محمد عبد الله برقاوي .. [email protected] الرئيس الأمريكي المسيحي المحافظ جدا كارتر ، والذي راقب انتخاباتكم الأخيرة يا مشيرنا الخليفة، وقد جاء الى السودان في درجات حرارة اشتكي منها حتى خط الاستواء بشفتيه الأفريقيتين الغليظتين ، ناهيك عن جسد الخواجية زوجة كارتر التي ترافقه كظله حتى تشققت شفتاها الناعمتين من العطش ، فقالت له ! ( يلا خلصّنا ياجيمي ) الجماعة فايزين فايزين فقال الرجل بما رأه رأى العين من دخول الناخبين الى الدروات وخروجهم سالمين غانمين ، ولكنه بالتأكيد ، لم يشهد بما لم يقف عليه من تفاوت امكانات وعضلات الحزب الحاكم في خط الاستحقاق عن بقية منافسيه، ولا يعرف وسائل النقل التي أتت بالجماهير الذين جمعوا تحت ظلال شجرتكم الوارفة المرطبة ، ليستريحوا قليلا قبل ان يعبروا عن ارادتهم الحره من خلال خواء جيوبهم وقرصة بطونهم ، وجفاف حلوقهم التي كبروا وهللوا بها ،عند رقصة اعلان نصركم المؤزر والفوز الساحق في سباق النعامة والسلحفاة و الذي اعتبرته ، تفويضا ابديا ، يجعلك تمد لسانك لانقلاب تلك الارادة عليك ، في مثل الأزمة الحالية التي لو حدثت في بلاد كارتر ولم يقم الرئيس وحزبه الحاكم بقلب الهوبة لايجاد المعالجات السريعة الناجعة مثل التي اتخذها اوباما بضخ سبعماية مليار دولار في حسابات البنوك والشركات المهدده بالانهيار لاعادة توازن الاقتصاد الأمريكي ، لكان للشعب كلمة أخرى ، ولخرج في مظاهرات وقد حدث ذلك دون أن يخرج عليهم رئيسهم المفوض منهم بجارح الألفاظ أو الانتقاص من حقهم في انتقاد سياسته ،و ان هو تفوه بكلمة ولو لم تكن نابية في هذا الصدد ، لاستوجب ذلك اعتذاره علنا وهو من تصنفونه كافرا دنا عذاب دولته المتجبرة ! ذات كارتر أمس كتب مقالا ، انتقد فيه سياسة امريكا في مجال حقوق الانسان وحروبها العبثية الخارجية ، ولم يصفه الناطق الرسمي باسم الحكومة بانه ينفذ أجندة خارجية تصب في نوايا القاعدة باعتبار كارتر اصوليا يساندها في ضرب المصالح الأمريكية مستهدفا معها تدمير مشروعها الحضاري منذ ضربتها في الحادي عشر من سبتمبر، لبرجي التجارة في الكرمك وكادقلي ! فالديمقراطية يا خليفتنا المشير ، ليست قطعة ( أستك ) مطاطة طرفها القوى بين اسنان الحاكم والضعيف عند خشم الشعب ، متى ما تضايق الخليفة العادل مثلكم من تجاذبها بتكافؤ أو أحس بغلبة الطرف الآخر ، فكها بقوة في وجه الأمة لتصيب نظرها في مقتل أو يعطلها عنها بتحسس أثر الصفعة بكفيها منشغلة عن عبث السلطة بمقدراتها ، أو حينما يريد الحزب الحاكم أن يتلاعب بها ، يدفعها كاللبانة الى داخل فمه ويلوكها ويبصقها في وجه الآخرين ! والحرية ليست كرة يرمي بها الحاكم في الوقت الذي يلعب بها غالبا في الميدان ، ومتى ما أحس أنه سيخرج مهزوما أو على الأقل متعادلا ، يسحبها بالرقابة القبلية ومصادرة حق التعبير في الصحف دون سلطة قضائية وانما بتسلط جهلة امنيين لا يفقهون الفرق بين جريدة الحائط وجريدة ساعد الفتوة ! كما أن حرية الاختيار يا سيدنا الخليفة ، لا تعني أن يختار الجنرال في ليل بهيم شعبا يحكمه الى الأبد ، وانما أن يختار الشعب في رابعة النهار الرجل المؤهل المؤتمن على حكمه ! وكلامكم عن أن حق التظاهر السلمي مكفول في شرعكم هو مردود عليكم ، لانكم في الاساس تقومون بالاجراءات القبلية أو الاستباقية التي تستهدف منابع التسرب الجماهيرى بالقمع في مهدها ، لذا فانتم من يخسر الفرصة الحقيقية للتاكد من عدد جماهيريتكم الحقيقية في شارع الله العريض دون تجييش من أدوات حزبكم الجاهزة التي كانت تسّير لكم المليونيات في خط سير محدد للذهاب والاياب ، ويومها بعد أن تتيقنوا بانهم رقصوك على ايقاع طبل أجوف طويلا ، فستلعنهم أكثر من الشعب الناقم عليكم جميعا ! وخروجكم مع عبد الرحيم بالأمس القريب لاستطلاع قوة التظاهرات من عدمها عند رجفة بدايتها، سبقته جحافل أمنكم التي نظفت لكم الممرات من المندسين والمشاغبين ! أما من هتفوا مكبرين وهللوا في جولتك تلك يا خليفتنا عمر وانت تطئمن على ولاء و تجديد بيعة الرعية لك بعد أن بسطت عدلك تحت أقدامهم كالتراب، هم من كتائب مجاهديك الذين نشرهم لك أمنك ، حول سيارتك المكشوفة الحال وأنت تعدهم في يومك الرمادي هذا الى ما هو أكثر سوادا لي قدام! تفرق كثير يا خليفتنا المشير ، أن ترى الأمور بعين الرضاء التي عن كل عيب كليلة ! ولكّن مقبل الأيام ، سيكشف لكم الوجه الآخر للعملة ، حينما تستوى المنقة على شجر الحقيقة النابت في اطرا د على أرض الواقع ، وساعتها ، ربما تنفتح عينك عن حقيقة السخط الذي يبدي المساويء ! وعفوا سيدي خليفتنا المشير ان كنا قد شغلناك قليلا عن بحثك في قاموس الشتائم الديكتاتورية ، ان كنت فعلا ستفهم الى اين كان منتهى مؤلفيها بما نطقت ألسنتهم في هيجة الغرور الخائف، وصارت حصريا من بنات افكارهم في دفاتر الملكية الفكرية لهم ولكن بعد ان صاروا الى الهلاك أو احتفظوا وهم أحياء كالموتي ، بلقب مخللللللللللوع ، والخلعة فعلا مصيبة المرعوب! وما اكثر مصائبنا في عهد خلافتكم الفريدة والمنقرضة وقد حانت ساعة الثبات الجماعي وانتم جردتمونا بقولكم وفعلكم من كل شيء ولم يعد أمامنا الا الثأر لكرامتنا التي لن نفرّط فيها .. .. والدليل اننا في نظركم البعيد عن الهدف صرنا في بلادنا ( شذاذ آفاق ) مع احتفاظنا لكم بحقوق التأليف كاملة ، وسنكتفي فقط بحق المناولة والنشر، يا خليفتنا المشير ! وموعدنا معكم في جمعة ، أنتم تعرفونها جيدا !