زارت (حريات) مساء أمس البطل سامى حامد طيب الأسماء والذى بترت يده وهو يحاول رد قنابل الغاز فى 22/6 جمعة (الكتاحة) بودنوباوى . ورغم انه لازال يعانى من الآم فظيعة سببها وجود كسور فى بقية عظام الكف الا انه التقى (حريات) بالترحاب وبرحابة صدر بل وبحماس مدهش.. وبيده الوحيدة شد على زواره وهو يقول (ده قليل عشان البلد ).وظل يبادل زواره الود والممازحة فى تماسك وصبر رفيع. عرفنا بنفسه انه أب لأربعة أطفال أصغرهم بالروضة وانه يعتز بإنتمائه لودنوباوى التى وقف شبابها لحماية منطقتهم وسرد لنا التفاصيل البشعة لبتر يده اذ تناثرت أصابعه المنفجرة على الحوائط ووجدت كفه على بعد 40 متر من المكان. الا انه ورغم كل هذا ظل حسب رواية زوجته غير جزع وذكرت انها كانت تبكى ملتاعة وانه من كان يصبرها. وبتواضع جم ذكر انه لايعتبر نفسه بطلاً بل الأبطال هم شباب ودنوباوى الذين قرروا الثأر لأجله وأشعلوا جمعة (لحس الكوع) بالغضب. كما انه سرد لنا انه لايشعر انه قام بواجبه بل لقد وقف بنفسه يوم الجمعة الماضية مع الشباب ولولا حالته الصحية لكان معهم بيده الوحيدة بلا تردد فالسودان يستحق ان نموت لأجله. الى تفاصيل إفادته: ” أنا أسمى حامد طيب الأسماء من مواليد أمدرمان ودنوباوى حصل لى بتر كامل فى ثلاثة أصابع ونصف وثلثى الكف ، فى يوم الجمعة الساعة خمسة ونص ، الشرطة إقتحمت حى ودنوباوى ورمت عبوة بمبان وانا رجعتها بى رجلى”شتها” فضربونا بى واحدة تانية وكنت قريب لى بيت الوالد فبرضو رديتها وغيرت مسارها فضربونا تانى فإتراجعنا لى وراء حوالى 240 متر من عربات الشرطة اللى كانت متمركزة فى أول شارع الدومة، فقاموا ضربونا بى قذيفة مخروطية الشكل كده شكلها غريب شوية فحاولت انا أمسك بيها فإنفجرت فى يدى فبترت الأصابع وتلتى الكف وحتى باطن الكف من شدة الإنفجار طار على بعد 40 متر من حتة الحدث وبقية الأصابع تناثرت أشلاء على الحوائط وكده.. بشكر أهلنا فى ودنوباوى وأمدرمان على وقفتهم القوية جداً كانوا على قلب رجل واحد . وكنا نحن على يقين أنه حتى الشباب اللى هم فى عمر أبنائنا كانوا حريصين على ان يحموا ويبعدوا الخطر عن منطقتهم وبيوتم ويرفضوا إستباحة منطقتهم كما يحدث فى مناطق ودول تتهم باشنع الألفاظ وماكنا نحلم بأن يحدث هذا فى بلدنا السودان وهذا الشعب الذى صبر هذا الشعب الذى وقف كثيرا وبذل أغلى ما يملك لإستقرار هذا السودان إلى أن فاض به الكيل وهذه الرسالة كان أثرها واضح جداً فى الجمعة البعدها حيث ان الشباب خرجوا ولم تخف هذه القذيفة وما حدث لى الشباب ولم تخف النساء على أبنائهن بالعكس كان بداية لشرارة كبيرة جداً وبداية لتدافع جماهيرى كان فيهو غضب كبير جداً لأنه مهما كان الإنسان السودانى لايرضى بالضيم ولا بالذل وإن كان كثير من الناس وقف مع البشير فى قضية أوكامبو وقفوا معه لانه سودانى ولأن كرامة السودانى غالية ولذلك من باب أولى الآن أن نحافظ على كرامتنا داخل بلدنا ومن باب أولى أن نحافظ على كرامتنا داخل بلدنا .بلدنا أقل حاجة نقدمها ليها أطرافنا وأشلاءنا والرسالة واضحة لكل السودانيين الشباب ومن هم فى منتصف العمر والأكبر مننا والأصغر الرسالة انه لاخوف بعد الآن..والمسيرة قادمة والظلم لن يستمر طويلاً. ونحن بنتكلم مع كل الناس من غير تصنيفاتهم التصنيفات الاقعدت بالسودان ..لكل شاب حر بلدنا بتستحق انو نضحى من أجلها ، تستحق ان نثابر لتكون دولة محترمة ..البلد دى فيها خير كتير وفيها رجال يستطيعوا انو يستخدموا خيراتها وأهم حاجة انو فيها من يحترم هذا الشعب ويحترم هؤلاء الشباب ودى رسالة برسلها للجميع لست مثلا يحتذى به ، المثال كانوا شباب ودنوباوى الجمعة الفاتت وشباب كل السودان الرافض للظلم والضيم والقهر..شباب قادم بإذن الله وسيجد نفسه على ظهر البسيطة بطلاً وممسكاً بزمام الأمور فى هذه البلد لن يبيع السودان تحت أى دعوى ولن يسمح لأحد أن يضيع البلد وأن يضير بالشعب السودانى وأفضل وأقل مانقدمه أرواحنا وده كلام واضح لمن يشيعون فى الشبكة الاليكترونية التابعة للمؤتمر الوطنى ولجهاز الأمن ، لن يثنينا تشويه صورة الناس نحن لا نريد أن يدمر السودان ولا ندعوهم بكلام الحكومة التى تقول مخربين وشذاذ آفاق . فى يوم الجمعة بودنوباوى لم تضرب عربة مواطن ولم تشتعل نار فى متجر ولم تدمر محطة بترول فأى وطنية أكثر من هذا؟ على المدعين ان يصمتوا وأن يفقوا أمام هذا الشعب. على الجميع ان يتخذوا من تراب هذا الوطن ضريرة توضع برأسنا فى أفراحنا. والناس تستعد الآن يجب ان ننظر لوطننا نظرة بعيدة، بعيدة عن كل الدعاوى الكبيرة ونضع خطة للسودان المشرق القادم ومن يريد ان يقول ان مستقبل السودان مظلم بغيرهم كذب، ومن يريد أن يقول إن مستقبل السودان مرتبط بأشخاص فهذا كذب. إن بترت يدى فقد بتر بعض السودان ولسنا أعز منه. أتمنى أن يوفق الله الوطن والشباب ونساء هذا الوطن وماتخافوا على أولادكم الطريق طويل وداير مثابرة ودأب لابد من العمل قبل الهدم . نبنى فى نفوس شبابنا محبتهم لبلدهم ومحبتهم لى وطنهم وأرضهم، بلدنا..حريتنا…كرامتنا فوق كل شىء وعلى رأس أى شىء. (شاهد الفيديو) :