(إنها إحتجاجات محدودة ولن تسقط النظام.. لن يحدث، لن يحدث، أنا أود أن أقول أن الشعب السوداني في عمومه واعٍ، فإذا أحضرت خمسة أفراد من الشارع وقلت لهم بأن البشير فاشل، فسيبادرونك بأول سؤال إذا ذهب البشير فمن سيحكمنا (من هو البديل) فإذا قلت لهم الصادق المهدي فسيقولون إنه لا يصلح، وإذا قلت لهم الترابي فسيقولون أيضا لا يصلح، مجموعة “الشماسة" الذين خرجوا الآن لا يستطيعون إسقاط نظام، وإذا أسقطوه فلمصلحة من؟ هل سيكون لمصلحة زعيم مجهول قادم؟).. إنتهى هكذا قال الديناصور الإسلاموي على يعقوب فى حديثه للشرق السعودية الذي نشرته الراكوبة 04-07-2012. هذا السؤوال المفخخ علي قول أختنا الصحفية رشا عوض، تتطلقه الغواصات والمرجفون الحقيقيون والمثبطون والمبطئون والخالفين والخائفون. والغرض منه إجهاض الإنتفاضة من قبل تخلقها لتصبح ثورة مكتملة في رحم الوطن. هذا السؤوال المضلل ليس بمكان لأن المناط بالبديل هو “تغيير المنظومة السياسية بشكل كامل” كما ذكرت الدكتورة مريم الصادق. فالإنتفاضة لخلع طغمة الأوغاد لنيل الحرية وإقامة دولة ديمقراطية كي يكون الشعب سيد القرار. كل يتقبل الآخر ويحترمه لتسود كرامة الإنسان فى وطن يسع الجميع. ولن تنتهي الثورة هذه المرة بمجرد إسقاط النظام كما حدث في اكتوبر وابريل. بل إنشاء الله الثورة ستكون جذوة متقدة ومستمرة فى عدة فروع ثقافية وفكرية وعلمية ومعرفية لرفعة الوطن والسمو بكرامة وتقدم الإنسان السوداني. وبالتأكيد سمعتم بمحاولات الطغمة بالتفاوض لوأد التظاهرات، ومع من لا أدري. و وزعوا توجيهات لأأمة المساجد ويستخدمون كل الأساليب التي لن تجدي نفعلا لإحتواء وإيقاف إنفجار هذا البركان الذي يغلي كالمرجل من تحتهم. ولن يفلح إستقبالهم لرياح التغيير العاتية بأدبارهم وإنحنائهم لها لتمر بردا وسلاما من دون وقوعهم. فهم يريدون معرفة من هم القيادات ليشرعوا في الإختراقات وإستخدام أساليبهم الدنيئة والخسيسية وكيدهم الخاسر ومكرهم البائر لإغوائهم بأساليب محرمة ورخيصة ومبتذلة من شراء ذممهم وكسرهم وحتي قتلهم لضرب الثورة من العمق. يريدون طواغيت تظهر لتركب قطار الثورة ومن ثم يتم تعطيله. ولكن لا يدري هؤلاء المغفلون أن هذه هبة شعبية وكتاحة ثورية مكونة من شابات وشباب وشيب ونساء وأطفال تكاتف فيها كل أفراد الشعب على مبدأ إسقاط النظام الغاشم والشعب يريد. فجمال الثورة إنها تحوي كل الأعمار و في إنصهار كل القبائل والأعراق والسحنات والإنتماءات في قالب واحد إسمه الشعب السوداني. وللأسف قد ينجر البعض بعاطفته بتلميع بعض الشخصيات من الآن ولكن هل يعرف هؤلاء لماذا ثار هذا الشعب؟. من حقهم أن يعرضوا أفكارهم و وجهة نظرهم في كيفية حل المشاكل ولكن إياهم أن يفرضوا إرادتهم علي إرادة الشعب أو أن يتخطوها ولو كانوا من يلمعون في المقدمة وشاركوا فى جميع ثورات الربيع العربي أو حتي الفتوحات الإسلامية. فلابد أن نتخلص من حالة الطغيان السياسي. ففي كل مرة منذ الإستقلال يخرج الزعماء ويظنون بأنهم أوصياء ويعرفون مصلحة الوطن والشعب أكثر منهم. ثم يحكمون ويطبقون نظرياتهم. وعندما يرى الوطن قد تردى نكص علي عقبيه وقال إني برئ من هذا إنى أخاف الله، ويحمل الوطن والشعب وزر جثومه الغصب وجرمه الجسيم ومحصلة هطرقته وإخفاقه وفشله وفساده .. فهذه حالة عقلية تتلبس ساستنا، وهذا الشعب الطيب الصبور مستسلم لقدره. ففي كل مرة يعقد الثقة يخيب رجاءه. الآن نشهد توقيع قوى الإجماع لوثيقة البديل الديمقراطي ذات الإنشاء الطيب والسرد الجميل. ولحظت تباين التعليقات عليها. ولكن في تقديري الآن يجب عليهم النزول للشارع ولاإلتحام مع موج الجماهير الهادر لتنظيمه. وتصعيد وتيرة هذه “الإحتجاجات المحدودة” كما يسميها طغاة الحكومة والثقافة والأفكار لتصبح مظاهرات لا يشق لها غبار ومن ثم إعتصامات وعصيان حتي يسقط الحمار. فالبديل كما ذكرنا معروف. دولة حرية وديمقراطية. ومبدئيا تكوين حكومة تكنوقراط لفترة زمنية محدودة ليتسنم الشعب إرادته بالكامل ويتنسم بعدها عبير الحرية. وبعدها سنتطور بإذن الله بالديمقراطية التي تعني لا لطغيان لأحد، وهي لديها قدرة بناء الدولة بالتطوير الذاتي. فكما العترة بتصلح المشية، الديمقراطية بتصلح البلدان. فلا انا ولا انت ولا أي شخص ولا حزب ولا جماعة ولا حركة ولا اي كائن من كان بعد اليوم يكون لديه الحق في تقرير مصير وإرادة هذا الشعب الحر سيد القرار. لا إقصاء ولا إستعلاء. فالإحتكام يكون فقط لقرار الشعب الذي جلبه إختراع الثوار، ذلك الصندق الخشبي. * ندعو الجميع للخروج في جمعة شذاذ الآفاق و النصر بإذن الله 06-07-2012. لنرى فرعون وهامان وقارون وجنودهما ما كانوا منه يحذرون. - و نسأل الله ان يكلل إنتفاضتنا بالنجاح والتوفيق ويهيئ لنا من أمرنا رشدا، وان يكتبها ثورة مستمرة حتى ينعم شعبنا بالحرية والعدل والكرامة والعدالة والأخوة فى الإنسانية. ويجعل وطننا بلدا أمينا طيبا مفعم بالأمن والأمان والإستقرار ومترع بالرخاء و الإزدهار المدرار وممجد بالعز والشموخ وحق القرار..