الفضائي أن يلعب الدور الكبير في وحدة الشعب السوداني وفي إزالة كل السلوكيات التي اقعدتنا عن التطور، لكن للأسف استخدمت الاعلام للتفرقة بين مكونات المجتمع ولضرب النسيج الوطني الاجتماعي الفريد في السودان، وسخروا الاعلام للانتماء القبلي والعرقي والسب والشتيمة والنقص من الآخرين، وإدعاء البطولات الكاذبة والمتوهمة، وزيادة الاستعلاء العرقي الأجوف.
نيف وعشرون عاماً كان بإمكانهم فعل الكثير في البلاد لكن نفوسهم الدنيئة ومشاربهم المشكوك فيها، وانتماءاتهم الرخصية وأفكارهم الضحلة التي لا تخرج عن كنز المال واعتلاء المراتب الكبيرة دون وجه حق و حب الدعة والجنس واقتناء كل جديد من مباهج الدنيا..كل ذلك لم يترك لهم فرصة عمل شئ، وإذا أحسنا فيهم الظن نقول أن تفكيرهم المحدود جداً كان مانعاً لتحقيق الرفاهية والتقدم بالبلاد، لكن الذي أعرفه جيداً من بعد تجربة شخصية أن هؤلاء القوم ليسوا بأسوياء، لذا عندما انتظرناهم للتقدم ببلادنا مثل كل شعوب الأرض لم نحصد سوى الهشيم..لا بل الإساءة والشتائم والاستفزاز اليومي والإفساد الاخلاقي..!!.
علي عثمان يعترف بالصرف على البذخ السياسي..!!.
تابع الاخوة القراء مؤخراً اعترافات أركان النظام الحاكم بأخطائهم البشعة في حق الشعب السوداني فيما يختص بالفساد وعمليات نهب البلاد وبين يوم وليلة أصبح قيادات الحزب الحاكم وكبار القادة يتحدثون عن الفساد والغريبة الطيب مصطفى يتحدث عن الفساد..سبحانك ربي لا إله إلا أنت..قبل سنوات عندما كتبنا عن الطريقة التي تنهب بها موارد البلاد قالوا لنا أنتم مرتزقة وانتم كتاب المارينز مدفوعين من الخارج، وصفونا وكل الزملاء الكتاب بأقبح الألفاظ لأننا كشفنا مكامن الفساد وساعتها كانوا هم ينفوا ويدبجوا المقالات الشاتمة لنا، ويتحدثوا عن طهارة قادة النظام ونظافة آياديهم التي نعرفها جيداً، ونعرف تلوثها بدماء الأبرياء وسرقة أقوات المواطنين.
(الانتباهة) سيئة الذكر وصحف أخرى تابعة للنظام أصبحت اليوم صحف معارضة تتحدث عن المحسوبية وعن المخالفات المالية والاختلاسات في مؤسسات الدولة..يا عجبي، أكثر من عقد من الزمان فضحنا فيها كذبهم وسرقتهم وتجاوزاتهم وتنكيلهم بشرفاء الوطن، كذبوا كل ذكرناه واليوم كأنهم وقد اكتشفوا الذرة..!!.
ورد خبر أذهل القراء الكرام عبر صحف الأحد 17 يونيو 2012م يقول الخبر “أقر النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه بأن جزءاً من عائدات الدولة ذهبت في ما وصفه بالبذخ السياسي، وأكد ضرورة الاعتراف بذلك، مؤكداً في ذات الوقت عدم تكرار ذلك مرة أخرى”..!.
لا أدري ماذا أقول حيال هذا التصريح لنائب الرئيس وهو المهندس المسؤول الأول عن الفساد الذي ضرب البلاد وكان قد منع الجهات الرسمية من محاسبة مسؤولين كبار اختلسوا أموالاً طائلة وقد حققت جهات مسؤولة عن هذا الفساد لكن سعادته استلم الملفات ومنع أي حديث عن هذا الموضوع، وهو مثبت بالتاريخ والمعلومات.
إن علي عثمان عندما يقرء بأن “جزءاً من عائدات الدولة ذهبت في البذخ السياسي” يؤكد ما ذهبنا إليه جميعاً ككتاب أعمدة ومقالات وبسبب هذا البذخ كتب الصحافيون فأعتقلوا وشُردوا بل رفدوا من الصحف التي كانوا يعملون بها بعد الضغوط التي مارستها الأجهزة الأمنية عليهم لا لسبب إلا أنهم قد تحدثوا عن هذا (البذخ السياسي) والأموال الطائلة التي تصرف فيه بينما المستشفيات تعاني من غياب الدواء والأجهزة المعينة، ويهاجر الأطباء لأن المرتبات ضعيفة بسبب المال الذي يذهب في (الصرف البذخي) ولا يوجه لزيادة مخصصات الأطباء والكوادر الصحية، إن الصرف البذخي الذي أكده النائب الأول الذي يتطلب منه توجيه الاجهزة الأمنية بإيقاف التعدي على الكُتاب والصحفيين لأنهم لم يكتبوا إلا ما هو حقيقة وواقع، كما أطالب علي عثمان محمد طه بالاعتذار للصحفيين والصحف بسبب ما ترتب على كتاباتهم حول الفساد الحكومي وما يتصل بالصرف البذخي باعتباره فساداً مالياً.
طريق (التحدي)..والعنصرية النتنة..!!
اليوم أحد الاخوة الأفاضل ذكرني بحادثة مهمة للغاية تؤكد عنصرية وشطط رئيس النظام الذي أورد بلادنا المهالك عندما أوقف العمل في طريق (الكرمك- الرصيرص) وتحويل كل الآليات الهندسة فيه إلى إنشاء طريق (التحدي) وبدأت القصة عندما جاء السعودي أسامة بن لادن للسودان للعمل في إنشاء الطرق لمساعدة الحكومة آنذاك في السنوات الأولى للنظام، وبدأ العمل في الطريق بالفعل في هذه المنطقة المهمة من ولاية النيل الأزرق وهي منطقة انتاج كما معروف، لكن الرئيس عمر البشير أبت نفسه إلا يؤكد على الشطط الذي ينتهجه في إدارة البلاد فقام بإصدار أوامره بإيقاف العمل في الطريق المذكور، وتحويل العمل لإنشاء الطريق الذي سمي فيما بعد ب(التحدي) الذي يربط بين شندي والخرطوم، وحينها كانت العلاقات السودانية السعودية في حالة قطيعة وتدهورت العلاقات لأول مرة في تاريخ البلدين، وقد أطلق الرئيس كلمة (التحدي) نكاية في المملكة العربية السعودية بحجة أن الملك فهد بن عبدالعزيز عليه رحمة الله قد رفض تسليم السودان مبالغ مالية كانت موضوعة هناك، وليتخيل القارئ الكريم هذا الطريق الذي أزهق الأرواح ماذا كان سيخلق من تطور إذا اكتمل إنشاؤه في مكانه الأول ليربط بين مدينة الرصيرص وجنوب الولاية..؟.. لكن الشعور العنصري والقبلي الذي انتهجه النظام هو الذي دمر البلاد في كافة المجالات، فإن ضرب النسيج الاجتماعي في كافة الولايات هو الذي ساهم بشكل واضح وجلي في وقف الانتاج الزراعي والغذائي لأن المساحات التي كانت تزدهر بزراعة المحاصيل أصبحت الآن مساحات للحقد والانتقام والفرقة والشتات لأن ذلك هو نهج الدولة، وهذا يذكرني بالنكتة ايام تطبيق التشريعات التي سميت بالشريعة الاسلامية أيام النميري أن أحد الأخوة الجنوبيين قابل صديقه وذكره له بأنه شاهد قطع اليد فقاله له زميله مندهشاً “ليه حكومة مافي..؟؟؟.. رد عليه صاحبه..ياخي ده الحكومة ذاتواااااا..!!.
الآن الحكومة ذاتها هي من تقتل وتستعدي عنصر على آخر.
وهي من تشتم الشعب، وهي من تأكل الربا، ومن تسرق وتنهب وتفعل كل الموبقات.
النظام يحاول تأسيس منظومة اسلاموية .!!.
في الوقت الذي ينشغل فيه بال كل السودانيين في الداخل والخارج لتلافئ الأزمات المالية وشبح المجاعة وتأثيرات الاوضاع السيئة في البلاد على المجتمع لا زال النظام الحاكم يسدر في غيه ويحاول تأسيس منظومة اسلاموية اقليمية في المنطقة، لم يستفيد من أخطاء الماضي والحاضر ويريد توريط بلادنا في حروب وخلافات اقليمية لا ناقة لنا فيها ولا جمل، الآن قادة النظام يتحركون بقوة في الدول التي أصبحت في يد رفقاءهم، حركة دوؤبة الآن تجري مع النظام التونسي الجديد، وفود تتحرك ذهاباً وإياباً، ونفس الحال مع النظام الاسلاموي الليبي الجديد الذي زاره قبل أيام ومكث معهم نائب الرئيس علي عثمان محمد طه لمدة خمسة أيام، وكما هو معروف أن علي عثمان هوصاحب فكرة إغتيال الرئيس محمد حسني مبارك في اثيوبيا 1995م، أيضاً هناك وفود مخابرات النظام في شغل شاغل من الخرطوم إلى القاهرة للمساعدة في سيطرة الاسلامويين على الحكم في مصر وحسب معلومات من مصادر وثيقة أن أموالاً ضخمة غادرت الخرطوم قبل شهر من الآن دعماً لمرشح الإسلامويين هناك محمد مرسي وذلك من خلال غرفة عمليات مزدوجة الأولى في القاهرة برئاسة سفير السودان كمال حسن علي والثانية في الخرطوم داخل دهاليز الحزب الحاكم مع وجود خط اتصال مفتوح بين الغرفتين.
هذه استراتيجية قديمة انتهجها النظام ولم تفيد السودان في شئ، أموال طائلة ذهبت مع الرياح، كان الشعب السوداني هو الأولى بها من غيره، إلا يكفي الأخوة في شمال الوادي ما وصلهم من مساعدات على حساب شعبنا الجائع والمريض والمنهلك، ولا اعتقد بأن نظام المؤتمر (الوطني) في السودان قادر على تأسيس هذه المنظومة الإقليمية الأمنية التي يحلم بها منذ سنوات لأن التدفقات المالية لا تحقق السيطرة على شعوب المنطقة بالإدعاءات الجوفاء واستخدام الكذب كمنهج حكم.
فإن التظاهرات التي خرجت اليوم وأمس في الخرطوم وتمت مواجهتها بالعنف الشديد من قبل الاجهزة الأمنية ستتواصل في كل مناطق السودان حتى زوال هذه الطغمة الظالمة، فإن شعبنا قادر على التغيير برغم الأعداد المهولة للمرتزقة المتواجدين في الشارع والمرابطين على المنتديات الالكترونية فإن (المحرش ما بكاتل) وأن المرتزق لا يأبه إلا بمصلحته الذاتية.
وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ..
18 يونيو 2012م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.