بإسترجاع واستطصحاب النقاط الأربع في المقال السابق لابد أن يكون هناك محورا يربط كل هذه النقاط. الصبر هو المحور. الصبر مفتاح الفرج. الصبر نهايته الفلاح. ((يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)) [آل عمران: 200]. فهذه الفرصة الذهبية إذأ. الصيام نصف الصبر والصبر نصف الإيمان. تأملوا أولا إن فرعون المأفون هلك من أقرب باب كان يظنه انه لا يمكن أن تاتي له منه الريح. حيث كان يقول: أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار التي تجرى من تحتي. فغرق في النهاية. وكذلك أهل الإنقاذ. يظنون ان المساجد التي لله له. فمن هذه النقطة سيأتيهم العذاب من حيث لا يحتسبون. الشياطين ستصفد في رمضان فيجب أن نحدد علاقتنا مع إخوانهم. سيقاطع الشرفاء الحازمين والحاسمين والذين لا يرضون بأنصاف الحلول جميع المساجد التى يصلي فيها العصبة أولي البأس. سيبلغ الحاضر الغائب ليحثوا بقية الناس علي عدم الصلاة معهم. ستكون هذه ضربة قاصمة وكاشفة لظهر فكرهم الفاسد وان الناس لم تعد تأكل من التجارة الكاسدة وتسمع لللأقوال التي أكل الدهر منها قرفا وشرب منها كفرا. فلن يجاريهم ويصمت الشعب بعد هذا الزمن. وبذلك تكون قد سحبت ورقة التدليس الماكر والنفاق الفاجر الذي يخرجوه لنا وقتلنا دش الإستهزاء والإستخافاف بعقولنا في أيديهم. سينكسر حاجز مقاطعتهم بقوة العزم وساعد الحزم كما إنكسر حاجز الخوف بعد تجاوز حدود الصبر. كل الشعب السوداني معتصم بالمساجد صائم يريد الحرية له ولأولاده ولمستقبله. فكما تحرر من الشهوات فى نهار رمضان يريد أن يحرر نفسه من طغمة الظلم ودائرة الطغيان. سنعتصم ونعتكف داخل المساجد. سنقضي نهارنا صائمين وليالينا قائمين لله عز وجل رافعين أيدينا لله ومعلقين شعارات ضد الظلم والقهر والذل والخنوع والإنكسار. واننا نريد الظالم ان يغور ويحاسب على جرائمه. سيأتي كل الإعلام العالمي ليسلط ضؤه علي هؤلاء المعتصمون في المساجد. وسنعري الطغمة وما فعلته في 23 عاما من ممارسات شاذة عن الأخلاق والدين والوطنية. سنجر الشوك في جلدنا لتطهيره ونقطع إيدينا إن كانت نجسة وبطالة. سيتكدس الناس في المساجد ويهرع الكل للإنضمام للمتظاهرين الساخطين على الظلم وضياع الحلم. ستتوحد الدعوات في كل الصلوات علي الظالمين والمجرمين الذين إغتصبوا حقوق البلاد والعباد فضيعوا الوطن وإحتقروا كرامة الإنسان. سيتمسك الجميع بحبال المتين الممدوة في الشهر الفضيل. وسيدعون أيضا بالنجاة والخلاص من هذا الكابوس و العون والرفعة للبلد وإستشراف الفجر المتنفس قريبا لغد أفضل. مع الختام بالصلاة علي خير خلق الله ليكفا همنا وتتستجاب دعواتنا. ستكون تجمعات مظاهرات المساجد في كل مدن السودان. وستبرز قيم التكافل والكرم التي يتميز بها الشعب السوداني عن غيره. ستخرج صواني الإفطار والسحور من البيوت إلي المساجد لإطعام الصائمين. سيتكاف الجميع في جلد وصبر، ورمضان يزيدهم إيمانا وقوة وإحتسابا وتسليما كثيرا وخير الهداية لأحسن الأعمال. ستظهر مجموعات شبابية تبشر بولادة حزب جديد يضم كل أفراد الشعب السوداني الصابر والمرابط الذي أعطي مثالا لأعظم ثورة سلمية. سيكون حزب المستقبل. هويته سودانيتنا الفريدة. أجندته بلد ديمقراطي يسع الجميع، لا إستعلاء ولا إقصاء لأحد، دولة قانون، شفافية محاسبة عدالة، دولة كرامة للإنسان. الشعب مازال يصبر ويصابر ويرابط ويفعل الخير وينتظر ثمرة الفلاح. سيظهر الضغط الدولي ولكن هناك من يريد أن يخذل ويلين ويهادن. ولكن لا سبيل لأن الشعب قال كلمته. والطغاة لازالوا يتمسكون في لحظة الإنهيار ويتغابون. حوادث متفرقة، بمبان، دهس، رصاص، قذف المساجد بالمنجنيق، غازات غير معروفة المصدر، وفتح مواقع السكس علنا. ومازال الشعب يستعصم بالله وصابر وصامد. ستكون العشرة الأخيرة دعاء مكثف وصادف الدعاء ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. اللهم عليك بالظالمين ومن والاهم. اللهم خلصنا من الظالمين الطغاة وأجعل بلدنا أمينا طيبا، إلهي إلي من تكلنا إلي سفيه ملكته أمرنا أم إلي عدو يتجهمنا. إلهنا إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالى وبالختام بالصلاة علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. إنتهى عهد الكذب والنفاق والكلام الذي لا يودي ولا يجيب. وعيد بأية حل عدت يا عيد. وجاءت التهاني. لقد إنتهي الكابوس المفزع الطويل ل 23 عام ونعمت البلد بالتخلص من الظالمين تجار الدين إلي يوم الدين. فإذا لم يتم في الشهر الفضيل ذلك وتكبروا وتجبروا ولم يترك الموالسين والمتخاذلين والخالفين والمرجفين الشعب في حالهم وأصروا علي نصرة طغمة الزبانية فستحل لعنة الله علي الظالمين. فلا تبتئس و لا تركن وأقترب. سيكون الفيصل عندئذ هو مبارزة الدعاء بالحق لنجعل لعنة الله علي الكاذبين. سندعو الظالمين و الزبانية يومئذ إلى المباهلة.